• حاول المزاح مع عائلته فتورط في سنتين حبسا من أجل قضية إرهابية
سلا: عبد الله الشرقاوي
أفاد مصدر أن غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف بملحقة سلا عجّلت البت في وضعية متهم ضمن خلية “أنصار الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الإسلامي” التي كانت تنشط بين الناظور ومليلية المحتلة وتقوم باستقطاب وتجنيد الشباب المغاربة قصد إلحاقهم بتنظيم “داعش” في سوريا والعراق.
وجاء التعجيل بالبت في المنسوب للمتهم بالنظر لوضعه الصحي الحرج، حيث يعاني من مرض عضال، يبدو أن العلاج لم يعد ينفع معه، مما أدى بهيئة الدرجة الثانية أخيراً إلى فصل ملفه عن المتهمين السبعة الآخرين.
وكان قد نسب تمهيديا للمتهم الرئيسي في هذه المجموعة انتماؤه للمنهج التكفيري، الذي يكفر النظام والمؤسسات والاتفاق على إنشاء خلية تتبنى نفس المنهج على منوال خليتي “التوحيد” و”الموحدين”، مشيراً إلى أنه قام بحث أتباعه على الالتحاق بتنظيم “داعش” في سوريا وجمع مساهمات مالية تتراوح بين 20 و100 درهم شهريا لكل واحد منهم لإعانة زوجات معتقلي السلفية الجهادية بالناظور وتمويل سفر بعض المتطوعين للجهاد من خليتهم التي يرأسها شخص تم ايقافه من قبل السلطات الإسبانية.
كما صرح المتهم، الذي يعاني من مرض عضال، المزداد عام 1960 والأب لخمسة أبناء، أنه كان يحضر لدروس تتعلق بالمبادئ التكفيرية التي انتمى لجماعتها، حيث كان ينشط ضمن أفرادها بمنطقة زغنغن وسلوان، والتي كانت تنتقد النظام المغربي وترغب في الإطاحة به وتغييره، حسب ما اتفقوا عليه..
من جهة أخرى قضت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بذات المحكمة يوم الخميس 9 فبراير 2017 بسنتين حبسا نافذة في حدود 18 شهراً، وموقوفة في الباقي، في حق شاب من مواليد 1993 بجرسيف، والذي كان يعمل مسيراً بمقهى، كان قد تم إيقافه من قبل مصالح الأمن بمفوضية الشرطة بمدينة جرسيف لكونه يتبنى أفكاراً ومعتقدات دينية متطرفة، ونشاطه التحريضي عبر الانترنيت من خلال تحميل التسجيلات السمعية والمرئية التي توثق للعمليات الإجرامية التي يقوم بها عناصر تنظيم “داعش”.
وصرح المتابع أمام الشرطة القضائية أنه كان يرغب في الهجرة السرية للالتحاق بأخته في أوروبا والإقامة معها هناك بأي وسيلة، إلا أن عائلته عارضت طلبه بشدة بالنظر للأخطار التي تعترض المهاجرين السريين، بما في ذلك هلاكهم، مما جعله يطلب من صديقه “ز.م” إخبار أفراد أسرته نيته في الالتحاق بتنظيم “داعش” بهدف الضغط عليهم وإجبارهم على مساعدته للهجرة إلى فرنسا، وهو ما جعل عائلته تطلب منه التريث إلى حين تدبير موضوع تأشيرة السفر إلى فرنسا بشكل قانوني.
وأوضح الظنين، الأعزب، أنه مع توالي لقاءاته مع صديقه أصبح يناقش معه الأوضاع السائدة بالدول العربية ، بما فيها المغرب، الذي يعتبره بلداً فاسدا يخضع لحكم الطواغيت، ورغم تحذيره من قبل شخص آخر بخطورة تبني صديقه فكرا متشدداً يناقش المنهج العقائدي، إلا أنه لم يعره أي اهتمام، الشيء الذي ولَّد لديه التعاطف مع تنظيم “داعش” وغض الطرف عن الهجرة إلى أوروبا، حيث أصبح عنصراً نشيطا على مستوى الابحار في عالم الشبكة العنكبوتية.. مضيفا أن والدته طلبت منه الابتعاد عن صديقه بالنظر لكونه معروفا لدى أغلبية ساكنة مدينة جرسيف بتبنيه للمنهج المتبع من قبل “داعش”، والذي كان قد برر له عدم التحاقه بهذا التنظيم، وذلك لأن المصالح الأمنية تتخذ في حقه تدابير تحظر عليه مغادرة المغرب لمدة 15 سنة على خلفية تورطه في قضايا إرهابية.
وأقر المتهم أمام قاضي التحقيق ابتدائيا وتفصيليا بالمنسوب إليه مبديا ندمه على ما قام به، لأن صديقه حاول التأثير على نفسيته وإرغامه على الالتحاق بتنظيم “داعش” بالنظر لصغر سنه ، ونافيا انتماءه لأي تيار سلفي جهادي وعدم حمل الفكر الجهادي.
ووجهت للظنين تهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي.
وللإشارة فإن وضعية المحرض على الانخراط في تنظيم إرهابي، الذي هو صديق المتهم، تظل معلقة بالنسبة إلينا، في ظل عدم توفرنا على معطيات إضافية في هذا الملف، خصوصا وأنه معلوم لدى الساكنة، وهناك تصريحات يتعين مواجهته بها.
ويذكر أن المتابع موضوع هذه النازلة له سابقتان قضائيتان سنتي 2013 و2015 من أجل جنحة السكر.