swiss replica watches
العريفي والقراءات الدموية والبهيمية للقرآن – سياسي

العريفي والقراءات الدموية والبهيمية للقرآن

سعيد الكحل
تستضيف حركة التوحيد والإصلاح أبرز شيوخ التطرف والبيدوفيليا والتكفير والقتل والسبي وهدم الدول عبر نشر فتنة الطائفية والمذهبية ، تستضيفه ليلقي محاضرات/مهاترات في موضوع “دور القرآن في بناء الإنسان” . فأية قراءة يقدم هذا التكفيري للقرآن ؟ وأي أثر لهذه القراءة على عقول الشباب وعموم المواطنين ؟ وأية خلفية سياسية وإيديولوجية تحكم هذه الاستضافة ؟
أية قراءات يقدم العريفي للقرآن ؟
1 ـ القراءة البهيمية للقرآن : العريفي ليس شيخا نكرة ، هو معروف في المشرق أكثر منه في المغرب بسبب قراءاته الشاذة للقرآن والتي تصادمه مع قيم العصر وحقوق الإنسان وحتى الحس/الذوق السليم .
قراءة تصادم القرآن مع القرآن . فهو لا يكف عن التحريض على ضرب النساء ومعاملتهن معاملة البهائم ضربا وتحقيرا وإهانة . إنه يجرد المرأة من إنسانيتها/آدميتها التي كرمها الله (وكرمنا بين آدم) ليبقي عليها جسدا للمتعة والعلف والخلف . فالشيخ إياه يساوي بين المرأة وبين البهيمة في الصفات وطريقة المعاملة . فكما لا تفهم البهيمة غير لغة الضرب فكذلك المرأة ، وكلتاهما ، بالنسبة إليه ، تفتقدان العقل والوعي والإرادة فلا يُحسِنّ القرار والاختيار . وهذه القراءة ، تصادم إرادة الله في خلقه والمسئولية التي ألقاها على عباده المؤمنين . فالله تعالى ساوى في الأهلية والمسئولية بين النساء والرجال (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليا بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) . إنا مسئولية عامة : سياسية ، دينية ، اجتماعية ، تربوية ؛ فهي ولاية عامة تشمل كل مناحي الحياة . إذن فالقراءة البهيمية هذه التي تستدعي حركة التوحيد والإصلاح صاحبها لإشاعتها في المغرب ، بالإضافة إلى كونها تصادم القرآن الذي كرم بني آدم بجنسيه الإناث والذكران وحث على المعاملة الطيبة والرفق بكل المخلوقات ، فهي تصادم كذلك السنة النوبية الشريفة التي أوصت خيرا بالقوارير وأثنت على إكرامهن (لا يكرمهن إلا كريم) . فهل تريد حركة التوحيد والإصلاح تحريض المغاربة على ضرب الزوجات ومعاملتهن معاملة البهائم؟ هل تخطط الحركة للانقلاب على مدونة الأسرة ؟ ليس من انشغالات المغاربة ولاية المرأة على نفسها في المال وفي الزواج أو ولايتها على أبنائها أو ولايتها السياسية وعضويتها في البرلمان وفي الحكومة وباقي المؤسسات المنتخبة . فقد حسم المغاربة مع هكذا موضوعات منذ عقود . وللتذكير فقط ، فإن حركة التوحيد والإصلاح ظلت تناهض مصادقة المغرب على رفع كل أشكال التمييز ضد المرأة كما ناهضت من قبل ولاية المرأة على نفسها في الزواج وجيشت كل فقهائها ليفتوا ببطلان الزواج بدون ولي . أكيد أن العريفي ومن يستضيفه يستهدفون ضرب القوانين المغربية وفي مقدمتها مدونة الأسرة التي مر على تطبيقها 11 سنة ،وصارت المرأة بموجبها ، ولية على نفسها وشريكة في تدبير شئون الأسرة ، ولها نصيبها فيما تراكم من ممتلكات خلال الحياة الزوجية . كما يستهدف كل هؤلاء القانون الجنائي الذي يمنع العنف ضد النساء ويعاقبن عليه ، ولست بحاجة للتذكير بمشروع مسودة القانون الجنائي الذي تقدم به وزير العدل والحريات العضو القيادي في الحركة والحزب معا ، والذي يحرض على جرائم الشرف ويخفض عقوبة الإعدام ضد من قتل زوجته إلى ثلاثة شهور . يريد مستضيفو العريفي التشويش على الرأي العام وعلى قناعاته السياسية وعقائده الدينية المعتدلة . فما يجهله العرفي ويتجاهله مستضيفوه هو أن المغاربة قطعوا نهائيا مع النظرة الدونية للمرأة منذ أزمنة سحيقة ، وأشركوها في كل مناحي الحياة العامة والأسرية ؛ بحيث تولت القضاء وإصدار الأحكام في كل المحاكم المغربية وعلى اختلاف درجاتها ، ولم يشكك أحد في أهلية النساء لتولى هذه المهام ، أو لأدائهن الشهادة أمام المحاكم بتلك الحجة المتواترة “شهادة المرأة نصف شهادة الرجل” . فالقانون المغربي لا يميز بين الذكور والإناث في أداء الشهادة واعتمادها أو الاستئناس بها . من هنا، لم يعد يشغل المغاربة خروج المرأة للعمل أو مشاركتها في الحياة السياسة أو قيادة السيارة أو إبرام العقود ، بل قطعوا مع هذه السخافات وباتوا يؤسسون لمراحل أرقى تضمن للمرأة المناصفة في تولي كل المسئوليات الإدارية والتمثيلية في المؤسسات المنتخبة ؛ وهذه حقوق لن تستسيغها الذهنيات “البهيمية” ، لهذا يستدعى العرفي للتشويش على سكينة المغاربة والتشكيك في شرعية المكتسبات التي تحققت للمرأة المغربية . كل الأسر المغربية ترسل بناتها كما أبنائها لتتعلم والتكوين دون أن تحتكم إلى شيوخ التطرف والبهيمية أو تحكّمهم في مصيرها ومصير بناتها

. فالمغربي يقترض ليعلم بناته وليضمن لهن تعليما جيدا يفتح لهن آفاق الترقي الاجتماعي ويحررهن من أسر القوامة الذكورية .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*