سياسي: الرباط
في وقت تعاني فيه الأنظمة الاقتصادية العالمية من ضغوط متتالية – من الاضطرابات اللوجستية إلى الضغوط التضخمية وأزمات المناخ – يسعى المغرب إلى وضع نفسه في إطار اقتراح مفاهيمي طموح: تحويل مقاومة الهشاشة إلى محرك للاقتصاد المؤثر.
هذا هو المحور الرئيسي للمؤتمر الوطني الحادي عشر لمركز القادة الشباب، الذي سينعقد في الرباط يوم 23 ماي.
ويجمع هذا الحدث، الذي يدعمه المركز الجهوي للاستثمار الرباط سلا القنيطرة، 300 مشارك و24 متحدثا ووفود من 14 دولة. تحت عنوان “مقاومة الهشاشة من أجل اقتصاد تأثيري في المغرب”، يسعى المؤتمر إلى تجاوز النهج التقليدي لمرونة الأعمال لاستكشاف كيف يمكن للأزمات أن تصبح محفزات للابتكار الهيكلي.
وفي مؤتمر صحفي عقد قبل الحدث، يوم 15 ماي في الرباط، أوضحت زينب لزرق، الرئيسة الوطنية لجمعية CJD المغرب، أن الهدف هو تعزيز نقاش معمق حول كيف يمكن للشركات والمؤسسات ليس فقط تحمل آثار البيئة، ولكن أيضًا الخروج منها أقوى. إن مفهوم مقاومة الهشاشة، المأخوذ من نظرية المفكر نسيم نيكولاس طالب، يتم تفسيره هنا كأداة تشغيلية لتصميم المنظمة.
وأضافت لزرق “نريد أن يصبح هذا المبدأ ناقلاً استراتيجياً”. وعلى هذا المنوال، سيعلن CJD خلال المؤتمر عن نشر بيان لمكافحة الهشاشة، وهي وثيقة ستتضمن مقترحات ملموسة لتحفيز تحول مجتمع الأعمال الوطني نحو نماذج أكثر قوة واستدامة وشاملة.
ولا تقتصر المبادرة على التمرين الفكري فحسب.
وبحسب مروجيها، فإن هذه الخطة تمثل خارطة طريق ذات آثار عملية على الاقتصاد المغربي، الذي يسعى إلى وضع نفسه كمرجعية إقليمية في مجال التكيف والابتكار والتنمية المستدامة.
وأشار لازرق أيضًا إلى أن مرض كروتزفيلد جاكوب يعمل بمثابة “محرض عصبي”، مما يشجع على التفكير الاستراتيجي بين رواد الأعمال الشباب ويولد نظامًا بيئيًا ديناميكيًا حول أشكال جديدة من القيادة الاقتصادية.
وسيكون المؤتمر أيضا بمثابة منصة لتقييم حالة المنظومة الاقتصادية الوطنية المغربية، بمشاركة خبراء محليين ودوليين.
الهدف النهائي: وضع الأسس لاقتصاد مغربي أكثر مرونة، ولكن قبل كل شيء أكثر مقاومة للهشاشة، وقادر على النمو مع كل تحد وإعادة اختراع نفسه في بيئة متزايدة عدم اليقين.