swiss replica watches
لشكر بين انتخابات 2016 والمؤتمر الوطني العاشر – سياسي

لشكر بين انتخابات 2016 والمؤتمر الوطني العاشر

عبدالسلام المساتي

متأكد أن أكثر المتفائلين داخل الاتحاد الاشتراكي يقول بعدم قدرة الحزب على تحقيق نتائج مشرفة خلال الانتخابات التشريعية القادمة نظرا للوضعية المتأزمة التي يوجد عليها الحزب حاليا، إلا أن الكاتب الأول إدريس لشكر يحاول أن يثبت عكس هذا ليخالف بذلك كل التوقعات التي تقول بإمكانية تراجع الحزب واندحاره كما حدث بالرابع من شتنبر،قلت أن لشكر يحاول أن يثبت العكس من خلال محاولته درء الصدع الحاصل داخل البيت الاتحادي منذ سنوات،فقد بلغ لعلمنا أن الكاتب الأول قد جالس قبل أيام كل من أحمد رضى الشامي وعبدالعالي دومو من أجل تحقيق المصالحة وتحفيزهما على العودة لحضن الاتحاد الاشتراكي كون لشكر يدرك جيد القيمة الانتخابية للشامي بالعاصمة العلمية فاس ،ونفس الأمر لدومو بمعقله قلعة السراغنة ..ومعلوم أن المكتب السياسي للحزب كان قد قام سابقا بتوقيف هذين البرلمانيين عن جميع المهام والمسؤوليات داخل الحزب بسبب ما أسماه المكتب السياسي سبا وقذفا في حق المناضلين والمناضلات .
ومن المرتقب أن يقوم الكاتب الأول بجلسات مصالحة مع مزيد من الاتحاديين الغاضبين والمغادرين ،إلا أنه يجب أن نتذكر هنا أنه(الكاتب الأول) قام بنفس الأمر قبل الانتخابات الجماعية الأخيرة عندما قال بملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء :” الاتحاد الاشتراكي مفتوح في وجه حتى من غادروه وأرادوا العودة إليه..إن البيت الاتحادي يسعنا جميعا حتى من سبق أن اتخذت في حقهم إجراءات..” لكن لا أحد عاد بل غادره آخرون فاندحر الحزب أكثر. وكأن لشكر لا يعلم أن المغادرين فعلوا ذلك بسبب انحراف القيادة عن المنهجية الديمقراطية والجماعية في تدبير شؤون الحزب،والانفراد بالقرارات فضلا عن فرض لشكر لأسلوبه السلطوي…وبذلك لن يعود أحد إلا إذا غادر هو وأغلق من خلفه باب المقر .
قبل عامين من الآن خرج لشكر عبر قناة “ميدي 1 تي في” ليقول أن الاتحاد الاشتراكي سيكون بديلا غير مفبرك في الدهاليز خلال 2016 حتى وإن كانت الانتخابات سابقة لأوانها…والآن لا تفصلنا عن هذه المحطة سوى سنة واحدة أو أقل ،ووضعية الحزب كالتالي:
• المكتب السياسي بأعضائه 33 منقسم على نفسه بين داع لاستقالة لشكر (العروجي،بوبكري) ومدافع عنه (سفيان خيرات ،جماهري)وبين محايد يتابع المشهد وينتظر الجهة المنتصرة ليبايعها.
• اللجنة الإدارية التي يتجاوز عدد أعضائها 200 عضو ويرأسها لحبيب المالكي ،خضعت لأكبر عملية تلاعب من طرف القيادة بشطب وطرد أسماء كثيرة لكونها تعارض سياسة الزعيم،وبالمقابل تم استقدام أسماء أخرى لا يربطها بالحزب إلا البطاقة ،كما حدث مع تلك المحامية عن هيئة تطوان التي حضرت الدورة الأخيرة للجنة الإدارية دون أن تعرف لماذا هي هناك فتعرضت لموقف محرج جدا !
• منظمة الشبيبة بمكتبها الوطني الذي يحوي 25 عضوا ،استقال أحدهم وتم توقيف أخرى،واسحب آخرون في صمت بعد مهزلة 4 شتنبر ومطالبتهم لشكر بالمغادرة ، لتتحول بذلك المنظمة إلى قلعة شبه مهجورة يجتمع بها الكاتب الوطني رفقة ثمانية أو تسعة أعضاء ليناقشوا أمورهم الخاصة وليصدروا بيانات وبلاغات بلغة الخشب..والحقيقة أن ما يبقيهم هناك الرغبة في التواجد ضمن اللائحة الوطنية للانتخابات البرلمانية القادمة..
هذا ولا يخلو القطاع النسائي،وقطاع الصيادلة والقطاع الطلابي وباقي القطاعات من تصدعات ومشاكل تؤكد أن الحزب يراهن على السراب وأن لشكر لا يسابق إلا نفسه نحو هاوية 2016..فالزعيم وبعقده 68 مؤتمرا إقليميا اعتقد أنه سيحافظ على تماسك الحزب وسيقوي حظوظه الانتخابية إلا أنه،كما قلنا سابقا، اكتسب ود المكاتب الإقليمية بأعضائها المحسوبين على رؤوس الأصابع وفقد ود باقي المناضلين بالأقاليم الثمانية والستين التي أشرف على مؤتمراتها التي شابتها العديد من الخروقات..غير أن هذه المؤتمرات وإن كانت قد أضرت بالحزب انتخابيا وستضر به في الانتخابات اللاحقة فإنها بالمقابل ستقوي من حظوظ لشكر سياسيا خلال المؤتمر الوطني العاشر..وأعتقد أن هذا هو العمق الذي يطمح له هذا الزعيم طبعا إن كتب له البقاء على رأس الاتحاد إلى حين عقد هذا المؤتمر..

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*