أمطار الخير تعزز إنتاجية الأشجار المثمرة في إقليم أزيلال

أمطار الخير تعزز إنتاجية الأشجار المثمرة في إقليم أزيلال

عبد الصمد العميري

 

شهد إقليم أزيلال في الأيام الأخيرة تساقطات مطرية وفيرة كان لها تأثير إيجابي كبير على إنتاجية الأشجار المثمرة التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الفلاحي في المنطقة.

هذه الأمطار جاءت بعد سنوات من الجفاف التي أثرت على المحاصيل الزراعية، لتمنح بريق أمل للفلاحين وتعيد الحياة للأراضي الزراعية التي تأثرت بقلة المياه وفقا للمديرية الإقليمية للفلاحة بأزيلال. 

وسجل اقليم ازيلال 242,9 ملم من التساقطات، وهو ما يعد تحسنًا ملحوظًا مقارنة مع السنة السابقة )183,5 مم (، أي بزيادة نسبتها حوالي 32% وفيما يتعلق بتساقط الثلوج، فقد سجل الاقليم تراكم يتجاوز 55 سم فوق بعض مرتفعات إقليم أزيلال خلال الثلث الأول من شهر مارس الجاري، وهو ما يعتبر مؤشرا جيدا على محصول زراعي أفضل لهذا الموسم، حيث ساهمت هذه التساقطات في تجديد رطوبة التربة وتوزيع المياه بشكل متوازن، مما سيدعم نمو الأشجار وتعزيز إنتاج المحاصيل.

وقد ساهمت هذه الأمطار في تعزيز نمو أشجار الزيتون التي تهيمن على المساحات المغروسة في الإقليم، والتي تمتد على مساحة 35,211 هكتارا، حيث ساعدت هذه التساقطات من خلال تحسين رطوبة التربة على تحفيز النمو الخضري للأشجار وزيادة فرص إنتاج الزيتون هذا الموسم، الذي يعد من المحاصيل الرئيسية في الإقليم.

كما أن هذه الأمطار قد جاءت في وقت حاسم بالنسبة لزراعتي التفاح واللوز في المنطقة،إذ استفادت أشجار التفاح، التي تغطي مساحة 2,222 هكتارًا، من هذه التساقطات التي ستساهم في تحسين جودة العقد والإزهار. وقد لفت الفلاحون في منطقة ايت بوكماز إلى أن الأمطار قد حسنت من فرص إنتاج التفاح هذا العام، الذي يعد من المحاصيل الواعدة في الإقليم.

أما بالنسبة لأشجار اللوز، التي تغطي مساحة 18,782 هكتارًا، فقد استفادت بشكل خاص من هذه التساقطات التي ساهمت في تجديد الرطوبة في التربة وزيادة توافر المياه، مما يدعم النمو السليم لهذه الأشجار ويعزز من إنتاجها. ورغم أن إنتاج اللوز كان قد تأثر في السنوات السابقة نتيجة للجفاف، إلا أن الفلاحين في أزيلال يعربون عن تفاؤلهم بتحسن الإنتاج في الموسم الحالي.

كما ساهمت هذه الأمطار في تحسين ظروف زراعة المحاصيل الأخرى ذات القيمة الاقتصادية، مثل الجوز. ورغم أن إنتاج هذه الأشجار يبقى أقل مقارنة بالزيتون واللوز، إلا أنها تشكل جزءًا من التنوع الزراعي في المنطقة، ومع تحسن الظروف المناخية، من المتوقع أن يشهد إنتاجها زيادة ملحوظة.

وقد كانت الأمطار الأخيرة بمثابة بشرى خير للفلاحين، حيث ساعدت في تقليل الاعتماد على الري المكلف وزيّنت الأراضي الزراعية بالأمطار التي تجدد المياه الجوفية. وأضاف عبد اللطيف أن الأمطار ساهمت في تحسين توزيع المياه في الأراضي، مما سيؤدي إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية.

إن الأمطار التي شهدتها المنطقة كانت بمثابة فرصة جديدة للفلاحين في إقليم أزيلال لتعزيز إنتاج الأشجار المثمرة وزيادة تنوع المحاصيل.

ومع هذا التحسن الملحوظ في الظروف المناخية، يبقى الفلاحون متفائلين بأن الموسم الفلاحي الحالي سيشهد تحسنًا كبيرًا في الإنتاج، مما يساهم في دعم الاقتصاد الفلاحي للإقليم وتحسين دخل الفلاحين.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*