أمين جوطي يكتب : قالت لي الحكيمة

قالت لي الحكيمة:
ابتعد عن الصغائر
واكتب حكمتك
امش إليها عاشقا
ملؤه الهيام.
قد تطول رحلتك
تشتد ظلمة ليلك
لاتحزن
فنجومه ستنير لك طريقا
في الظلام..
امشي بني
تشجع….
طريق الحكمة عوسجية
فلا تفزع…
القدم الدامية لا تغرق في الأوهام.
سيعلمك الجرح أن تسمو..
ستكبر وأنت تخطو
وستعلمك الطريق
كيف ترعى الأحلام،
امش في طريقك
في كل مسار صخور…وأجنحة
إن لم تر عيناك سواك
لن تبصر..
تختبئ الأحلام خلف كل صخرة
فلا تضجر..
وخلف كل صخرة
أجنحة من الأمنيات
الغد آت يحمل الكفن
فسابق نبض الزمن
ارو أرض أحلامك دما
كي تزهر..
امش بني متوقدا حبا
من هنا بداية الكلام…
جنون عاشق ينير الظلام
يفتح عين الخيال لتبصر
ممرا لكلمات لاتنال
بداية وجود جديد
حيث تكتب أبجدية الأيام.
جنون عاشق الحكمة
ربيع موعود
يشتهيه الشاعر الطائر
والفيلسوف “الحائر”
والشعب المرهق بالآلام.
قالت لي الحكيمة:
هنا
كل من تعلم رسم حرفه الأول
ظن أنه بلغ المنتهى
خبر كل شيء وانتهى
اكتب أنت القصة كاملة
إن استطعت.
اهدي عمرك للحقيقة
وإن احترقت.
ستعبر ألف سراب وسراب
ستبدد وهما تلو وهم
كما تسحق الشمس الضباب
ستصعد مدارج التسامح
لتقول للعالم:
إن كان لا بد لنا من صدام
فلنتعلم من الغمام
فإما نمطر حين التلاقي
وإما نمر بسلام.