swiss replica watches
عبد الإله بنكيران.. نسألك الرحيلا – سياسي

عبد الإله بنكيران.. نسألك الرحيلا

وإذا ما خلا الجبان بأرض/ طلب الطعن وحده والنزالا..
لعل هذا البيت الشهير للمتنبي هو لسان حال رئيس حكومتنا الفاشلة اليوم ، فأن تقاطع النقابات ومن ورائها الألوف المؤلفة من العمال عيدها الأممي،وأن لا تخرج الحناجر المبحوحة صادحة بما يؤرقها من مطالب وانتظارات وخيبات أيضا،وأن تظل الشوارع،على غير العادة، فارغة من جيوش الغاضبين الذين يتحينون قدوم فاتح ماي للتعبير عن ما يخالجهم وإسماع صوتهم مدويا وهادرا، فذلك أمر جلل يجب على الحكومة أن تتوقف عنده مليا وتطرح على نفسها جملة من الأسئلة،عساها تجد أجوبة تشفي الغليل، فإذا كانت النقابات غاضبة من سد باب الحوار في وجهها، وفي أفضل الأحوال لا تجد مخاطبا كيسا ورزينا يستمع إليها ويستشير معها،وإذا قررت جميعها مقاطعة احتفالات عيد العمال، فما على هذه الحكومة إذن إلا أن تتلقف الرسالة وتستوعب جيدا أن كل هؤلاء الذين أشاحوا بوجوههم عنها غاضبين ومقاطعين لديهم بالضرورة وبقوة الأشياء أسباب ما يجب معالجتها،وتفهم، أن هناك شيئا فاسدا في مكان ما عوض أن ترمي بالرضيع مع ماء الغسيل كما يقول المثل الشائع،وتختار الفرار إلى الهاوية..
لكن يبدو أن من يحكمنا للأسف لا نية لديه لنزع فتيل أي احتقان، ولا نية لديه في إيجاد حلول ترضي كل الأطراف، ولا نية لديه للالتفات إلى ملايين الناس الذين ينتظرون منه أخبارا سارة يستبشرون بها وتمنحهم أملا مضيئا في الغد، بدل إثقال كاهلهم بالزيادات وبمشاكل بعض وزرائه المراهقين، وإلا، ما معنى أن يختار عبد الإله بنكيران ركوب رأسه ويقوم بتحدي الجميع ليلجأ إلى نقابته اليتيمة وطائفته المغرر بها كي يخطب فيهم ويلقي الاتهامات جزافا ويوزع القنابل الموقوتة يمنة ويسارا دون أن يعبأ بأحد،ما معنى أن يصبح الجميع في عرفه متواطئا ومشوشا ومعاد للإصلاح وللنماء والخير الوفير الذي لم يعرفه المغاربة سوى معه ومع حكومته المباركة، ما معنى أن يختار هذا الرجل، الذي يوجد الآن على رأس حكومة بصلاحيات واسعة لم يحلم بها أي وزير أول في تاريخ الحكومات المتعاقبة على هذا البلد، بدل أن يصيخ السمع لمعارضيه،وأن يتحلى بنعمة التواضع والصبر الجميل، بدلا من ذلك وغيره، يقرر الخروج وحده،ليقود نقابة حزبه في مسيرة يريد لها أن تكون عارمة، ويخطب في أتباعه وشيعته، مطالبا هو نفسه بما يطالب به الناس، أن أوقفوا الزيادات في الأسعار التي أحرقت البلاد والعباد، أعيدوا لنا كرامتنا المهدورة في وطننا هذا، أرجعوا لنا الثقة في مؤسساتنا وفي نخبنا وفي دولتنا، إنها قمة العبث إذن، أن يطالب الحاكم المحكوم، فيما المحكوم صامت يتجرع المرارة، في مشهد سوريالي لم يتصوره سلفادور دالي نفسه، ولا حتى أعتى السورياليين على مر الأزمنة.
وفي الحقيقة، ليس فاتح ماي هو الذي مر كئيبا هذه السنة، فكل أيامنا باتت كذلك، حتى إن رئيس الحكومة، تمكن وهو محسود فعلا ، في ظرف وجيز جدا من أن يتخاصم مع الجميع، ويسفه الناس مهاجما الكل،ولم يسلم من أذيته أحد، هاجم معارضيه بأقبح النعوت وأرخصها، هاجم النقابات العمالية وهو يحاول جاهدا إقصاءها ومحوها من الوجود ، هاجم الحركة النسائية ومناضلاتها الفاضلات، هاجم رجال الصحافة،هاجم المفكرين،أقصى الاقتصاديين ورجال المال، هاجم البسطاء الذين أثقل كاهلهم بالديون ولا يرعوي من أن يخاطبهم من عل،هاجم الرياضيين وأهل الفن، ولم يبق له، تماما كأي دكتاتور بليد سوى أن يصرخ في وجوهنا، متى سنحت له الفرصة، أنا الدولة والدولة أنا، واذهبوا أنتم ومطالبكم وهيئاتكم وتاريخكم وحاضركم إلى الجحيم.
إن التاريخ أبدا لن يغفر لبنكيران، لقد زرع الفرقة في البلاد ونجح فيما لم ينجح فيه أحد من قبله، زرع الأكاذيب وقسم المغاربة إلى فسطاطين، وها هو في التظاهرة اليتيمة التي قادها يترنح بجسده الثقيل على جثة الفقيد عبد الله باها، موهما مستمعيه أن موت هذا الرجل الذي كثيرا ما وصف بالحكيم، فيه شيء من حتى، وأنه مات مقتولا.. وهو ما لا يجب السكوت عنه بالمطلق..كما أن رئيس الحكومة لم يكتف باللمز والغمز المعروفين عنه طيلة مساره، بل إنه صدح في أتباعه وشيعته أن مستعد للجهاد والموت في سبيل الله، هكذا، كأنه يقول للشباب الذين تغرر بهم إيديولوجية الموت لتقذف بهم كمجاهدين في أتون حروب لا تعنيهم، في سوريا وفي العراق، تعالوا لنموت في سبيل الله ولنجاهد ضد الكفار والصهاينة والمفسدين والعفاريت والتماسيح والمشوشين وسواهم هنا.. في مغرب الإسلام ومغرب إمارة المؤمنين..وبعد هذا يعزف بفصام عجيب سيمفونية الاستقرار ، تلك المعزوفة التي لا يجيدها قطعا،كيف لا.. وها هو يضرب بكل ما أوتي بقوة على طبل الفتنة المدوي منذرا بالخراب، فمن يا ترى له أذنان للسمع كي يسمع.. قبل فوات الأوان…

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*