swiss replica watches
اسحاق شارية يكتب: الحزب المفترس – سياسي

اسحاق شارية يكتب: الحزب المفترس

بقلم الاستاذ اسحاق شارية
بعد نشري للمقال المعنون “90 دقيقة للإخضاع” ، صدمت وأنا أتلقى الإتصالات من كل الإتجاهات، أصدقاء وسياسيين، تنصحني بالتوقف عن انتقاد حزب الأصالة والمعاصرة، لأن في الأمر مغامرة وخطورة كبيرة، الأمر الذي جعلني أستغرب من سماع هذا الكلام ونحن في مغرب دولة الحق والقانون، ومغرب دستور 2011، ومغرب حرية التعبير وحقوق الإنسان، ومغرب يدعي أنه تجاوز سنوات التحكم والتخويف والإضطهاد مع العهد الجديد وانتهاء أيام أفقير والدليمي والبصري، وكل الجلادين الذين لازالت آثار سياطهم تؤرخ لمرحلة النضال من أجل مغرب الكرامة والحرية والديموقراطية.
ولم أكن أتصور يوما، أن يصل الخوف بالسياسيين المغاربة إلى درجة الإنبطاح أمام حزب سياسي، يسعى بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة إلى استكمال مشروعه القائم على السيطرة على كل مؤسسات الدولة من برلمان ومجلس مستشارين ومجالس جماعية وجهوية، وكل ذلك ليحكم سيطرته على كل دواليب االدولة، ثم يحول المغرب إلى دولة الحزب الوحيد المتحكم في كل شيئ، بينما تلعب الأحزاب الأخرى المتحكم فيها وفي زعاماتها إلى كراكيز لتأثيث المشهد الديموقراطي، وهي نفس الصورة التي نشاهدها في كوبا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية التي لازالت تعاني في صمت وألم من ديكتاتورية الحزب الوحيد، وربما تكون قبعة الثوار الكوبيين التي يواظب نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على ارتدائها في تجمعاته الخطابية، إشارة واضحة لتوجهات الحزب ونواياه، التي وجدت في المشهد الحزبي المتعفن أرضية خصبة لتنتشر فيه كانتشار مرض السرطان في جسم المريض، كما أن التذكير الدائم لهذا “الزعيم المفبرك” أنه عانى ويلات الفقر والتهميش والإعتقال فيه محاولة مفضوحة لقرصنة قصص ثوار العالم التي كنا نقرأ سيرهم أيام الجامعة، أمثال القدافي، وفيديل كاسترو وهتلر وغيرهم.
إن أي متتبع للمشهد السياسي المغربي سيتيقن أننا سائرون بخطى متسارعة نحو مصير مجهول، مادمنا تحولنا كشعب ذو تاريخ عريق في النضال من أجل الحرية والإستقلال، إلى ألعوبة في أيادي الحزب المفترس، يسوقنا كالأغنام إلى مغرب لا نعرفه، هذا المغرب الذي توضحت معالمه في صراع رئاسة غرفة المستشارين، وما يواكبها من أحداث تدق ناقوس الخطر، ذلك أنه في اليوم الذي أعلن فيه حزب الإستقلال خروجه من بيت طاعة الحزب المفترس، وهو يعاني من حملات متواصلة تسعى إلى معاقبته وإعادته إلى البيت خنوعا ذليلا، وهي الحملة التي حولت شباط من منهزم يحتضر سياسيا، إلى بطل سياسي يواجه الحزب المفترس ويحظى بتعاطف المتتبعين، بعد أن كان الجميع يتشفى في هزيمته النكراء في فاس بعد أن طغى في البلاد يمينا ويسارا عندما كان حليفا للحزب المفترس وإبنهم المطيع.
لكن رغم قتامة هذا المشهد السياسي المريب والمخيف في ىن واحد، فإني على ثقة راسخة أن مشروع الحزب المفترس سيكون مآله الفشل الذريع، على اعتبار أن أي مضطلع على تاريخ المغرب الحديث، سيتذكر أن يوما أراد فيه حزب الإستقلال أن يتحول إلى حزب وحيد مفترس، خرج له مواطنون شرفاء من حزب الشورى والإستقلال لمناهضة هذا المشروع، وأفنوا في ذلك حياتهم وحريتهم، وذاقوا أسوأ صنوف العذاب في معتقلات لازالت شاهدة على تلك المرحلة الدامية، وكل ذلك في سبيل أن نحيا نحن في مغرب الحرية والتعددية والديموقراطية، فليتدبر الإستقلاليون في قوله تعالى :” إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” صدق الله العظيم.
وأختم بالقول أن المغرب الذي أنجب آنذاك دعاة الحرية الذين هزموا بنضالاتهم الطاهرة كل مخططات التحكم والإنفراد بالسلطة ، قادر على إنجاب جيل الشباب الذي سينقذ الوطن من أنياب الحزب المفترس.
المحامي إسحاق شارية

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*