swiss replica watches
هل قرأتم…… *دون كيشوت ؟* – سياسي

هل قرأتم…… *دون كيشوت ؟*

قراءة وترجمة: عبد الكريم وشاشا

*هل قرأتم*
*دون كيشوت ؟*

*إنه مزيج من السخرية والسمو في نفس الوقت، بطل سرفانتيس الذي أطبقت شهرته الآفاق، أسطورة كونية، فوراء كل الإخفاقات التي يتعرض لها البطل والارتطام المؤلم بالواقع تكمن يوتوبيا راسخة لا تقهرها الخيبات.*

تعتبر رواية ” دون كيشوت دي لامانشا “من الكتب التي حققت أكثر المبيعات، لقد بلغ الرقم 500 مليون نسخة من الكتاب، إنه رقم قياسي بعد الإنجيل والقرآن والكتاب الأحمر لماو تسي تونغ (…)

منذ سنة 1605، وهو تاريخ إصدار الجزء الأول من الرواية، ونجاحها المدوي يتضاعف ويتأكد في كل طبعة جديدة وفي كل ترجمة.

نجاح تجاوز إسبانيا إلى ما وراء جبال البرانس (Pyrénées). لكن الفضل يعود في البداية لهذا النجاح الكاسح لفرق السيرك المتجولة من راقصي الباليه والمهرجين والمضحكين الذين ساهموا في ترويج الوجه الكئيب للبطل وشعبيته في أوساط جمهور أغلبه لا يمكنه القراءة والكتابة.

لقد أصبح دون كيشوت شخصية هزلية مضحكة قبل أن تنتقل الرواية نفسها إلى المسرح وتمثيلها على خشبات المسارح، لأننا لا نراه إلا كضحية لهوس شديد ومس من الجنون أصاب عقله من كثرة قراءته لكتب الفروسية؛ ففي كل مرة يريد فيها لعب دور الفارس الجوال، ثارة يرتطم بالواقع العنيد، وثارة أخرى بعدم فهم الناس له أو مكرهم وسخريتهم.

*زمان الفرسان النبلاء*

مع بداية عصر الأنوار أصبحت مغامرات دون كيشوت ينظر إليها من زاوية مختلفة؛ *فالبعض يعتقد بأنها تجسيد لزمن الانحطاط الإسباني، وهناك من يرى بأنها إدراك جديد لمعرفة وخبرة كل الأماني والأحلام التي لدينا وخيبات الأمل في تحقيقها والخذلان الذي نتعرض له إثر ذلك من خلال معاناة شخصية الفارس النبيل المتوهم… إنها “أوديسيا” رمزية تحمل معاني عميقة، أعطت دفعة ملهمة للرسم والتشكيل تعبيرا ودفاعا عن المثل العليا التي يؤمن بها الإنسان رغم المصاعب والأخطار وبإصرار يعادل حريته.*

وما لفت انتباه العديد من كبار الروائيين مثل شارل ديكنز، غوستاف فلوبير، فيدور دوستويفسكي، وهرمان ملفيل صاحب موبي ديك.. *هو دخول سانشو بانزا في مسرح أحداث هذه الملحمة ونظرته للعالم المركبة والتي تتأرجح ما بين زاويته الواقعية البسيطة التي يراها ويعيشها وبين نظرة سيده التي يصدقها والتي تنفي هذا الواقع….*

هي الرواية الأكثر قراءة في كل الأزمنة
لقد تم إصدار رواية ” دون كيشوت دي لامنشا ” في جزءين بمدريد، صدر الجزء الأول سنة 1605، وصدر الجزء الثاني بعد عشر سنوات .. سرفانتيس يحكي لنا عن رجل نبيل من بلدة لامنشا مهووس بقراءة روايات الفروسية ، وصمم على إعادة إحياء ولعب دور الفارس الجوال للدفاع عن الأرامل واليتامى وتحقيق العدالة في العالم.

وقد اعتلى فرسه الذي أطلق عليه اسم روزينانت وفقا لتقاليد الفروسية المرعية.. ووفقا لها أيضا وقع في حب ” ديلسينا ” وهي ” أميرة مختلقة ” لم يرها قط، كما أن أحد جيرانه المزارعين أصبح مرافقا له وهو سانشو بانزا ممتطيا حماره.. وقد انطلق في الطرقات الكبيرة مسافرا ، وكلما حل في نزل أو مكان للإيواء يعتقد بأنه قصر فخم وأن كل ما يتواجد فيه هم من الأمراء والملوك والنبلاء وعلية القوم.

كان نجاح الرواية باهرا وسريعا، وتم إعادة إصدار الرواية في البرتغال وإيطاليا وفلاندر وقطعت المحيط الأطلسي إلى البيرو .. بينما تمت ترجمتها بسرعة إلى الانجليزية والفرنسية ..

في نهاية أحداث الرواية تم إقناع دون كيشوت من طرف “الفارس بياض- القمر ” لوضع السلاح والعودة إلى بلدته.. وفعلا استرد عقله..عاد إلى توازنه، لكن… تحت فراش الموت..
●●●

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*