swiss replica watches
أسباب أزمة الاتحاد الاشتراكي الراهنة 4 – خضوع و ارتجالية الشبيبة – سياسي

أسباب أزمة الاتحاد الاشتراكي الراهنة 4 – خضوع و ارتجالية الشبيبة

عبدالسلام المساتي
لقد أصبحت الشبيبة الاتحادية تشكل أحد أضلاع أزمة الاتحاد الاشتراكي للقوات ااشعلية بعدما كانت ضلعا من أضلع قوته وتزعمه المشهد السياسي بالمغرب..صحيح أنه منذ تأسيس هذه المنظمة وهي تتأرجح بين الانجازات والانكسارات ،بين النجاح والفشل،بين التأثير والخنوع…إلا أن الأكيد كد هو أن الشبيبة الاتحادية اليوم لا تربطها أية صلة بشبيبة عمر بن جلون ومحمد كرينة ولا شبيبة عبدالهادي خيرات، لا تربطها أية صلة بتلك الشبيبة التي خاضت الإضرابات وقامت بالاعتصامات من أجل تحرير الرموز ،وتمكنت من إجبار الدولة على خفض سن التصويت ليصل مؤخرا إلى 18 سنة..وطبعا لا صلة لها بشبيبة نظمت أكبر مهرجان شبابي في تاريخ المغرب ” الديمقراطية مستقبلنا”..الشبيبة الاتحادية اليوم تجردت من كل شيء ماعدا اسمها بحكم خضوعها التام للقيادة الحزبية و أيضا بحكم ممارساتها الارتجالية 
 وهو ما اتضح من خلال واقعتين بارزتين :
الواقعة الأولى تمثلت في أحد البيانات التي أصدرتها الشبيبة الاتحادية والتي حملت نظام الحسن الثاني مسؤولية اختطاف واغتيال المهدي بن بركة، وطالبت أيضا بمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة،لكن يبقى أقوى ما ما جاء هذا في البيان هو :”..الوضع الداخلي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية شأن يخص الاتحاديات والاتحاديين وهو ليس في حاجة إلى تلقي الدروس من أي أحد مهما كانت مكانته وسلطته في هذا البلد..” قلت أن هذا أقوى ما في البيان لأنه كان ردا على ما جاء في أحد الخطب الملكية التي وجها خلالها رسائلا ضمنية لزعماء الاتحاد الاشتراكي بعد حديث أحدهم عن تزوير انتخابات 4 شتنبر.. وكان الملك قد قال :”…إننا نرفض البكاء على الأطلال ،كما نرفض الاتهامات الباطلة الوجهة للسلطات المختصة بتنظيم الانتخابات ،فالضمانات التي تم توفيرها تضاهي مثيلاتها في أكبر الديمقراطيات عبر العالم،ب إنها لا توجد إلا في قليل من الدول..”
فضلا عن هذا ،تضمن البيان عدة نقط أخرى تضمنها وكلها يفهم منها أن الشبيبة الاتحادية صعدت من لهجتها ضد النظام التي هي في الحقيقة لهجة إدريس لشكر ،فهو المخطط والمصمم، لأن حربه من أجل البقاء لا بد لها من درع بشري وليس هناك من هو أجدر بلعب هذا الدور غير شبيبته!!والدليل على كلامنا هذا هو أن مجموعة من أعضاء المكتب الوطني للشبيبة رفضوا ما جاء بالبيان وخرجوا عبر قنوات التواصل الاجتماعي يعلنون براءتهم من كل ما احتواه ، مؤكدين أنه لا يمثلهم.
أما الواقعة الثانية فتمثلت في تصويت الشبيبة الاتحادية لصالح اتحاد طلبة الساقية الحمراء التابع للبوليساريو بمؤتمر اليوزي،الأمر الذي أثار الكثير من الضجيج ،وخلف أيضا ردود متضاربة أحيانا، إلا أن أغلبها كان سطحيا واختزل ما حدث في عبارة ” خيانة عظمى” ولأني أعرف جيدا هؤلاء الشباب أقول أن ما حدث كان خطوة ارتجالية اتخذت في حينها ولم يحدث بشأنها التنسيق لا مع الحزب ولا مع وزارة الخارجية.
بعد هذه الواقعة خرج حزب الاتحاد الاشتراكي ببلاغ يبرئ فيه ذمته و أيضا يؤكد فيه أن “الحزب يترك الحق لشبيبته لتتخذ ما تراه مناسبا من قرارات تخص أداءها الذاتي وعلاقاتها الخارجية في إطار الاختيارات الإستراتيجية والتوجهات العامة للحزب …” محاولا بذلك تأكيد صفة الاستقلالية في منظمة الشبيبة التي لطالما اتهمت بكونها مجرد درع لحماية إدريس لشكر في معاركه الكثيرة،التي قد تكون قضية الصحراء واحدة منها. فالعلاقة بين حزب الاتحاد الاشتراكي وشبيبته تبدو غير واضحة وغير مستقرة على حال ،أحيانا تبدو علاقة تبعية مطلقة وأحايين أخرى تظهر في شكل علاقة اللانسجام والاختلاف الجذري…في حين المفروض أن يكون الحزب مدرسة للشبيبة ،مدرسة بمعناها التربوي،التكويني ،والتأطيري…دون أن تشكل حاجزا أمام اجتهادات الشباب وإبداعاتهم ومساهماتهم في الحياة السياسية …إلا أنه للأسف هذا ما لا يحدث داخل الاتحاد الاشتراكي لأن قيادة الحزب تفرض قيودا على تفكير شبيبته وتحرمهم من الإبداع خارج ما يتناسب ومصالحها السياسية، التنظيمية ،والانتخابية .حتى أننا إذا حاولنا تقييم حصيلة هذه المنظمة منذ مؤتمرها ش الثامن سنة 2013 لن نجد شيئا يذكر غير عشرات البيانات والبلاغات حول بعض القضايا الهامشية التي لا علاقة لها بالرهانات التي تأسست عليها هذه المنظمة التي أصبحت دون توجه واضح ولا رؤية واضحة سواء فيما يتعلق بالقضايا الوطنية الكبرى أو القضايا الدولية..و هو
الأمر الذي يؤثر على الحزب ويجعله يفتقد لأحد ركائزه التي كانت تشكل له دعامة حقيقية بالسابق

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*