ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين بالديمقراطية
فتح الله رمضاني :
يظهر جليا أن الخلاف اليوم بين جل الفاعلين السياسيين، هو خلاف مرتبط بمهمة بنكيران كمكلف بتشكيل الحكومة، بين من يؤكد “فشل” رئيس الحكومة في مهمته، وبين من يقول “بإفشاله” فيها، أي ما يحاول البعض وصفه بحالة ” البلوكاج “، وهو خلاف يحاول الجميع جعل موقفه و رأيه بخصوصه، موقفا أساسه احترام الديمقراطية، لكن الملاحظ هنا، هو أن هذا التباين في المواقف و الآراء، أصله تباين في تحديد معنى أو فهم الديمقراطية.
وكل من يقول “بالإفشال”، ليلغي إمكانية “الفشل”، هو بشكل مباشر يضع نفسه إلى جانب بنكيران و حزبه، خصوصا من حيث فهمهم للديمقراطية، وهو هكذا يرى أن احترام الديمقراطية، لا يعني غير احترام نتائج الانتخابات، التي تصدرها حزب العدالة و التنمية، ولن ننبه هنا، إلى أنه حتى ربط الديمقراطية باحترام نتائج الاقتراع، لا يستقيم مع اختزال هذا الاحترام في المتصدر فقط، بل وجب تطبيقه على نتائجه بأكملها، لكننا سننبه، إلى أن هذا الاختزال لا يعني احترام نتائج الانتخابات، بقدر ما يعني فرض تصور حزب واحد و معين فقط لأنه تصدرها، وهذا ما يزكيه تصور عبد الإله بنكيران نفسه، الذي يعلن رغبته في تشكيل حكومة من الأغلبية السابقة، و هي الأغلبية التي لا يستطيع أي كان من هؤلاء ” الديمقراطيين الانتخاباويين “، القول بأنها تحترم نتائج اقتراع السابع من أكتوبر، بل هي فقط دعوة إلى احترام رغبة و تصور بنكيران وحزبه.