swiss replica watches
ماذا ينتظر بنكيران ؟ – سياسي

ماذا ينتظر بنكيران ؟

نقطة إلى السطر : ماذا ينتظر بنكيران اليوم؟!
فتح الله رمضاني :

ملاحظة بسيطة لمجريات عملية تشكيل الحكومة ومآلاتها، ستجعل أي متتبع يطرح سؤالا واحدا، ماذا يفعل بنكيران؟

أو ماذا ينتظر بنكيران؟ وبصيغة أخرى، ماذا ينتظر بنكيران من باقي الفرقاء السياسيين الذين شاركوا في عملية المشاورات؟ وبصيغة مدققة أكثر، ماذا ينتظر بنكيران من عزيز أخنوش ومن امحمد العنصر ومن إدريس لشكر؟

هو بدرجة أولى، ينتظر من لشكر إعلان تموقعه في المعارضة، حتى يجيب على أخنوش الذي يبغي ضمه، بأن الاتحاد الاشتراكي رافض للمشاركة، فبنكيران ومنذ الجولة الأولى من المشاورات، اتبع نهج تقويض الأحزاب بعضها ببعض، فبالاتحاد والاستقلال، فاوض الأحرار، و بالأحرار و الحركة الشعبية، فاوض الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، معتقدا أنه بخلق كتلتين من داخل عملية التفاوض، إلى جانب الكتلة التي يشكلها مع التقدم والاشتراكية، سيضمن تقوية مواقفه فيها، لكن ما حصل، هو أنه بعد إبعاد الاستقلال عن أغلبيته، و بالتالي عن عملية المشاورات، وبعد تفطن باقي الفرقاء لخطته الأنانية، واجهوا أنانيته هذه بالتنسيق فيما بينهم، فأصبح الوضع عبارة عن كتلتين عوض ثلاثة كما كان يريدها السيد الرئيس، وهكذا من موقع قوة، اندحر بنكيران إلى موقع ضعف، فما كان منه إلا العمل على إضعاف ذلك التنسيق، وهو ما تعكسه رغبته في إبعاد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن المشاورات وبالتالي عن التنسيق المذكور.

بدرجة ثانية، لا ينتظر السيد الرئيس المكلف، من عزيز أخنوش إلا إعلان تراجعه عن تشبثه بموقفه القاضي بتشكيل أغلبية قوية، تضم حزب الاتحاد الاشتراكي، لذلك فهو يذكره كل مرة، بأنه متشبث بالتجمع الوطني للأحرار، و بأن هذا التشبث جسده السيد الرئيس، في لحظتين، الأولى هي انتظاره لانعقاد مؤتمر التجمع الوطني للأحرار الأخير، وهنا يحاول دائما بنكيران، تذكير أخنوش، بأن لشكر طلب منه إعلان أغلبية مشكلة من أحزاب الكتلة سابقا و من حزب العدالة والتنمية، لكنه رفض الطلب لأجل انتظار حزب التجمع الوطني للأحرار، ولسان حاله يقول، لماذا أنت متشبث يا عزيزي عزيز بمن كان مستعدا لتشكيل حكومة من دونك؟ وهو الطلب الذي وضحه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، وأوضح الفرق بين الصورة التي كان عليها في الواقع، وبين الصورة التي يروجها بنكيران، والتي لا تشكل إلا تكريسا لرغبته في خلق الخلاف والشقاق بين كل الفرقاء الذين شاركوا معه في عملية مفاوضات تشكيل الحكومة.

أما اللحظة الثانية، فهي قبول بنكيران بالاتحاد الدستوري، و إبعاده للاستقلال، والأصل أن بنكيران لم يقبل الاتحاد الدستوري كحزب منفرد، بل يعلم الجميع أن كلا من النواب الأحرار و الدستوريين، قد أعلنوا عن تشكيل فريق نيابي واحد، وذلك مباشرة بعد يوم الاقتراع، وهي الخطوة أو التحالف، الذي يجعلهما مخاطبا واحدا، لا يستقيم التفرقة بينهما، خصوصا على مستوى الحديث عن أغلبية برلمانية، هذا و كما تتبع الجميع الظروف التي جعلت بنكيران يتخلى عن الاستقلال، وهو الذي ظل متشبثا به، إلى درجة أنه أقسم أن لا تنازل عنه في تشكيل الحكومة، وهو القسم أو الرغبة التي لم تكن خلفيتها، إلا التفاوض به، كما لم يكن عنوانها، إلا شيطنة أخنوش، وتصويره للرأي العام المغربي، بأنه متطفل ومعتدي على صلاحيات رئيس الحكومةالمكلف، الذي يملك لوحده سلطة ضم و إبعاد الأحزاب عن أغلبيته !!!!، في حين أن رئيس التجمع الوطني للأحرار، لم تكن رغبته في إبعاد الاستقلال، إلا تجسيدا لبحثه عن موقع قوي داخل الحكومة المرتقبة، خصوصا، أن الاستقلال له عدد مهم من المقاعد البرلمانية، كما أنه يعتبر القوة الانتخابية الثالثة، في نتائج الاقتراع الأخير، هذا دون إغفال أن التجمع الوطني للأحرار، هو من عوض انسحاب الاستقلال من الحكومة السابقة.

وبدرجة أخيرة، فبنكيران ينتظر من امحمد العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أن يعلن مشاركته في الحكومة المقبلة، بشكل أحادي و من دون شروط خارج عملية توزيع الحقائب الوزارية، تماما كحال مشاركة حزب التقدم والاشتراكية، وهو الانتظار أو الرغبة التي لا هدف منها دائما، إلا إضعاف المشاركين في المشاورات، و عزلهم و الاستفراد بهم، واستغلال تضارب مصالحهم، من أجل الحفاظ على موقع قوي لحزب العدالة والتنمية.
هكذا، فقد كان لرئيس الحكومة هدفين مجتمعين في هدف واحد، تنويع وتعديد المشاركين في المشاورات، وإضعاف مواقفهم، من أجل تقوية موقف حزبه، وهو ما استعمل فيه بنكيران كل الأساليب، من تصريحات قوية، مضمونها سرد كواليس المشاورات و بالطريقة التي تخدم مصالحه، إلى محاولة فرض تصور واحد للديمقراطية وبصورة تغيب فيها قواعدها المتعارف عليها، ثم العمل على فرض فهم قاصر للشرعية الشعبية، بصورة تجعلها تتمركز فيه كحزب متصدر للانتخابات، وتسقطها عن باقي الأحزاب، ولما اتضح له أن استراتيجيته هذه قد فشلت، فقد انتقل بنكيران، إلى استشراف ما بعد فشله في مهمته، بشكل يفرض فيه سيناريو واحد، غير قابل للنقاش، أي إعادة الانتخابات، وهو الاستشراف الذي لا يبغي منه بنكيران، إلا إرغام باقي الأحزاب الأربعة، على قبول تصوره، لأنه يعي جيدا أنه سيناريو غير ممكن لا قانونيا و لا سياسيا، وهذا ما فعله بنكيران و هذا ما ينتظره.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*