رمضان والتلفزيون: وتبقى دار لقمان على حالها… 

رمضان والتلفزيون: وتبقى دار لقمان على حالها… 

سياسي: الرباط 

 

منذ أزيد من عشر سنين، كلما حل شهر رمضان إلا وحل معه نقاش وتساؤلات حول كيفية توزيع صفقات إنتاج مسلسلات وبرامج من طرف الشركة الوطنية للتلفزة المغربية لفائدة شركات الإنتاج.

الموسم الحالي لم يخل من نفس التساؤلات ونفس الملاحظات، حيث خلفت هيمنة شركات محظوظة على الانتاج التلفزي في القناة الاولى، ردود فعل منددة وشاجبة خاصة بعد إقصاء شركات معروفة بإتقان الدراما الفرجوية بالرغم من السنين الطويلة التي أبلت فيها البلاء الحسن.

وقد اعتبر مهنيون ومنتجون ان استمرار احتكار شركات مقربة من أصحاب القرار داخل التلفزيون للانتاج الدرامي يطرح اكثر من سؤال حول منهجية اختيار وإبعاد هذا الفاعل او ذاك، وحول سمعة التلفزيون المغربي في زمن تشتد فيه المنافسة بين القنوات على الجودة وشد المشاهدين. 

وبينما تحولت إحدى أبرز الشركات الى “معمل” للصور والانتاج، متحدية بذلك قواعد الممارسة ومبادئ الانصاف، بما في ذلك ضرورة تنافي تضارب المصالح، فقد جعلت شركات تقليدية اخرى من التلفزيون خيمة تستظل فيها و”تعيش عيشا” مستظلا بين جنباتها، بعيدا عن الاداء “النبيل” الذي من المفترض استحضاره اثناء التنافس على العروض، بل ان المضحك في الامر أن حياة الريع في الانتاج التلفزيوني حول قناتنا بقدرة هذه السلوكيات الكاريكتورية الى قبيلة من قبائل الحجاز بين بطن عسير وفخذة “عليان”، اما الشركات التي اعطت وامدت المشاهد المغربي بإنتاجات من واقعه اليومي في السنة الماضية، وبفرجة شهدت عليها نسب المشاهدة المرتفعة، فقد تم استبعادها هذه السنة علنا وكرها، يقول أحد ممثل إحدى شركات الإنتاج بالعاصمة الاقتصادية.

وبالمقابل تم استقدام اجناس غريبة عن الإنتاج التلفزيني فيما يشبه السلسلة الدولية “المتحولون” القادمون من مواقع بعيدة تعيش على الفضائح و”الشوف” السخيف لتغزو اليوم التلفزيون بانتاجات كوميدية هزيلة وهابطة.  

وإذا كان من الضروري التنويه بتجربة القناة الثانية التي حافظت على خطها الرمضاني، فإن باقي قنوات دار البريهي تعرضت لشبه قرصنة نتمنى ان تكون مؤقتة، كما كرست ايضا هيمنة غير مفهومة لشركات مثل “ايامج فاكتوري” و”عليان” و”ديسكونيكتد”.

مصدرنا يتساءل كيف لشركتي “إيماج فاكتوري” و”عليان” أن تفوزا بطلب عروض جديدة وهي لم تف بالتزاماتها السابقة حيث لا زال بذمة الأولى ثلاث مسلسلات والثانية سلسلتان لم تنتجهما بعد .

نتمنى ان يتدخل الرئيس المدير العام للتخفيف من وطأتها، خدمة لفرجة المشاهد الذي حاول البعض التشويش على اقباله الكبير على برامج المسابقات الذكية، ليبعدوه عنها بدورها.

كما نطلب من الرئيس المدير العام، يضيف مصدرنا، أن يطل كذلك عما يجري في صفقات المعدات التقنية خاصة “les supports techniques » ويشمر عن ساعده لبناء مقر للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مقر طال انتظاره أكثر من اللازم، مقر في مستوى أجندة المملكة المغربية المقبلة.

 وكما لله في أمره شؤون، فلصاحب الامر التلفزيوني في انتاجاته وتسييره شؤون وغرائب.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*