swiss replica watches
نحو شباب حداثي ومتحرر – سياسي

نحو شباب حداثي ومتحرر

عبد المنعم الكزان
إن مكانة حزبنا، لا تتجلى في عدد النتائج التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة فقط، والتطور الجذري في التعاطي مع قضايا المجتمع المغربي، كنتيجة لإعادة البناء التي تمت في المرحلة الأخيرة، توجت في المؤتمر الأخير بالصرامة على المستوى المذهبي، إضافة إلى تطعيم برلمان وقيادة الحزب بوجوه جديدة لها وزنها التنظيمي والفكري والنضالي، مما أعطى دفعة قوية لمسار الحزب، ولكنها تتجلى أيضا في كون تأسيس الحزب جاء نتيجة لنقاش عميق من طرف بعض رجالات الفكر، ومعتقلين سياسين سابقين، إلى جانب طرف يمثل الدولة، وأحزاب صغيرة في إطار سياق تصالحي، يحكمه توحيد الجهود، بغية بناء حزب حداثي ينهل من تصورات الفكر السياسي المعاصر، كمحاولة لمقاربة أزمة، وتَيْه، وعَماءُ، الايدولوجيات المعاصرة، كما نبهت إلى ذلك مدارس الفلسفة التحليلية، وتكييفها مع واقع المجتمع المغربي، من خلال سياسات عمومية ملموسة، في إطارها النسبي والمتحول ،بعيدا عن المثالية والانغلاق، ثم التفكير في ما هو أصيل من مدخل التنشئة الاجتماعية والمدرسة العمومية، هذه التنشئة التي لها الدور الأساس في بناء مجتمع المعرفة، و أيضا جاء تأسيس الحزب كنتيجة لمحاولة رد الاعتبار لنا كقاعدين من أبناء المحيط والأطراف، من خلال جبر ضرر سياسي تجاه مجموعة من الفاعلين السياسيين و النقابين و حقوقيين اللذين ناضلوا في مرحلة معينة، داخل الجامعة المغربية والمنظمات الحقوقية والنقابات كشبيبة مغربية، وأدوا الثمن دفاعا عن الخيار الديمقراطي، كرد فعل على الإقصاء الذي مافتئت عائلات المركز تكرسه لعقود عبر إفراغ المؤسسات الحزبية من محتواها، وتحويلها إلى مطية للريع السياسي والاقتصادي والتحكم، خدمة لمصالحها، مما أفرغ السياسة من بعدها الأخلاقي، ونتج عن ذلك تصورات سلبية لدى المجتمع، تجاه مؤسسات الدولة، هذه الدولة التي كانت في مرحلة معينة مقسمة بين المخزن ، والعائلات البرجوازية ، في إطار تحالف، إما ظاهر إلى العلن، أو مستتر في الخفاء، تمليه الظروف السياسية لكل مرحلة تاريخيه منذ الاستقلال .
و إذا كانت كتلة الأصالة والمعاصرة، كثمرة لكل الديمقراطيين ، قد خلقت تلك الرجة داخل المشهد السياسي وشكلت عنوانا بارزا لمرحلة جديدة في الحياة السياسية، كما شكلت أملا لفئة عريضة من العازفين عن ممارسة العمل السياسي داخل المؤسسات، ولا تزال تشكل ذلك الأمل، خصوصا في ظل محاولات الهيمنة لقوى الظلام ـ صنيعة المخزن في تحالفه مع الامبٍرْيالية العالمية ـ على مفاصِل الدولة بهدف تحقيق مشروعهم العالمي في بناء دولة ولاية الفقيه، وذلك من خلال تبادل هذه القوى الرٍجْعية للأدوار فيما بينها، وما تصريح مرشد جماعة العدل والإحسان ورئيس الجناح السياسي لحركة التوحيد والإصلاح(رئيس الحكومة)عنا ببعيد.
غير أن لكل تجربة هفواتها، باعتبارها فعل بشري، وهدا أمر بديهي، بداهة َالعقل الديكارتي، خصوصا وأنه منذ تجاوز الفكر النًسقِي و المثالي، كان هِيغَلِ أخرُ وابرز من يمثليها، هذا المدرسة الذي تم تجاوزها منذ نيتشه، من خلال الكلام على البناء والتفكيك و التأليف بين النقيضين، ونقد النقد، والتواصل، كممارسة للحداثة في أبرز حللها، إن الاعتراف بهذا الخطأ، والذي جاء كما يعلم جميع المناضلين، كنتيجة لسياق وطني يتسم بتسارع الأحداث من جهة، كما جاء نتيجة الرغبة الجامحة في استكمال بناء الهياكل التنظيمية، وأذرع الحزب، التي تشكل من جهة أداة للتواصل وتصريف المشروع الحزبي، ومن جهة أخرى تشكل ذلك الوعاء لاستقبال الملتحقين الجدد، وتكوينهم وحمل قضاياهم، واقتراحاتهم للدفاع عنها داخل المؤسسات والبحث عن أجوبة آنية لها في إطار سياسات عمومية، تشكل أجوبة بديلة عن المشروع الظلامي، الذي أبانت الأيام و الممارسة عن تهافته، وفي ظل هذا السياق تم تعيين قيادات شبابية لمنظمة شبيبة الأصالة والمعاصرة، بعيدا عن الآليات الديمقراطية المتعارف عليها مما شكل عنوانا بارزا لغضب مجموعة من المناضلين، بل ومقاطعة أنشطة المنظمة الشيء الذي كان له الأثر السلبي في استكمال بناء هياكل منظمتنا، مما حرم الحزب من ذراعه الشبابي الذي كان من المفروض أن يشكل أولوية في ظل التحولات الديموغرافية التي يشهدها المغرب حتى تسهم هده المنظمة في الدفاع عن طموحات الشباب المغربي و تأطيرهم حماية للدولة والمجتمع، من خطر الضلام القادم من الشرق.
وعليه إننا كشباب من داخل المنظمتنا نرى انه أصبح من اللازم التقعيد لسجال بيذاتي هادئ، كضرورة آنية يفرضها و يؤطرها مطلب تضافر كل الجهود بين الشبيبة البامية، سجال يتم فيه تغليب روح المسؤولية و التآزر و المساهمة في الدفع ببناء منظمة تتسع لجميع المناضلين والمناضلات، بعيدا عن منطق الترنستالي، و وهم التعقل، ،والحكمة، أوإدعاء التسامح والشفقة في صيغته الإحسانية الاهوتية، فالديمقراطية والحداثة تقتضي التجرد من الذاتية المقيتة، فزمن كارزما الزعامات في مفهوم الدولة المعاصرة قد تعرض للأفولْ، ولا بديل عن كارِزْما المشروع السياسي كما هو الشأن في الدول الديمقراطية، التي تنبني على مفهوم المواطنة، باعتبارها مفهوما متعاليا عن، العرق ،والدين، واللون، واللغة، والقبيلة، والعائلة، والجنس،…
فلا ولاء، إلا للوطن، في إطار العيش المشترك، ولا ولاء، إلا لمشروع الدولة، في إطار دستور أكثر تقدما، قياسا إلى دساتير بعض الدول التي نشترك معها في مجموعة من المقومات حسب القانون الدولي، أو قياسا إلى ممارسات بعض الفاعلين السياسيين ببلدنا المغرب، والتي تفرغ هذا الدستور من محتواه، كما أنه أمر واقع ،لأنه قانون أسمى لهده الأمة، و الدفع بتكريس مساواة حقيقية، و القطع مع ثقافة التبعية والتعيين كمظهر للريع السياسي والسلطوية و الاستبداد، والتي لا يمكن إلا أن تؤدي إلى التخلف والجمود الفكريين، وتقتل كل إبداع يواكب صيرورة العقل و التاريخ والزمن السياسي، ونهج أسلوب التعالي على الجماهير الشعبية، باعتبارهم رِعًاع، و محْجُور عنهم وموصَى عليهم بشكل يعود بنا إلى زمن الارستقراطية القرووُسْطَوية، أو اعتبارهم مجرد وقود مرحلة إنْتخابَويًة، وإن كنا نقر أن الانتخابات هي الركيزة الوحيدة للسعي إلى السلطة، من طرف أي تنظيم سياسي في دولة المـديِـنـَةُ، كما يٌعَرٍفُها علماء السياسة،و جذورها الفكرية الممتدة إلى الربيع الإغريقي، إن مثل هذه الممارسات لا تؤدي إلا إلى التراجع عن المشروع الديمقراطي الحداثي والعودة إلى التوتاليتارية، كنقيض لفلسفة التَعاقُد في إطار الدولة المدنية، دولة حقوق الإنسان في بعدها الكوني، ونظام فصل السلط، والسيادة للشعب عن طريق ممثليه، كما نافح عليها الفكر المُتَنور منذ قرون خلت، ولا زلنا نجتر خيْبات تملٌكِها وإعادة بلورتها في صورتها المغربية رغم كل الجهود، إن احترام إرادة المناضلين هو تحصين للدولة والمجتمع من خطر التطرف والإرهاب، وصون لكرامة وحرية المواطن المغربي وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية كإنصاف لشريحة كبيرة من الشباب المغربي في تجاه تحقيق حلمنا المغتصب كشباب اليسار ينتمي إلى القواعد الشعبية والهامش إنـه حـلــم بــنــاء الـتـيـار الـحـداثي الكـبـيـر .
عبد المنعم الكزان عضو شبيبة الأصالة والمعاصرة
elgazzane@gmail.com

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*