أبعدوا طنجة عن حساباتكم السياسوية الضيقة!
سياسي: طنجة
وصل الأمر ببعض الأطراف بطنجة إلى حد الاستقواء بمنابر إعلامية أجنبية، تصدر من أراضٍ لا تزال تحت الاحتلال، لتصفية حسابات سياسوية ضيقة مع عمدة المدينة، في خطوة أثارت موجة استياء واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية، خصوصاً بعد نشر مقال في صحيفة إلكترونية تصدر بمدينة سبتة المحتلة يتضمن معطيات تتعلق بنقاش داخلي يخص الشأن المحلي لمدينة طنجة.
وقامت أطراف معروفة بتلونها وحربائيتها، بتسريب معلومات تخص صراعا محليا في طنجة، أسهمت في تأجيج الجدل داخل المدينة، في وقت تخوض فيه هذه الأخيرة سباقاً حاسماً لتعزيز موقعها ضمن قائمة المدن المرشحة لاحتضان فعاليات كأس العالم 2030، إلى جانب مدن إسبانية وبرتغالية.
اختيار الصحيفة الإسبانية، التي تُعتبر لسان حال مدينة خاضعة للاحتلال الإسباني وتحتل وضعاً قانونياً حساساً في الوعي الوطني المغربي، لم يكن بريئاً بحسب متابعين، بل عُد مؤشراً على تحوّل بعض الفاعلين إلى أدوات داخل معارك سياسية تتجاوز حدود النقاش العمومي الرصين.
وما زاد من حدة الجدل هو تفاعل عدد من المنابر الإعلامية المحلية مع ما نشرته الصحيفة الإسبانية، حيث تلقفته دون تمحيص، وساهمت في تضخيمه عبر الإيحاء بأن ما أُطلق عليه “الفضيحة” قد بلغ أبعاداً دولية، في حين أن السياق الحقيقي يظل محصوراً ضمن دائرة محلية، والطرف الذي قام بتسريب تلك المعطيات معلوم لدى المتابعين لشأن المدينة.
ويخشى مراقبون من أن يُستغل مثل هذا التوظيف الإعلامي الخارجي في النيل من صورة طنجة وموقعها الاستراتيجي، خاصة في ظرفية دقيقة تتطلب تضافر الجهود لتسويق صورة إيجابية عن المدينة، بعيداً عن الصراعات السياسية والولاءات الحزبية التي باتت تجد صداها في منصات أجنبية، حتى وإن صدرت من ثغور محتلة.