انطلقت رسميا يوم الاثنين 12 ماي 2025، فعاليات النسخة الـ21 من مناورات “الأسد الإفريقي 25″، بمدينة أكادير.
هذه المناورات العسكرية المتعددة الجنسيات، والتي يتم تنظيمها بشكل مشترك من قبل القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الأمريكي، هي الأكبر من نوعها التي تنظمها القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم). وتستمر التدريبات حتى 23 ماي 2025، ويشارك فيها أكثر من 10 آلاف عسكري يمثلون أكثر من 40 دولة، بما في ذلك سبع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي .
وتجري المناورات في عدة مناطق استراتيجية بالمغرب، بما في ذلك أكادير، وطانطان، وتيزنيت، والقنيطرة، وبنجرير، فضلا عن مواقع أخرى في تونس وغانا والسنغال.
جرى حفل الافتتاح بحضور شخصيات عسكرية رفيعة المستوى يتقدمها اللواء محمد بن لوالي رئيس أركان المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية؛ والعميد برايان سيدرمان، نائب قائد قوة المهام الأمريكية في أفريقيا وجنوب أوروبا (SETAF-AFRICA).
الدول المشاركة في مناورات هذا العام هي: غانا، إسرائيل، الولايات المتحدة، البرتغال، المملكة المتحدة، الرأس الأخضر، نيجيريا، الكاميرون، المجر، غينيا بيساو، جيبوتي، غامبيا، المغرب، كينيا، هولندا وفرنسا.
وتكتسب مناورات “الأسد الأفريقي 25” أهمية استراتيجية كبيرة تتجاوز مجرد التدريب العسكري الدوري. وتجسد هذه المناورات عمق الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة. و الهدف الرئيسي هو تعزيز قدرة القوات المسلحة للدول المشاركة المختلفة على العمل معا بسلاسة وفعالية. ويتضمن ذلك توحيد المفاهيم التكتيكية، واختبار إجراءات القيادة والسيطرة المشتركة، وضمان توافق المعدات والاتصالات في بيئة تشغيلية متعددة الجنسيات.
يركز التدريب على السيناريوهات المعقدة ومتعددة المجالات التي تشمل العمليات البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن المجالات السيبرانية والفضائية.
ويعكس هذا الوعي بالتحديات الأمنية المعاصرة ويمكن القوات المشاركة من تطوير قدراتها على الاستجابة للتهديدات المتنوعة في البيئات التشغيلية المعقدة.
وتشمل الأنشطة العمليات المحمولة جواً والعمليات البرمائية ومناورات المدفعية عالية الحركة وعمليات القوات الخاصة وتدريب المظلات.
وتؤكد مشاركة أكثر من 40 دولة، بما في ذلك دول حلف شمال الأطلسي والدول الأفريقية وإسرائيل، على الأهمية الدولية لهذه المناورات كمنصة لتعزيز التعاون الأمني الدولي.
ويعكس توزيع التدريب عبر المواقع في المغرب وتونس وغانا والسنغال أيضًا نهجا إقليميا شاملا لمعالجة التحديات الأمنية في شمال وغرب أفريقيا. ولا تقتصر المناورات على الجانب العسكري البحت، بل تشمل أيضا أنشطة إنسانية وعسكرية طبية، وبالتالي تعزيز العلاقات بين القوات المسلحة والمجتمعات المحلية.