swiss replica watches
أخطاء لشكر التي توجب استقالته – سياسي

أخطاء لشكر التي توجب استقالته

عبدالسلام المساتي

لمن لا يعرف إدريس لشكر، هو المحامي الحاصل على الإجازة في العلوم السياسية،المناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ 1970..لشكر هو الذي دافع عن موازين وعن فيلم الزين اللي فيك،هو الذي وصف حديث الرسول الكريمانصر أخاك ظالما أو مظلومابالكلام الجاهلي، هو من دعا لإعادة مراجعة أحكام الإرث،وتجريم تعدد الزوجات وتشريع الإجهاض..لشكر هو من حمل اليوسفي مسؤولية الإخفاق سنة 2003 وعاد بعد أربع سنوات ليحمل اليازغي مسؤولية إخفاق الحزب في الانتخابات التشريعية 2007 ،وهو الذي انهزم بهذه الانتخابات في منطقته..لشكر هو من ظل يصرخ عاليا سنة 2010 مطالبا بخروج حزبه من الحكومة فتم إخراس صوته بحقيبة الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان ،وهي الخطوة التي وصفها علي بوعبيد حينها بالإهانة في حق الحزب،وعبرت عن الانتهازية السياسية لإدريس لشكر الذي أجلسه أحد ما على عرش الإتحاد الاشتراكي سنة 2012..فبدأ الهدم..

لقد كان هم لشكر الأول من أن انتخب كاتبا أولا هو التحكم والاستحواذ على مجمل التنظيمات داخل الحزب،فبدأ بإقصاء الأصدقاء قبل الأعداء..لذلك فرأى فيه البعض نموذجا يحاكي ما قام به الزعيم محمد اليازغي سنة 2007 من خلال انفراده باتخاذ قرارات مصيرية دمرت الحزب بتلك المرحلة،و إذا كان لشكر حينها قد طالب باستقالة اليازغي فها هو اليوم يقتفي نفس خطواته السيادية التي لا يراعي فيها إلا مصلحته الذاتيةإدريس لشكر لم يكتفي بهذا بل تعددت أخطاؤه التي يمكن تصنيفها كالآتي:

أولا :انشقاق الحزب..هذا الانشقاق الذي كان بالإمكان تجاوزه لو أن الأخ الكاتب الأول حاول البحث عن صيغة توافقية يحقق من خلالها التوازن بين كل الأطراف المتنازعة داخل الحزب،إلا أنه للأسف هذا لم يكن ممكنا في ظل التفكير بصيغة المفرد ،والحديث بلغة السيد..فخروج أسماء وازنة داخل الاتحاد الاشتراكي لتشكيل حزب البديل الديمقراطي كان بحق ضربة قوية ساهمت بالقسط الأوفر في إضعاف الحزب وتراجع أسهمه سياسيا وانتخابيا.

ثانيا: صورية النقابة والشبيبة..لقد استطاع لشكر أن يعمق الخلاف داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل ونجح في تكوين قيادة جديدة موالية له تماما وغير غادرة على التصرف خارج الدائرة التي يرسمها هو..ونفس الأمر أحدثه داخل منظمة الشبيبة الاتحادية بحيث كان الساهر على مؤتمرها الثامن ،ما مكنه من خلق قيادة تتناسب ومشروعه داخل الاتحاد،والأهم أنها خاضعة له بالمطلق ..

والنتيجة فدرالية دون بوصلة،وشبيبةقطيعية“.

ثالثا :التحالف مع حزب الاستقلال..هذا التحالف الذي نظرت إليه القيادة بعين التفاؤل وأسماه بعض أعضاء المكتب السياسي بالتحالف الاستراتيجي الذي سيخدم تطور الحزب..اتضح لاحقا أن هذا التحالف كان خطوة أخرى خاطئة قام بها إدريس لشكر لأنه كان تحالفا بين زعيمين(لشكر وشباط) أكثر منه تحالف بين حزبين حاملين لمشروعين مختلفين،وذوي مرجعتين متناقضتين تقريبا،لذلك كان بديهيا أن يحدث التصادم حول قضايا كثيرة تهم المجتمع بالدرجة الأولى..وقد كانت ضريبة هذا التحالف مكلفة جدا عندما قرر المواطنون يوم 4 شتنبر معاقبة الاتحاد الاشتراكي لأنه شريك حميد شباط.

رابعا :الخطاب الخطأ..فالسيد لشكر ومنذ وصوله لرئاسة الحزب،غيب الخطاب الاجتماعي،واتخذت خطاباته المنعرج الخطأ بحيث صار شغله الشاغل هو مجاراة رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران ومحاولة استفزازه بخطابات جوفاء انحرفت عن مسارها وبلغت مداها عندما تجرأ على أحكام الإرث وجرم تعدد الزوجات..هذا الخطاب اللاشعبي والذي لا يخدم مصلحة أحد(ماعدا عشرات الحداثيين)كان له التأثير المباشر على نتائج الحزب بانتخابات 4 شتنبر..

وأخيرا وليس آخرا،يتجه الكاتب الأول وبعض أتباعه بالمكتب السياسي إلى معارضة النظام !هذا آخر ما جادت به عبقرية السيد إدريس لشكر الذي لم يقدر على معارضة حتى شخص بن كيران ،وحزبه غير قادر حتى على لم شمل مناضليه! فما أدراك بمعارضة النظام..لأن معارضة هذا الأخير تحتاج لحزب قوي،بشبيبة قوية،وبنقابة قوية،وبمنظمة نسائية قوية..أما أن ينعدم كل هذا وتتجه لمعارضة النظام فإنك تتجه نحو الهاويةرغم أني أعتقد أن هذه الخطوة هدفها تحويل نظر الاتحاديين الذين يطالبون باستقالة الكاتب الأول.

إن أخطاء الكاتب الأول إدريس لشكر كثيرة وعلى الاتحاديين أن يقفوا معا لإنقاذ حزبهم من بين مخالب قائدهم عن طريق المطالبة باستقالته الفورية ،فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يكن في يوم حزب شخص واحد..

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*