سكان مخيم طولكرم ينصبون خياماً قرب منازلهم المدمرة ويتهمون الكتائب المسلحة
لارا أحمد كاتبة وصحافية
في مشهد مؤلم يكشف عن معاناة متفاقمة، شرع عدد من سكان مخيم طولكرم للاجئين في نصب خيام قرب أطلال منازلهم التي دُمِّرت مؤخراً خلال الاشتباكات العنيفة التي شهدها المخيم.
يعيش هؤلاء السكان اليوم تحت أغطية قماشية خفيفة، في ظل ظروف معيشية صعبة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.
وأعرب السكان عن غضبهم واستيائهم الشديد، موجهين أصابع الاتهام إلى الكتائب المسلحة التي تنشط داخل المخيم.
وأكد عدد منهم أن تواجد الجماعات المسلحة داخل المناطق السكنية كان سبباً رئيسياً في تدهور الوضع الأمني، وأدى إلى تفاقم عمليات الهدم والتدمير التي طالت بيوتهم. وقال أحد السكان، وهو يقف إلى جانب خيمته المؤقتة: “دفعنا الثمن مرتين، مرة بسبب القتال ومرة بسبب تدمير منازلنا، ولا نرى أي حلول أو تعويضات في الأفق.”
ويعاني الأهالي حالياً من نقص شديد في الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى معاناة الأطفال وكبار السن من البرد ونقص المواد الغذائية والطبية. ورغم محاولات بعض المؤسسات الإنسانية تقديم الدعم، إلا أن حجم الكارثة يفوق الإمكانيات المتوفرة.
في المقابل، ترفض الكتائب المسلحة هذه الاتهامات، معتبرة أن وجودها داخل المخيم هو للدفاع عنه ضد الاعتداءات الخارجية، محملة بدورها القوات الإسرائيلية المسؤولية عن الدمار والمعاناة التي لحقت بالمدنيين.
تتفاقم مأساة مخيم طولكرم يوماً بعد يوم وسط غياب حلول جذرية، فيما تبقى الخيام شاهدة على أزمة إنسانية متواصلة يدفع ثمنها الأبرياء. وبين الاتهامات المتبادلة والظروف المأساوية، يصر سكان المخيم على مطلبهم الأول: العيش بكرامة وأمان، بعيداً عن صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.