swiss replica watches
“محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل”: كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟ – سياسي

“محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل”: كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟

محمدإنفي

نُفاجأُ، من حين لآخر، بنزول بعض الناسالذين كنانَعُدُّهم من الأخيارونقيم لهم وزنا واعتبارا في حياتناإلى الحضيض والدرك الأسفل من التقدير، إن صح التعبير.  وكم هو مؤسف أن ينحدر، مثلا، أكاديمي من عيار الدكتورمحمد الناجيإلى مستوى لا يليق إلا بأفَّاك من طينة تلفيق، عفوا،توفيق بوعشرين، مثلا. فمن غير العادي ومن المثير جدا أن يحيد الأكاديمي عن الصرامة العلمية والنزاهة الفكرية وينزلق إلىالدرجة الصفر في التحليل، حسب تعبير الأخلحسن العسبي، الصحافي بجريدةالاتحاد الاشتراكي“.

ويبدو أن جريدةأخبار اليومالتي يديرهابوعشرين، قد تحولت إلى ما يشبه قاعة انتظار (أو استقبال أو مكتب إرشادات أو قاعة عرض) يؤمها المتهافتون والطامعون والانتهازيونمن النخبة المثقفة، الذين يرغبون في ترويج بضاعتهم و تسويق أنفسهم وعرض خدماتهم من خلال بعث رسائل الود والتودد إلى أولياء نعمةبوعشرينالجدد.

فأن تَنْشُر في جريدةبوعشرين،  والأصح أن يُنشَرَ لك فيها، خاصة بعد أن تحولت إلى لسان حال حزب العدالة والتنمية وتحول مديرها إلى ناطقرسميباسم السيدعبد الإله بنكيران، لهو دليل على أن الهدف هو تمهيد السبيل للباحثين عن الحظوة عندالأسيادالجدد، من أجل التعبير عن رغبتهم أو أطماعهم من خلال الرسائل المبعوثة لمن يهمهم الأمر بواسطة هذا المنبر.

ومن أجل الوصول إلى الهدف المرسوم وبانتهازية فجة، ينسى الأكاديمي الموضوعية والحياد وينسى المثقف النزاهة الفكرية والنسبية في الأحكام وينسى المؤرخ التمحيص والتدقيق في المعطيات المتوفرة، وغير ذلك من أشكال الانسلاخ عن الشخصية والهوية العلمية والثقافية

وقد اكتشفت مؤخرا نموذجا من هذا الصنف؛ والفضل يرجع، في ذلك، إلى الأخلحسن العسبي، الصحافي بجريدةالاتحاد الاشتراكي، الذي يقوم، في هذا المنبر الحزبي، بدور ثقافي وإعلامي كبير بفضل تتبعه للحياة الثقافية والسياسية ببلادنا. فقد نشر الأخلحسن، على صدر الجريدة، مقالا بعنوانمحمد الناجي والدرجة الصفر فيالتحليل‘” (“الاتحاد الاشتراكي، السبت/الأحد 15/16 أكتوبر 2016).

وإذأستسمحهفيجعلهذاالعنوانجزءامنعنوانالمقالةالتيأنابصددتحريرها،       أعترف له أن معرفتي بالأكاديمي (والمؤرخ والمفكر وأستاذ السوسيولوجيا  الاقتصادية في جامعة محمد الخامس بالرباط…) كانت سطحية جدا ولا تتجاوز بعض الإشارات الصحفية التي كنت أصادفها في هذا المنبر أو ذاك. فشخصيا، لست متتبعا لا لأبحاثه ولا لمقالاته ولا لحواراته. وقد يكون السبب في ذلك تباعد مجال التخصص وتباين مجال الاهتمام.

وبدون أدنى مركب نقص أو تنكر لمجهود الغير، أعترف أن الأخلحسن العسبيجعلني أتعرف على الرجل وبعمق كبير. فقد اكتشفت أن الأكاديمي المغربي المعروف، الدكتورمحمد الناجي، يعاني من عقدة نفسية اسمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وهذه العقدة جعلته يسقط في أخطاء تسيء لمكانته كسوسيولوجي وكمؤرخ وكمفكر. وهي أخطاء لن يسقط فيها حتى المبتدئ في مجال البحث العلمي والأكاديمي. وهو ما يؤكد أن العقدة استحكمت فيه وأصبحت من النوع المزمن، أي المستعصي على العلاج؛ وبذلك، فقد أصبح لا يرى حتى البديهيات حين يتعلق الأمر بحزب اسمه الاتحاد الاشتراكي الذي يقف غصة في كثير من الحلوق.

وليست هذه هي المرة الأولى التي أصادف فيها هذه الحالة. فقد سبق لي أن تناولت هذا الموضوع عند البعض ممن عبروا عن عقدتهم بنفس المشاعر ونفس السلوك (التحامل، الحقد، الضغينة، الكراهية، الافتراء، الخلط، التضليل…). ولي في هذا المضمار، ولا فخر، بعض الصولات والجولات حتى مع أهل الدار وليس فقط مع الأغراب.

ولثقتي في كفاءة الأخلحسن العسبيونزاهته الفكرية، فإني أتبنى كل ما جاء في مقاله، شكلا ومضمونا؛ مما يعفيني من إضاعة بعض الوقت في البحث على الحوار الذي اعتمد عليه  وقراءته؛ خاصة وأنني لست متتبعا لإنتاجاتالناجي؛ وهذا من حسن حظي، وإلا كنت سأصير مصدوما من هول السقطة.

وتجدرالإشارةإلىأنالعسبيكتب هذا المقال بعد قراءته للحوار الذي صدر لـرجل العلم والتحليل الملموس للواقع غير الملموس” (“العسبي“)، يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016، في يوميةأخبار اليوم؛ أي ذاك المنبر الذي يديره شخص أصبح أشهر من نار على علم في مجال النصب والاحتيال (وهو تعبير مأخوذ من أحكام قضائية)والارتزاق وغيره من السلوك المشين الذي يمس بقدسية الكلمة وبجلال السلطة الرابعة.

وقد أخبرنا الصحافي بجريدةالاتحاد الاشتراكيأنه يحرصدوما على قراءة كتابات وحوارات الباحث السوسيولوجي المغربي محمد الناجي (السياسية)” التي يكتشف فيها،دوما، عنوانا لمعنىالتهافت؛ كما اكتشف أنه يعاني من عقدة نفسية اسمهاالبارانواتحادية“. وهذه العقدة جعلته يصاب بالحول السياسي، حسب تعبيرالعسبي؛ الشيء الذي جعل مستوي التحليل عندهينزل إلى الحضيض وإلى الدرجة الصفر“.

وقد ترفَّع الصحافي الاتحادي عن الخوض في أسباب عقدةالناجيتجاه الاتحاد الاشتراكي، والتي، حسبه،ليست تماما مجهولة“. لكنه تأسف، كثيرا، لكونالأدوات العلمية تتحلل فجأة، مثل جثة نتنة، عند الأكاديمي الرصين حين يتعلق الأمر بـالتحليل السياسي“.     

وبالفعل،فقدتحولالباحثالأكاديمي،المشهودلهفيمجالتخصصهبمكانةعلميةمتميزة،إلىشخصآخرلايختلفعنتلكالأبواقالتيإماتُجمِّلالقبيحوإماتُقبِّحالجميل،حسبالطلبوحسبالأجرالمدفوع. ففي الحوار السياسي المنشور بجريدةأخبار اليوم، نثرالناجيالكثير من الورود، بدون مناسبة، على الحزب الفائز في الانتخابات الأخيرة(مغازلة ليست بريئة، على كل حال؛ فربما عينه على منصب ما)؛ بينماأغدقالتهم الرخيصة، بـكرم وقح، وبدون مناسبة، أيضا، في مقارنة غير ذي موضوع وخارج السياق، على الاتحاد الاشتراكي وحكومته، في تزييف فاضح للحقيقية وكذب صراح على التاريخ وعلى الواقع، توَّجه بزعمهأنه لأول مرة في تاريخ المغرب يتم تجديد الثقة في حكومة كل أعضائها(كذا) بقوا نظيفي اليد” (“العسبي“).

وفي هذه النقطة بالذات، أينظافة اليدالمزعومة، لا يختلفمحمد الناجيالسوسيولوجي عن أولائك الناس البسطاء الذين يتم استغفالهم من قبل تجار الدين بالطهرانية المفترى عليها. فلا أعتقد أنه يجهل فضائحالشوبانيالذي، بسببها، استحق لقبالشوهاني، وفضائح عمدة الرباط وفضائحبنكيراننفسه (بالمقابل، لا أظن أنه يجهل زهد المجاهدعبد الرحمان اليوسفيفي امتيازات السلطة وفي التعويضات السخية للمنصب؛ كما لا أظن أنه يجهل رفضفتح الله والعلوالاستفادة من التعويضات الضخمة لوزارة المالية…). وما هذا إلا غيض من فيض. وإلا فهم كلهمما عَنْدْهُم قلب على المال العامالذي يتلذذون بتبذيره وتبديده (أكتفي بالإشارة إلى رؤساء الجماعات الترابية وصفقات السيارات وعددها ونوعها). ناهيك عن فضيحة الوزير مولالكراطةوالوزير مولالشكلاطة، الخ.

وقد افترى على التاريخ حين ادعى أنهلأول مرة في تاريخ المغرب يتم تجديد الثقة في حكومة…”. وهو أمر غير مسموح له به مادام يقدم نفسه كمؤرخ أيضا. فالكل يعرف أن حكومة المجاهدعبد الرحمان اليوسفي، شفاه الله وعافاه وأطال في عمره، نالت الثقة الشعبية من جديدفي أول انتخابات برلمانية الأكثر نزاهة في تاريخ المغرب“(“العسبي“)، سنة 2002 والتي احتل فيها  حزب الاتحاد الاشتراكي المرتبة الأولى.

لكن الخروج عن المنهجية الديمقراطية حال دون استمرار حكومة اليوسفي. وإذا كانت المنهجية الديمقراطية تحترم اليوم، فالفضل، في ذلك، يرجع إلى الاتحاد الاشتراكي الذي ناضل من أجل دسترتها خدمة للديمقراطية وصونا لها، وليس لمصلحة حزبية ضيقة وآنية.

فياأيهاالأكاديميالمفكروالمؤرخوالسوسيولوجي،لمالكذبعلىالتاريخ،إذن؟ولمتلميعالواقعالحاليالقاتِمسياسياواقتصادياواجتماعياوثقافياوحقوقيا؟ولمكلهذاالسقوطوالاندحارحتىوصلتإلىمستوىالصحافيالمعروفبتقديمخدماتهلمنيدفعأكثرضداعلىأخلاقالمهنةوضداعلىالنزاهةالفكريةوالموضوعيةوغيرهامنالقيمالنبيلة؟

لك أن تحب الشخص أو الحزب الذي تريد ولك نفس الحق في الكره وغيره من العواطف المدمرة. لكن وضعك الأكاديمي لا يسمح لك بالافتراء وتزوير الحقائق ولا يسمح لك بالنزول إلى الحضيض بالقيم العلمية الرصينة. فتزوير التاريخ، سواء بالتَّجميل أو التَّقبيح، خيانة في حق الأجيال السابقة والحالية، وجريمة في حق الأجيال القادمةولا أملك سوى أن أدعو الله أن يفُكَّ عقدتك المزمنة ويشفيك من الحوَل السياسي وغيره من الأعطاب النفسية.     

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*