الدافري يكتب: ألا لا يجهلن أحد علينا

كتبها الإعلامي/ أحمد الدافري

 

ألا لا يجهلن أحد علينا.

كان معي هنا في لائحة أصدقائي، جزائريون يعملون في مجال الصحافة..

كنت أشرح لهم أن الساقية الحمراء ووادي الذهب هما منطقتان في الصحراء المغربية.

الساقية الحمراء عاصمتها الجهوية هي العيون.

ووادي الذهب عاصمتها الجهوية هي الداخلة.

وكنت أشرح لهم أن ما يروجه البوليساريو والنظام الجزائري عن وجود أراض محررة هو مجرد كذب في كذب.

كنت أوضح لهم أن البوليساريو الممول بأموال النظام الجزائري يوجد مقره داخل تندوف في جنوب الجزائر في مخيمات، ويعطي لمخيماته أسماء مدن الصحراء المغرببة مثل : مخيم العيون، مخيم الداخلة، مخيم السمارة، وغيرها.

وكنت أطلب منهم أن يتأكدوا من ذلك، بالسفر إلى تندوف، وإنجاز تحقيقات صحفية يتعرفون من خلالها على الحقيقة.

كنت أشرح لهم أيضا أن هناك خطوطا جوية تربط بين مطارات مغربية، منها مطار محمد الخامس الدولي، ومطار العيون ومطار الداخلة.

وكنت أقول لهم إن مطاري العيون والداخلة فيهما مراكز شرطة مغربية، تقوم بطبع جوازات السفر وتراقب عملية الدخول إلى المنطقة عبر الجو.

شرحت لهم مرارا خلال نقاشات هنا، أن المغرب ليس له أي مشكل بخصوص هذا الموضوع، وأنه يعتبر أن ملف الصحراء المغربية مغلقا، وأن المغاربة الصحراويين أبناء وبنات المنطقة يقومون بتدبير شؤونهم المحلية والجهوية داخل الصحراء المغربية بناء على استحقاقات انتخابية تخضع لمراقبة هيئات دولية.

لكن كلامي لم يكن يعجبهم.
بل كانوا يعتبرون أنني أكذب. 😮
وكانوا يرددون الكلام الذي يروجه النظام الجزائري.

الحقيقة أنني حين كنت أكتب تدوينات حول الوحدة الترابية المغربية، كنت آخذ بعين الاعتبار أن أولئك الأصدقاء الصحافيين هم جيران ينبغي احترامهم.

وكنت أنتظر منهم أن يتعاملوا مع قضية وحدتنا الترابية باحترام متبادل.

هناك شهداء مغاربة سقطوا في حرب ضد مرتزقة ممولين من نظام الجزائر..
سقطوا في ساحة المعركة دفاعا عن الوحدة الترابية.

لذلك، احتراما لأرواح أولئك الشهداء الذين سقطوا في معركة استكمال الوحدة الترابية، لم يكن ممكنا أن تبقى العلاقات طبيعية وعادية بيني وبين أولئك الصحافيين الجزائريين.

لم أكن أطلب منهم شيئا سوى احترام الوحدة الترابية المغربية، بنفس المستوى الذي أحترم أنا فيه بلد الجزائر، وشعب الجزائر.

لكنهم لم يطيقوني.
وبلوكاوني.

لا يهم.

الحياة مهما طالت سيأتي اليوم الذي فيه نغادرها.
ولن نأخذ من هذه الدنيا شيئا معنا.
والعظمة، هي أن يموت المرء على اولادو أو على بلادو.
وهذا ما كان.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*