swiss replica watches
مُلْحَقونَ لأمريكا – سياسي

مُلْحَقونَ لأمريكا

يونس مجاهد

من كان يتصور أن يصل الأمر في المغرب، إلى أن يتحول جزء من الفاعلين السياسيين ومن «الصحافيين»، إلى مجرد مُلْحَقينَ لأمريكا؟ الجواب، مع كل الأسف، هو أنهم موجودون، وبوقاحة لم يسبق لها مثيل.
لن نذكر الأسماء، لأنها تافهة، وستدفن في مزبلة التاريخ، ولكن ما يهمنا هو فضح الخطاب الذي تروج له وتدافع عنه هذه الفئة الحقيرة، حتى يعرف الشعب المغربي، من يتآمر على وحدته وعزته وسيادته.
منذ أن وجه الملك محمد السادس، في القمة الخليجية المغربية، خطابه التاريخي، وكشف فيه عن مقاربة المغرب الجديدة، تجاه الدور الإمبريالي والخبيث الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية، في المنطقة العربية، خرجت بعض الأصوات العميلة، بوسائل متعددة، لتبخيس هذه المقاربة. تارة بانتقاد ما يسمى ب»نظرية المؤامرة»، وتارة أخرى، تقول بأن اتهام أمريكا بأنها مصدر «الشر»، أمر غير صحيح.
السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن، هو من هم هؤلاء، ما هي مرجعيتهم؟ الجواب هو أن مايجمعهم، أن أغلبهم من حركة «الإخوان المسلمون»، باختلاف تلاوينها، هذا أمر واضح. غير أن الذي يظل غامضا، هو ما الذي يبرر حبهم لأمريكا؟
هذا هو السؤال الأكبر، والذي لن يجد جوابا دون العودة إلى تاريخ هذه الحركة، التي كانت عميلة للاستعمار البريطاني، في مصر، والتي استمرت في منهج العمالة، من خلال تحالفها مع الأمريكان فيأفغانستان، و تم احتضان زعمائها في لندن، وفرضت فرضا على العالم العربي، فيما سمي بالربيع العربي، الذي لم ينتج سوى الخراب والدمار وإثارة النعرات الطائفية والقبلية والعشائرية، و تقسيم البلدان.
استعملت الإمبريالية الأمريكية «الإخوان المسلمون»، في العالم العربي، للقضاء على القوى القومية واليسارية، وفي إطار تبادل «المنافع». وفي المغرب، نفس القوى والشخصيات التي كانت عميلة للإمبريالية، هي التي احتضنت فرع «الإخوان المسلمون»، ولذلك لن ننتظر من أنصار هذا الفرع، الدفاع عن الخطاب الملكي، لأنه يناقض مصالحهم.
مصلحتهم هي أن يضربوا مقومات الدولة الوطنية القومية، لأنهم لم يقتنعوا أبدا بهذه المقومات، فخيالهم المريض إيديولوجيا، يُسَوِغُ لهم أن هناك بديلا آخر، يبدأ بتفتيت هذه الدولة، وهم في ذلك يلتقون مع المخطط الإمبريالي، لبناء أمة إسلامية رجعية وخرافية، لم تتحقق أبدا، بالشكل الذي يصورونه لأنصارهم.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*