تساقطات الأمطار والثلوج بجهة بني ملال خنيفرة تنعش حقينة السدود والمراعي

تساقطات الأمطار والثلوج بجهة بني ملال خنيفرة تنعش حقينة السدود والمراعي والمنجزات الزراعية:

بلغ معدها إلى غاية 18 مارس الجاري 235,2 ملم مقابل 116,5 ملم لنفس الفترة من السنة الماضية:

 

عبد الصمد العميري

تساقطات الأمطار والثلوج بجهة بني ملال خنيفرة لها تأثير ملموس على مخزون المياه في السدود وتلك الجوفية وعلى تجديد جداول ومجاري المياه السطحية، حيث تجدر الإشارة إلى أن التساقطات الثلجية الكثيفة نسبيا، والتي بلغ علوها أكثر من 110 سم على بعض المرتفعات بإقليم أزيلال خلال شهر مارس وحده، والتي صاحبتها تساقطات مهمة للأمطار في مختلف مناطق الجهة، بلغ معدلها خلال الموسم الفلاحي 2024-2025 إلى غاية 18 مارس الجاري: 235,2 ملم مقارنة مع 116,5 ملم لنفس الفترة من السنة الماضية، أي بزيادة بنسبة 101,7 %. ومع ذلك، لا يزال الحجم التراكمي للموسم الحالي أقل من سنة عادية في هذه الفترة، والذي يبلغ حوالي 283 ملم (-16,8%).

كما ينبغي أن نشير أيضا، أنه من النتائج الإيجابية لهذه التساقطات المطرية على جهة بني ملال-اخنيفرة، ارتياح وتفاؤل إضافيين للسلطات الجهوية المسؤولة عن تدبير المياه بالحوض المائي لأم الربيع، خاصة المديرية الجهوية للفلاحة وتحديدا المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لتادلة، بصفته الجهة المسؤولة عن تدبير وتسيير مناطق الري المسقية بمياه السدود، حيث تحسنت معدلات ملئ سدي بين الويدان والشهيد أحمد الحنصالي المخصصين لسقي كل من الدائرة السقوية لبني موسى وبني عمير، دون إغفال تحسن المناسيب البيزومترية للمياه الجوفية والتي تأثرت بشدة بسبب الجفاف الذي استمر لست سنوات متتالية.

وهكذا، بلغت نسبة الملئ لحدود اليوم، 15,72 % بالنسبة لسد الشهيد أحمد الحنصالي (105,04 مليون متر مكعب) و 8,74 % بالنسبة لسد بين الويدان (106,26 م م3)، في حين بلغت التدفقات المسجلة بين 28 فبراير و18 مارس 2025 ما يناهز 75 مليون م3 من المياه بالنسبة للسد الأول و 47 مليون م3 للسد الثاني والذي من المرتقب أن تتحسن حقينته أكثر بعد ذوبان الثلوج من مرتفعات الروافد المحيطة به.

وجذير بالذكر، أن الواردات المائية المسجلة منذ بداية الموسم الحالي بلغت 190 مليون م3 لسد أحمد الحنصالي و147 مليون م3 لبين الويدان.

ومن المهم الإشارة كذلك، إلى أنه على الرغم من انخفاض مخزون المياه في السدين نتيجة توالي مواسم الجفاف، ومن أجل الحفاظ على المحاصيل الزراعية المتواجدة، ولا سيما الأشجار المثمرة والمزروعات الاستراتيجية كالشمندر السكري وحبوب التكثير، أطلق المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لتادلة بتنسيق مع المتدخلين المعنيين بالجهة، عملية سقي بالدائرة السقوية لتادلة شملت ثلاث طلقات لمياه الري بمنطقة بني موسى وطلقة مائية واحدة لمنطقة بني عمير.

وإجمالاً، وبفضل التساقطات الثلجية والأمطار الأخيرة، يرى فلاحو المنطقة الذين يملأ قلوبهم التفاؤل أن هذه الأمطار الميمونة تبشر بأيام قادمة أفضل، سواء من حيث حماية الثروة الحيوانية والحفاظ على المحاصيل الحالية، أو بالنسبة للمحاصيل الربيعية التي هي في أمس الحاجة لهذه التهاطلات المطرية، مع الأمل في أن تستمر هذه الديناميكية المعاشة في تحسين الظروف المناخية خلال الأسابيع القادمة وخاصة في شهر أبريل مما سيزيد من تعزيز المحاصيل الفلاحية والمراعي.-

وأعطت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها مختلف جهات المملكة ومن بينها جهة بني ملال-اخنيفرة منذ بداية شهر مارس 2025 وإلى غاية 18 منه، والتي تميزت بأهميتها سواء من حيث التوزيع والحجم، وكذا التساقطات الثلجية التي كست مرتفعات الجهة، أعطت أملا وتفاؤلا جديدا للقطاع الفلاحي بكل أبعاده، خاصة فيما يتعلق بتحسين مخزون المياه السطحية والجوفية على حد سواء وتحسين حالة المراعي، إضافة إلى الحفاظ على المنجزات الفلاحية وبالخصوص الزراعات الربيعية والشمندر السكري والأشجار المثمرة.

وفي هذا الصدد، وجب الذكر أنه بفضل هذه التهاطلات المطرية المهمة، سيتمكن المزارعون من تقليل اللجوء والإعتماد على الري، في سياق اتسم بندرة المياه وتراجع منسوبها السطحي والجوفي بسبب توالي سنوات الجفاف والتي امتدت على مدى ستة أعوام متتالية.

ومن المؤكد أن الأشجار المثمرة كالزيتون والحوامض والورديات كاللوز والتفاح… لها استفادة كاملة من كميات المياه المحصلة، حيث ستعمل على ترطيب منطقة الجذور مما سيؤدي إلى الحصول على مرحلة إزهار أفضل وثمار أكبر حجماً وأحسن جودة.

وبدوره، سيستفيد قطاع تربية المواشي من هذه الأمطار والتي ستسمح بتحسين حالة المراعي، وستقلل من الحاجة إلى اللجوء إلى المركزات والأعلاف المشتراة، مما يخفف العبئ على مربي الماشية خصوصا مع ارتفاع تكلفة علف الماشية، الشيء الذي سيساعد ولا شك في استقرار أو حتى خفض تكلفة اللحوم والمنتجات الحليبية على المدى المتوسط والبعيد.

أما بالنسبة للحبوب الخريفية، فإن الوضعية لن تكون بنفس التقدير الإيجابي مقارنة مع الزراعات الأخرى، حيث يبقى تأثير هذه الأمطار محدوداً نوعا ما، نظراً لتزامن بعض الفترات المهمة للدورة النباتية لزراعة الحبوب في مع فترة نقص المياه التي اتسمت بها بداية الموسم الفلاحي الحالي.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*