swiss replica watches
مي فتيحة .. “بائعة الخبز” التي فضحتنا ! – سياسي

مي فتيحة .. “بائعة الخبز” التي فضحتنا !

بقلم: سعيد الوزان
هناك شيء ما فاسد في طبيخ السلطة هذه الأيام ، حتى إن رائحته العطنة باتت تزكم الأنفاس وتدعو للتقزز والغثيان !!
ما حدث مع قائد الدروة وحكاياته الشبقية الممتزجة بماء الخيانة والارتشاء والشطط، قد لا يبدو بعيدا عما حدث مع “الشهيدة” مي فتيحة، بائعة البغرير التي أحرقت جسدها انتفاضا لكرامتها المهدورة من طرف قائد آخر رفقة أعوانه في بئر الرامي بالقنيطرة ، وهو نفسه ما حدث مع آخرين كثر قد لا تسعف الذاكرة تذكر أسمائهم واحدا واحدا، وواحدة واحدة في هذا الوطن الجريح، الدامي، الذي يتساقط أبناؤه تباعا بفعل خنجر مسموم واحد، وإن اختلفت الأيدي والأسباب والحيثيات والظروف والملابسات، اسمه السلطة !
هل ما يزال أمام الدولة، والقائمين على الدولة، من متسع آخر كي يزيدوا البهارات والتوابل النفاذة ليحجبوا حقيقة رداءة طبيخهم المهيأ على عجل تحت نار هادئة ؟ قطعا لا ، فالسلوك الأرعن، الذي نخشى القول أنه بات ممنهجا، من طرف جزء عريض من رجال السلطة ، لا يكفي أن نقول عنه إنه سلوك قروسطوي ينتمي لعهود بادت، ولا يكفي أن ندعو معه إلى فتح تحقيقات صورية وشكلية لا ترد حقا ضائعا، ولا تعيد كرامة لمظلوم، بل إنها تحرضنا جميعا على مساءلة منظومتنا السياسية والقانونية والثقافية برمتها، من جذرها ، لإعادة النظر فيها وفي القائمين عليها كي نصدق فعلا، أن ماء غزيرا جرى تحت الجسر، وأن هناك شيئا ما تغير في هذا البلد.. !
لقد قيل كلام كثير عن التغيير في بلد أريد له أن يكون نموذجا يحتذى ، وسال حبر غزير، ولكن الناظر إلى الواقع الأسود الذي بتنا نشهده، سيخرج بحقيقة واحدة مفادها أن لا شيء تغير، فالسلطة ما تزال هي هي، وأسلوب تعاطيها مع الشأن العام ومع قضايا المواطنين المهدورة كرامتهم لم يزل هو هو، ورغم كل الشعارات البراقة والخطب الخادعة والأماني الكاذبة، فلا شيء تغير، بل إن المناخ العام يحثنا على القول مطمئنين : لقد عدنا، بعد أن كدنا نتزحزح قيد أنملة عن مواقعنا، إلى المربع الأول، مربع التسلط والجبروت والتحكم !
كم من الزمن ينبغي أن يضيع المغرب كي يخلف موعده مع التاريخ، كم من الوقت يكفي، فبعد أن وثقنا في مسلسل الإصلاح الذي آمنا به ، ها نحن نرى بأم أعيننا كيف يعود ” المخزن” مرة أخرى، أكثر شبابا ووهجا ، مكشرا أنيابه وشاحذا أظافره ليخدش تلك الصورة الجميلة التي صدقناها، عن بلاد تخرج كالفينق من رماد البطش والتنكيل والقمع، إلى رحابة الحرية والكرامة والعدالة للجميع.
لقد فضحتنا “مي فتيحة ” ، عرت قناع الزيف الذي ألصقناه على وجوهنا، صدمتنا بحقيقتنا الغائبة البادية، هي أننا في بلد لا يحفظ لذويه ولأهله ، حقهم اليسير الهين في أن يعيشوا كرماء بلا “حكرة ” ولا طغيان، من طرف شرذمة من المتسلطين الذين يراكمون الثروة والجاه ، متمسحين بأعتاب السلطة، وما أدراك ما السلطة ؟
أجيبوا بالله عليكم، يا من يهوون بمعاولهم لهدم ما تبقى من أمل لنا في المستقبل، كم من شهيد يكفيكم لتردوا علينا كرامتنا، كم من الرموس وكم من القبور، كم من البكاء ومن العويل ، كم من المآسي والآلام تكفيكم .. أيها القساة .. لتعيدوا لنا ما ضاع : آدميتنا المغتصبة .. !

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*