مشاريع أبوزعيتر النسوية : إحتقار وتمييز للمرأة

رغم ان الدستور المغربي والاصلاحات الكبرى لحكم الملك محمد السادس، دافعت بكل جرأة على تحقيق المناصفة والمساواة بين الرجال والنساء، ورغم نضال الجمعيات الحقوقية عبر تاريخ المغرب المعاصر على الدفاع عن المرأة وتحقيق المناصفة والمساواة وعدم التمييز، الا ان البعض ما زال يحن الى عدم فهم المغرب الحديث، ويحن للعصور الماضوية، في خلق فضاءات “تميز” بين الرجال والنساء، وكأننا في جبال “تورا بورا” او حكم “الطالبان” او نيجريا..حيث ما زالت بعض المجتمعات تحتقر المرأة وتجعلها مجرد جسد او سلعة.

ان ما وقع في مدينة سلا، السبيت الماضي، من خلال افتتاح مطعم خاص بالنساء، هو دليل على ان البعض يعيش التمييز والاقصاء، ويريد التفرقة بين المغاربة كمواطنين متساويين في حقوق التنقل وحرية التبضع والاكل والشراب والتجوال….

فما معنى افتتاح مطعم نسائي بمارينا بسلا من قبل أبوزعيتر؟ فان كان الهدف هو الاستثمار والسياحة فهذا يبقى رهين تجارة مربحة من قبل صاحبها، باحترام القوانين، ولا يمكن منع مثلا الرجال من دخول مطعم او مقهى عمومي؟ فهل يوجد فصل في القانون من منع اشحاص بحسب جنسهم من دخول المقاهي والمطاعم العمومية؟ نحن لسنا في حمام شعبي او عصري حيث مخصص لاستجمام للرجال واخر للنساء؟

بل، نحن امام واقعة قد تكون خطيرة مستقبلا، وتفتح شهية اصحاب العقول المتزمتة والأصولية والمتطرفة من تخصيص اماكن تجارية للنساء فقط، وكأن الرجال “حيوانات”مفترسة لا يمكن ان تدخل لهذا المكان، وقد يستعمل ذلك لأغراض خطيرة..

نقولها بصوت واضح لابوزعيتر وغيره، القوانين تمنع التمييز، والمغرب موقع على اتفاقيات أممية تمنع التمييز بسبب الجنس او العرق، والمغرب ملتزم بالدفاع عن قضايا النساء تحقيقا للمناصفة؟

فلا مجال بالرجوع بالمغرب الى الوراء، وليس المغرب بلد، الأصولية والعرقية، فالمرأة متساوية مع الرجل، ولا يمكن  الفصل بينهما في الاماكن العمومية، والمرأة المغربية لها  كفاءات تبوأت مناصب عليا، ولا يمكن ان نرجع بها للوراء، ولا يمكن احتقارها بأن نخصص لها مقهى او مطعم خاص بها، بمارينا بسلا، المرأة المغربية تحتاج لنضال حقيقي مؤسساتي، ولقوانين تصون كرامتها، ولمشاريع تنموية تحقق لها موردا ماليا تساهم به في تنمية بلدها، وليس لمطعم في موقع ثري، وبافتتاح هذا المطعم وكأنه يوم الفتح المبين، فرغم  ان المكان يتميز بديكور  بطابع زهري  يوحي بعالم الأنوثة، فمن حق الرجال ارتياده، ومن حق المغاربة يطرحون سؤالا عريضا، من أين أتى ابوزعيتر بهذه ” الطاقة” الغريبة وبهذه الأموال والسلط التي جعلته يفرض جبروته بمارينا بسلا.