swiss replica watches
الفايسبوكيون ، يوم الجمعة وعقلية الدراويش : – سياسي

الفايسبوكيون ، يوم الجمعة وعقلية الدراويش :

أشرف طانطو

الأهداف والأحلام تتحقق بالعمل والديمقراطية والمستقبل يبنى بالعدالة الإجتماعية وإستقلال السلطة القضائية .

هذه الجملة يؤمن بها العقلانيون والواقعيون من البشر والناس في العالم، لكن في المجتمعات المشرقية يبدو أن لا منطق يعلو فوق منطق الغيبيات والفكر الأنطولوجي وعقلية الفانطازم التي تترك كل شيء للمجهول معلقة كل أمالها وإخفاقاتها على شماعة القضاء والقدر.

لدرجة أن العديد من المشارقة ، وللأسف الشباب منهم ، يرددون بلا وعي أن الإنسان مسير لا مخير مما يضرب جوهر كلام الله سبحانه وتعالى حينما قال ولقد كرمنا بني ادم.
التكريم هذا جاء بوهب البشر العقل وملكة التبصر الكامنة في دواخلنا وتحتاج فقط أن نبحث عنها.

عقلية الدراويش ، أي الغيبيات والأنطولوجيا ، تظهر كل يوم جمعة على الحائط الخاص بالفايسبوكيين ، حيث تجد الاف الأدعية وكلمات التضرع لله قصد تحقيق الأماني والدخول للجنة والإنعتاق من النار وغيرها من متمنيات دينية ودنيوية.

لتتفتق موهبة الدروشة هذه كلما نشبت مناوشات عسكرية بين فلسطين وإسرائيل ، لتقابلك ما لا نهاية من كلمات الكراهية والدعاء على إسرائيل وطلب النصرة للفلسطينيين.
سياسيا هذا أسلوب غير منطقي وغير واقعي ، فالكل يعلم أن تفوق دولة على دولة أخرى يأتي بالقوة الإقتصادية والعسكرية والكثلة الحيوية التي تحوي الكادر البشري الموقع الجيواستراتيجي والمساحة والمؤهلات الطبيعية والتراكم الحضاري,,,ولا يأتي أي التفوق بالدعاء والفكر العاطفي.

وللأمانة فمحاولة التقرب من الله عز وجل بالدعاء شيء جميل فالجانب الروحي يساهم في توازن نفسية الإنسان ويقوي شخصيته.

لكن ما يجعلنا ننتقد هذه السلوكيات الدينوغيبية في الفايسبوك ، هو حينما تجد نفس أولئك الأشخاص بعيدين تماما عن الأحزاب ، عن الجمعيات والمنظمات عن الإهتمام بالشأن العام والمحلي ورغم ذلك يطلبون ويتمنون التفوق والنجاح لنفسهم وبلدانهم بكلمات رنانة توسلية لله.

فللأسف الشباب المغربي الذي يشكل 40% من المجتمع لا تمثل نسبة المنخرطين منه حزبيا سوى أقل من 1% وحوالي 10% بجمعيات المجتمع المدني.
إذن كيف سيتحقق النجاح والديمقراطية والعدل والعدالة الإجتماعية والسواد الأعظم من الشباب ينسل من مسؤوليته المجتمعية القاضية بالإنخراط في مؤسسات المجتمع المدني والإشتغال من داخل النسق السوسيوثقافي والإاقتصادي لمحيطه الماكرو والميكروترابي.

وعقلية الدراويش والدعاء يوم الجمعة هي نفسها من تكرس الدكتاتورية وإلصاق الفقر والهشاشة بالله رغبة في الجنة كما تقول ثقافة شعبية متخلفة أن الجنة للفقراء حتى لا يناضل الناس من أجل عيش كريم.
بل منطق الغيبيات والأنطولوجية من شكلت حاضنة إجتماعية للإرهاب الديني ، فللأسف هناك شباب لازال يؤمن وبقوة أن إعمار المساجد وتطبيق الشريعة والخلافة ستؤدي لإزدهار المسلمين على الكفار ، هؤلاء الكفار الذين يتم الحقد عليهم هم الاخرون يوم الجمعة بأدعية الكراهية والرغبة في إزالتهم من على وجه الأرض تحت دريعة أنهم أعداء الله والإسلام.

فهل سيستفيق الدراويش من غيبوبتهم الفكرية والحضارية ؟ وإلا فالحصيلة ستكون كارثية والنتيجة سقوط المزيد من الشباب في براثين الجماعات التكفيرية ونثر المزيد من السموم في العقول الإسلامية المؤدية لمزيد من الكراهية والحقد على كل من إختار دينا غير الإسلام,

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*