فراغ القيادة في غزة يثير تساؤلات خطيرة بعد أكثر من عام من الحرب

فراغ القيادة في غزة يثير تساؤلات خطيرة بعد أكثر من عام من الحرب

 

لارا أحمد / كاتبة وصحافية

مع استمرار الحرب على غزة واستمرار شلال الدم والدمار، تتزايد التساؤلات الحادة حول غياب القيادة وتحمل المسؤولية.

فبعد اختفاء يحيى السنوار ومحمد شُبَانة عن المشهد، يعيش سكان غزة تحت وطأة واقع مأساوي بلا صوت واضح يعبّر عنهم أو يضع حداً لمأساتهم.

هذا الفراغ السياسي يُفاقم من الشعور العام بالخذلان، إذ يتساءل الناس من قلب الحصار: من يتخذ القرارات؟ من يفاوض باسمنا؟ ومن يقرر استمرار هذه الحرب، التي حصدت أرواح الآلاف وهجّرت الملايين، بينما يعيش من في الخارج بأمان على مسافة بعيدة من الجوع والخوف والدمار؟

في ظل هذا الغياب، تحوّلت غزة إلى ساحة مفتوحة للقتل والتهجير الممنهج، دون رؤية واضحة لإنهاء المأساة. ومع كل يوم يمر، تزداد مساحة الاحتلال على الأرض، وتتقلص فرص النجاة والكرامة الإنسانية. ومع غياب قيادة حقيقية، يزداد الواقع الميداني انهياراً، ويبدو أن المعاناة أصبحت حالة “مُدارة” أكثر من كونها مأساة يُسعى لإنهائها.

ويتساءل كثيرون: إذا لم يعد هناك من يمسك بزمام القرار في الداخل، فما الذي يُبقي على هذا الواقع؟ ومن الذي يملك الشجاعة اليوم ليقول كفى؟ كفى تجويعاً، كفى تضحيات عبثية، وكفى صمتاً أمام آلة التدمير.

ما يحتاجه الغزيون اليوم ليس فقط وقف إطلاق نار، بل وجود قيادة تمثلهم بصدق، تُنهي هذه الحرب وتعيد الأمل إلى شعب لم يعد يملك شيئاً سوى الانتظار وسط الركام. هذا الغياب ليس مجرد فراغ سياسي، بل هو جرح يومي ينزف في وعي شعب ما زال يبحث عن من ينقذه من هذا الجحيم المستمر.

 

 

 

 

 

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*