swiss replica watches
سلاح “العدالة والتنمية” الذي لا يصدأ – سياسي

سلاح “العدالة والتنمية” الذي لا يصدأ

يدخل حزب العدالة والتنمية غمار الاستحقاقات الانتخابية الخاصة بالجماعات الترابية، وفي رصيده رأسمال لا ينضب في السياسة، ولا تؤثر فيه عوامل المد والجزر في الحصول على المقاعد والمناصب، والتي غالبا ما تكون في البلدان التي يكون فيها للتحكم شأن، عبارة عن ضغوط وحصار وتضييق ومحاولات عزل بالتخويف والترهيب وباستغلال المقدّرات الجماعية والمؤسسات والادارة وغيرها. 

رأس المال هذا الذي لا ينضب اذا ما تمت المحافظة عليه بتعهد ما يوصِل اليه، هو المصداقية، وهو في الحقيقة سلاح لا يصدأ، صالح لكل المعارك يصيب أهدافه بدقة إذا حسُن توظيفه زمانا ومكانا. 

مصداقية العدالة والتنمية وهو ينافس في الانتخابات الجماعية، لم تنشأ من فراغ ولم تنزل من السماء، ولم تصنع في إعلام مأجور، ولم تدلس بها إدارة وفية للفساد، ولا مؤسسات خادمة للاستبداد، مصداقية العدالة والتنمية خرجت من رحم الشعب، وتعهدها أبناء بررة للشعب، تعهدوها بخطابهم وبممارساتهم وبصدق كلامهم وحديثهم إلى المواطنين، وتعززت بانتقالهم من مجال الدعوة والعمل الجمعوي المدني إلى مجال العمل السياسي الذي يكشف معادن الناس، فيُصنفون حسب ميزان المصداقية ولا شيء غيره. 

المصداقية هي التي تجعل اليوم أعضاء العدالة والتنمية قيادة وقواعد، يخرجون بوجوه مكشوفة ورأس مرفوع وابتسامة عريضة، يلتقون بالمواطنين في شمال المغرب وجنوبه، في مدنه وقراه، وسفوحه وجباله، وهم متأكدون بأن من سيختلف معهم لن يتهمهم بأنهم باعوا تاريخهم وتاريخ حزبهم، أو استأجروه لجهات أخرى، ولا هم جعلوا حزبهم تجمعا لكل ذي تجارة مغشوشة أو محرمة مع الله ومع العباد، ولم يجعلوه وسيلة للسطو على آماني الطيبين من المغاربة لتأمين مصالح ذاتية ضيقة، أو السير بهم إلى حيث لا يريدون إلى وجهة لا تنسجم مع تاريخهم وحضارتهم وقيمهم. 

المصداقية هي التي تأمر حزب العدالة والتنمية اليوم بأن يقدم للمواطنين حصيلته في التدبير، وفاء للتعاقد الذي تم بينه وبينهم سنة 2009، ليحكموا بحرية على ما قدم وليشهدوا بأنفسهم على سلوك منتخبيه طيلة فترة تحملهم شرف تسيير شؤونهم في الجماعات التي سيرها، وفي الوقت ذاته.. وبخلفية المصداقية نفسها يجدد الحزب التعاقد مع المواطنين بتقديم برنامجه للمرحلة المقبلة، ليواصل انجازاته في الجماعات التي سيرها، وليصلح الأوضاع في الجماعات الأخرى. 

إن هذا السلاح يعطي مضمونا للانتخابات وللسياسة عموما، ويجعل المواطنين يحسون بأنهم طرف في العملية، وليسوا مجرد حطب لها، بالمصداقية يثق المواطنون بأن سياسييهم منهم يشبهونهم ويخافون على مصالحهم، وبالمصداقية أو بتعبير آخر “المعقول” يمكن فعلا أن تعود الثقة للعمل السياسي وبهما يمكن أن يتزايد الإقبال على صناديق الاقتراع، لاختيار كل من اتصف بها وجعلها شعارا انعكس على الممارسة، لذلك خصوم العدالة والتنمية المنهزمون في معركة المصداقية سواء العاجزن عن تبنيها لتشوه خِلقي وخُلقي في حزبهم، أو العاجزون عن الحفاظ على مصداقية أحزابهم التي بناها زعماؤهم الأوئل بنفس ما بنى به العدالة والتنمية مصداقيته، يحاولون منذ سنوات إفقاده اياها أو خدشها أو نزعها عنه، لأنهم لا يستطيعون مجاراته فيها، وإلا أين حصيلة تدبيرهم للجماعات التي سيروها لسنوات، أين شعاراتهم ومواقفهم من تحديد المستوى الدراسي لرؤساء المجالس التي “صدعوا” بها رؤوسنا أثناء مناقشة قوانين الانتخابات، وهم يوزعون التزكيات على من هب ودب، أين شواطؤهم بالمدن التي لا تطل على واجهة بحرية كما وعدوا كذبا، وأين برج ايڤيل الذي تعهدوا به تهريجا، أين حكامة وخدمات قرب التزموا بها، أين … وأين.. هذه فرصتهم فلماذا لا يخرجوا للمواطنين ويتحدثوا معهم بما أنجزوا، لا بالسب والشتم والقذف والهرج والبلطجة والتهديد والوعيد … ؟!

بالمصداقية يأتي الفوز ولو بعد حين، وبالمصداقية ينهار الفساد وخدامه، ويموت الاستبداد وحراسه، .. بالمصداقية يسقط سقف

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*