طفلة تتسبب في نزاع دبلوماسي بين الهند وألمانيا، فما القصة؟
كانت الطفلة بيبي إم تحب تناول الطعام الهندي، وأظهرت مقاطع فيديو نشرها والداها كم كانت سعيدة وهي بصحبتهما.
بيد أن والدة الطفلة تقول إن ابنتها تعيش حاليا في مركز لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على مقربة من مدينة برلين الألمانية.
أصبحت الطفلة الصغيرة، عامان ونصف، محل نزاع دبلوماسي بين الهند وألمانيا بعد حكم قضائي بانتزاعها من أسرتها الهندية في سبتمبر/أيلول عام 2021، عندما كانت تبلغ من العمر سبعة أشهر، بتهمة إساءة معاملة الطفلة.
كما أصدرت محكمة في برلين، في يونيو/حزيران العام الجاري، حكما يقضي بتجريد الأم ديا وزوجها أميت، (نستخدم هنا أسماء مستعارة لدواعي قانونية)، من الحقوق الأبوية، وتسليم حضانة الطفلة إلى مكتب رعاية الصغار في ألمانيا، كما رفضت المحكمة طلب الوالدين بإعادة الطفلة إلى الهند، ووصف الوالدان المحاكمة بأنها “صورية” ورفعوا دعوى استئناف.
كانت ديا، الموجودة حاليا في دلهي لحشد الدعم من أجل معركتها لإعادة الطفلة إلى الهند، تبكي أثناء حديثها مع بي بي سي بشأن انفصالها عن ابنتها.
وتقول وثائق المحكمة إن ذروة الخلاف بين الأسرة والسلطات تمثلت في وجود إصابة في الأعضاء التناسلية لبيبي إم عندما كانت تبلغ من العمر سبعة أشهر، ويقول أحد الأطباء إنهم “لم يروا مثل هذه الإصابة الخطيرة في الأعضاء التناسلية لدى رضيع من قبل” وإنها بحاجة إلى عملية جراحية لإصلاح الأمر.
واشتبهت هيئة حماية الطفل في حدوث اعتداء جنسي، وهو اتهام نفته الأسرة، بيد أن المستشفى الذي عولجت فيه الطفلة في وقت لاحق برأ الأبوين، بعد أن أكد الأطباء أنه “لا يوجد دليل” يشير إلى اعتداء جنسي، وأغلقت الشرطة القضية دون توجيه اتهامات.
ويقول الوالدان إنهما يعتقدان أن الإصابة عرضية، وهو اعتقاد رجحه طبيبان مستقلان من الولايات المتحدة والهند.
وقالا في تقرير قُدم إلى المحكمة: “من المرجح أن تكون الإصابة ناجمة عن حادث. فمن المستحيل أن يتسبب الوالدان في إصابات لها بشكل متكرر ثم عرضها على أطباء”. وأضافا أنهما يعتقدان أن “إصابتها يمكن أن تتفاقم بسبب جميع الفحوصات” التي خضعت لها.
بيد أن هيئة حماية الطفل قالت إنها لا تعتقد أن الطفلة بيبي إم ستكون في أمان في بلدها، وهو خلاف أيدته المحكمة.
قضت الطفلة نحو عامين في دار رعاية، ويقول والداها إنه لم يُسمح لهما بالتواصل معها كثيرا، على الرغم من أن الأخصائيين الاجتماعيين المكلفين بالمتابعة وصفوا الأبوين بأنهما “محبان ومهتمان”، كما وصفوا تفاعل الطفلة معهما بأنه “إيجابي وممتع وفضولي باستمرار”.
وأوصى طبيب نفسي مكلف من قبل المحكمة بأن يعيش أحد الوالدين مع بيبي إم تحت إشراف الهيئة مقدمة الرعاية.
بيد أنه في الأسبوع الماضي، أبلغت هيئة حماية الطفل الوالدين بـ “إلغاء جميع الزيارات مع ابنتهما لعدم وجود من يعتني بخدمة توصيل واستلام الطفلة” ، كما تقول ديا، التي ادعت أيضا عدم السماح لهما حتى بالتواصل مع الطفلة عن طريق الفيديو.
وقالت: “ليس لدينا أي معلومات عن رعايتها منذ أن نُقلت من دار الحضانة إلى مركز رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. السرّية التي تحيط بطفلتنا غريبة جدا”.
وتتهم ديا السلطات الألمانية بـ “خطف الطفلة بسبب الاختلافات الثقافية وسوء الفهم”، وتقول إنها لا تستطيع الحديث باللغة الألمانية وإن المترجم الذي يتولى الأمر يتحدث الهندية ولكنه لا يعرف اللغة الكجراتية، وهي لغة هندوآرية من العائلة اللغوية الهندوأوروبية.
حظيت قضية بيبي إم باهتمام كبير في الهند وألمانيا، ونُظمت احتجاجات في العديد من المدن الهندية ومن جانب المغتربين الهنود في فرانكفورت ودارمشتات، كما تدفَّق الدعم على الوالدين.