swiss replica watches
عبد الصمد بن شريف يطلق “حركة المغرب الى الأمام “ – سياسي

عبد الصمد بن شريف يطلق “حركة المغرب الى الأمام “

المغرب إلى الأمام

 

عبد الصمد بن شريف

 

قبل أيام كنت امزح مع صديق هو الوقت نفسه عضو  في المكتب السياسي  لحزب يعيش حالة من الانحسار والتراجع ،أخبرته أنني أفكر في إطلاق مبادرة  سأطلق عليها إسم “حركة المغرب إلى الأمام ”  وطلبت منه المشورة ومساعدتي على اكتشاف الوجوه  والطاقات القادرة على بناء مشروع جديد  ومجدد وكبير بتعاقدات واضحة  وبقواعد عمل دقيقة   وبممارسة بديلة مبنية على الوفاء للمبادئ والمعايير التي ستحدد في الوثائق المؤسسة للحركة،   .وانطلاقا من كون المشهد السياسي المغربي  يعيش حالة من الجمود والتفكك  والعقم في الاجتهاد وابتكار المشاريع والحلول لدرجة أصبحنا نشاهد فيها نوعا من  التراجيديا السياسية،حيث فقدت معظم التنظيمات البوصلة واضطرت اضطرارا إلى الغرق في عدد من المشاكل والصراعات والحروب  والسجالات .

وبحكم أنني واكبت عقودا من ممارسة  وتحولات  وتفاعلات وإفرازات  المشهد الحزبي والحقل السياسي في المغرب ، واحتككت بمختلف التجارب والإيديولوجيات والمرجعيات  وناقشت  وجالست معظم القيادات السياسية والفاعلين على اختلاف مواقعهم بمن فيهم الذين تحملوا مسؤولية  تدبير الشأن العام في عدد من الحكومات  ،بما في ذلك  تقييم حصيلة حكومة التناوب عندما استضفت الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي باعتباره وزيرا أول آنذاك .،ومن منطلق  اهتمامي المبكر بالسياسة  منذ أن كنت تلميذا ،وميلي إلى إعداد  وتقديم البرامج السياسية  من قبيل البرنامج الوثائقي  وجوه سياسية مغربية  الذي أنجزت منه خمس حلقات حول أحمد بلا فريج  وعبد الرحيم بوعبيد في جزأين وبلحسن الوزاني وعبد الخالق الطريس ومولاي أحمد العلوي ،وهذه الأسماء مجتمعة تعكس منظومة متنوعة من الأفكار والمشاريع والإيديولوجيات ،ما يعني أنني كنت دائما منفتحا على كل الفاعلين .كما أن إعدادي وتقديمي  للبرنامجين الحواريين  “لكل الناس” و”تيارات ” على القناة الثانية لسنوات مكنني من المعرفة الدقيقة لكيفية اشتغال الحقل السياسي المغربي و كيفية تفكير العقل الحزبي والرسمي ،وبما أنني كنت أتولى هذه المهمة التي كانت تتطلب إعدادا جيدا للملفات واطلاعا واسعا على بيت وشؤون  كل حزب ومواكبة مستمرة للسياسات العمومية ومشاريع الدولة ،فقد كان لدي احتكاك يومي وعلى نطاق واسع بشتى الشرائح الاجتماعية ومكونات النسيج النخبوي ،ومازلت كذلك ، وهذا أتاح لي  التقاط عدد من الانشغالات والمؤاخذات  والانتقادات الموجهة لجل الفاعلين بما فيهم الدولة ،كما أن مشاركتي  في عدد من الأنشطة  الثقافية والمدنية والحقوقية ،و حرصي الدائم على متابعة  تطورات وتحولات المغرب في كل المجالات ،و مساهمتي بالكتابة في مساءلة هذه التحولات ووضعها تحت مجهر التحليل والرصد ،منحني دافعا   قويا للمساهمة في إعادة بناء عدد من المجالات والعمل على عقلنتها ووضعها في الاتجاهات الصحيحة ،مستندا في ذلك على إيماني القوي بأن المغرب يزخر  بالطاقات  الخلاقة  خاصة الشباب والإرادات الصادقة و العقول النقية والضمائر الحية  والقناعات الصلبة التي تؤمن بأن هذا الوطن يجب أن يكون قويا  على كافة المستويات ومستقرا بالمعنى الشامل للكلمة،وان المواطنين المغاربة يستحقون حياة كريمة ومواطنة حقيقية  .

ورغم أنني لم أتحمل أي مسؤولية في أي حزب ولم أتقدم في أي انتخابات ، فقراءتي المبنية على عدد من القرائن  والمؤشرات والمعطيات والوثائق واللقاءات والنقاشات على مدى سنوات مع مختلف ألوان الطيف السياسي والفكري والحقوقي   ،تطرح  حتمية  انبثاق فعل جديد  ومبادرة بديلة    يمكن اعتبارها في السياق الوطني الحالي ، ضرورة  سياسية واجتماعية ووجودية  لضمان  اشتغال سليم  وناجع ومغاير   للديمقراطية .مع ما يقضيه ذلك من صراحة وصدق وشفافية ووفاء  وشجاعة واحترام لمختلف التعاقدات   .

إن التفكير في هذه المبادرة والتي   تحركها دوافع متداخلة ذاتية وموضوعية ، الهدف منه تجاوز الهشاشة السياسية وأزمة المصداقية  و العجز  السياسي والفكري  المزمن الكامن في المشهد الحزبي والعقم في إنتاج المبادرات واقتراح الحلول واجتراح المقاربات العلمية المقنعة بخلاصاتها ونتائجها . ، ما  أعلن عنه اليوم  هو بلورة قوة اقتراحيه وازنة  وقادرة على إحداث سلسلة من القطائع ، مع تبني  طرق تفكير وتنظير  تفهم الواقع وتقراه في كل المناحي والسياقات ،وتفكك شفرات المناخ  الإقليمي والدولي .

عمري ألآن 53عاما ، ومنذ مدة ليست قصيرة وأنا  أساهم من موقعي المتواضع كصحافي وككاتب رأي في طرح عدد من القضايا والملفات  ،كما  اقترحت مجموعة من الأفكار والمبادرات على عدد من المسؤولين الحزبيين  وغير الحزبيين من شتى  الآفاق والمرجعيات،وبناء على كل هذا وبكل  تواضع  فكرت في أن أفرج عن ما يخالجني ويدور في ذهني  من الأفكار والمبادرات التي اقدر أنها ستكون ملكا لمن سيؤمن بها ولمن سينخرط فيها ،  عوض أن تبقى حبيسة ذهني وسجينة  والمكتب  الذي   يصيبني يوميا بالضجر والملل.

أملي أن يتفاعل كل من سيجد ذاته  وامتداده  في هذه المبادرة مع هذا المشروع .وما كتبته وإن  كان  يبدو مجرد حلم أو  ضربا من ضروب الخيال السياسي ،فإنه  من الممكن أن يتحول إلى

حقيقة ملموسة  .فالعالم يتحول ويتطور بالحلم وبتحويل المستحيل إلى ممكن  .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*