عنترة: الحراك الشبابي لقي تجاوبا ملموسا من المؤسسة الملكية، التي بادرت إلى إطلاق مجموعة من الإجراءات والإصلاحات الجوهرية في القطاعات الاجتماعية

قال الباحث والاعلامي مصطفى عنترة في  تصريح صحفي لجريدة ” العربي الجديد” القطرية حول البرنامج النضالي للمرحلة الثانية من احتجاحات شباب ” زد”، نص نصه:

أعتقد أن المرحلة الأولى من احتجاجات شباب “جيل زد” قد حققت جزءا مهمًا من أهدافها، إذ استطاعت هذه الحركة الشبابية أن تبعث روحا جديدة في المشهد السياسي الوطني، بعد أن كاد يصيبه الجمود وتثقل كاهله الانتظارية السياسية. لقد مثّل حراك هؤلاء الشباب جرعة أمل في الحياة العامة، وأعاد إلى النقاش العمومي زخمه المفقود، مستقطبا تعاطف قطاع واسع من الرأي العام الوطني والدولي، ومتفاعلا مع مختلف القوى السياسية التي وجدت نفسها أمام مطالب مشروعة وعادلة تمسّ جوهر القضايا الاجتماعية الكبرى، وعلى رأسها التعليم والصحة ومحاربة الفساد والتصدي للمفسدين.

واصاف عنترة” والأهم من ذلك، أن هذا الحراك الشبابي لقي تجاوبا ملموسا من المؤسسة الملكية، التي بادرت إلى إطلاق مجموعة من الإجراءات والإصلاحات الجوهرية في القطاعات الاجتماعية الحيوية، وإلى تعزيز آليات الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة، كما فتحت الباب أمام مشاركة أوسع للشباب في تدبير الشأن العام والمشاركة السياسية، بما في ذلك تمكينهم من خوض غمار الانتخابات والانخراط في صناعة القرار.

من المؤكد أن هذه الحركة أسهمت في خلق وعي سياسي جديد داخل المجتمع المغربي، وبيّنت بوضوح أنّ الشباب يشكّلون قوة مجتمعية فاعلة لا يمكن تجاهلها. لقد تمكنت من تحريك الشارع، وإعادة الثقة في الفعل الاحتجاجي السلمي، كما حظيت باهتمام المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية، وانعكست أصداؤها في وسائل الإعلام الأجنبية، التي رأت فيها تعبيرا ناضجا عن طموحات جيل يسعى للتغيير والإصلاح.

أما بخصوص المرحلة الثانية من هذا الحراك، فإن الأسئلة تظل مفتوحة:

هل ستشكل امتدادا للمرحلة الأولى بنفس الزخم والأشكال الاحتجاجية السابقة؟

أم سيختار الشباب الانتقال من الشارع إلى العمل المنظم، من خلال تأسيس إطار سياسي يعبر عنهم ويترجم مطالبهم إلى برامج عملية؟

وهل سيتفاعلون إيجابيا مع ما ورد في بيان المجلس الوزاري الأخير بشأن توسيع المشاركة السياسية، فينخرطون في مسار الإصلاح من داخل المؤسسات عبر المشاركة في الانتخابات المقبلة، سواء كمرشحين مستقلين أو ضمن الأحزاب السياسية حسب قناعاتهم؟

أم أنهم سيفضلون الإبقاء على حركتهم كقوة مجتمعية ضاغطة، تمارس تأثيرها من خارج البنى الحزبية التقليدية، دون أن تفقد استقلاليتها وروحها النقدية؟

مهما يكن الخيار، فإن المؤكد أن “جيل زد” قد دخل بقوة إلى المجال العام، وفرض نفسه كفاعل جديد في معادلة التغيير والإصلاح بالمغرب. حسب مصطفى عنترة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*