لم يستغل المغرب مرة اخرى فرصة تسويق منتوجه السياحي، ورجع للوراء بعد الازمة التي تضرب السياحة المغربية.
وما زال المغرب يعتمد على اساليب تقليدية في تسويق السياحة للاجانب وهذا ما اتضح من خلال كلمة المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة زويتن وعمدة فاس الجديد الازمي.
فكلمتهما خلال القمة العاليمة الرابعة للمدن بفاس، كانت دون المستوى حسب المراقبين للشأن السياحي.
ففي لحظة التي استقبلت جهة كاطالونيا (شمال شرق إسبانيا)، ما بين يناير وغشت من السنة الجارية، ما مجموعه 12.11 مليون سائح أجنبي، ما يمثل 25.7 في المائة من مجموع الزوار الأجانب الذين جاءوا إلى إسبانيا في الأشهر الثمانية الأولى من العام.
ووفقا لمسح حول حركة السياحة، صدر اليوم الثلاثاء عن وزارة الصناعة والطاقة والسياحة الاسبانية، فإن عدد زوار كاطالونيا زاد بنسبة 3.8 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.
في حين قال المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن إن تعزيز جاذبية فاس السياحية وجعلها وجهة مفضلة على الصعيد الدولي يقتضي اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير، من ضمنها تكثيف الرحلات الجوية نحو المدينة، وهو ما يعمل المكتب بتعاون وشراكة مع الجهات المختصة على تنفيذه وفق مقاربة تشاركية.
وأكد زويتن، خلال الجلسة الثانية من القمة العالمية الرابعة للمدن السياحية التي احتضنتها مدينة فاس اليوم الثلاثاء، أن المكتب سيبرمج في إطار استراتيجية دعم وجهة فاس السياحية أسبوعا ثقافيا خاصا بالعاصمة العلمية والروحية للمملكة بكل من الصين وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرز أن السوق الصينية تظل من الأسواق الواعدة والمهمة، خاصة بالنسبة للمغرب، مشيرا إلى أن حوالي 100 مليون سائح صيني يقضون عطلهم السنوية خارج بلدهم ويعتبرون أيضا من السياح الأكثر إنفاقا في العالم.
واعتبر زوينن أن الحضور المكثف في هذا المؤتمر، الذي احتضنت جلساته الأولى مدينة الرباط منذ أمس الاثنين، والمتمثل في العديد من الفاعلين والمستثمرين والمهتمين بالقطاع السياحي في العالم، من ضمنهم أكثر من 400 شخصية تمثل أزيد من 40 بلدا وحوالي 70 جمعية تنشط في المجال السياحي وعدد كبير من ممثلي الصحافة الصينية، من شأنه أن يساهم في التعريف بجهة فاس مكناس وتسويقها عالميا مما سينعكس ايجابا على استقطاب المزيد من السياح.
وأوضح أن استراتيجية النهوض بالقطاع السياحي على مستوى الجهة، والتي يتم تنفيذها بشراكة وتنسيق مع السلطات المحلية والمنتخبين، تروم تعزيز سياسة التعريف بالمنطقة وبمؤهلاتها وإمكانياتها من خلال إعداد برامج وثائقية شاملة تتضمن مختلف المواقع والمسارات السياحية التي تتوفر عليها كل من مدينتي فاس ومكناس العريقتين، مع برمجة وتنظيم مهرجانات دولية من أجل جذب أكبر عدد من الزوار لهذه المنطقة.
من جهته، أكد عمدة مدينة فاس إدريس الأزمي الإدريس أن هذه الحاضرة التاريخية والعريقة تتميز بتاريخ حافل وتراث زاخر، مشيرا إلى أن أزقتها تختزل تاريخا عريقا، وتجسد بيوتاتها قيم الكرم والجود، بينما تحكي مدارسها نبوغ العلماء واجتهاد الطلبة، في حين تخلد صناعاتها وأسواقها رواجا ومهارة قل نظيرها وهو ما جعلها تتبوأ مكانة تاريخية وحضارية مرموقة من بين كبريات المدن السياحية العالمية وأعرقها.
وقال الأزمي إن مدينة فاس التي تعتبر تراثا كونيا، وملكا مشتركا للإنسانية جمعاء، مضيفا أن الجميع مطالب بمضاعفة الجهود والعمل من أجل أن تكتشف الإنسانية هذا التراث بكل مكوناته الحضارية والمعمارية والثقافية، للمساهمة في التعارف والتآلف بين الشعوب والثقافات، وبالتالي تكريس قيم المحبة والمودة والتقارب، ونسج علاقات الشراكة والتعاون.
ونوه بالثقة التي وضعتها الفدرالية الدولية للمدن السياحية في المغرب من خلال تنظيم القمة العالمية الرابعة للمدن السياحية بكل من مدينتي الرباط وفاس، مشيدا بالدعم الذي قدمته هذه الهيئة الدولية لإنجاح هذه التظاهرة والتي ستنعكس بشكل إيجابي ومثمر على المدينة وعلى ساكنتها.
وأكد أن عقد الفدرالية هذا اللقاء يعد مكسبا للمغرب، باعتبار مكانته الحضارية والسياحية، وبحكم موقعه الجيو-استراتيجي المتميز، ولما لذلك من انعكاسات إيجابية على القطاع السياحي بالمغرب الذي يعمل جاهدا على تطوير هذا القطاع الحيوي.