swiss replica watches
من الذل والهوان خيانة الأوطان! – سياسي

من الذل والهوان خيانة الأوطان!

من الذل والهوان خيانة الأوطان!

من الخسة وعدم المروءة أن يتنكر شخص ما لهويته ويرتمي في أحضان أعداء وخصوم وطنه، مقابل امتيازات وإغراءات مالية زائلة، إذ ليس غريبا على أي شخص منعدم الضمير والحس الوطني الإقدام في أي لحظة على خيانة الوطن والتنكر لأبنائه، مما يستوجب عقابا شديدا حتى يكون عبرة لغيره.

لأن الخيانة من الصفات الذميمة والتصرفات القبيحة المنهي عنها في جميع الديانات السماوية، فخيانة الوطن من أفظع أنواع الخيانات، وليس هناك من خسارة أفدح من أن يخسر المرء هويته ووطنه، كما أنه ليس هناك ما هو أقسى على الأمة أكثر من أن تأتيها الطعنة من أبنائها الذين ترعرعوا في كنفها.
ففي كل الأزمنة والعصور هناك خونة للوطن، بيد أنه في بلادنا هناك صنفان على الأقل من الخونة: الفاسدون الذين يتهافتون على المناصب والمكاسب بغرض نهب ثروات البلاد والعباد، عبر استغلال النفوذ، اختلاس المال العام وتهريبه إلى الخارج، التلاعب بالصفقات العمومية وتزوير الوثائق الرسمية وغير ذلك، ممن اعتادوا ممارسة الفساد بمختلف أشكاله، والإسهام في تحطيم كيان الدولة وتخلف المجتمع.

وهناك خونة ينساقون خلف شعارات وأجندات خارجية خدمة لمصالحهم الشخصية، بالتعاون مع أعداء الوطن، عبر بيع ضمائرهم وخذلان أوطانهم وشعوبهم، والانخراط في أعمال غير محسوبة العواقب من شأنها الانعكاس سلبا حتى على أنفسهم وعائلاتهم.

قد نجدهم بوجوه كئيبة وأفكار مضطربة ينبحون كالكلاب الضالة والمسعورة، سواء في قنوات الدول المعادية لوطنهم الأم أو عبر اليوتيوب وغيره من أشرطة الفيديوهات المصورة، يقضون معظم أيامهم مشردين تحت جنح الظلام في دوامة من الذعر والخوف من أن يتم اعتقالهم أو أن ينتقم منهم شرفاء الوطن.
إذ أنه من الخزي والعار أن يفقد الواحد وطنه ويفقد معه ذاته وهويته والأمان والاستقرار النفسي، وتاريخ البشرية زاخر بنماذج مأساوية تجسد معنى فقدان الوطن وما يتعرض له الخائن من ذل وهوان، إلى الحد الذي يتحول فيه إلى مجرد مرتزق أو عبد عند أولياء نعمته من الأعداء، غير واع بأن المال لن يعوض الوطن.

وتعد خيانة الوطن من أفظع أشكال المكر والغدر على الإطلاق، بل هي جريمة كبرى في حق الدين والوطن والشرف والعرض والمروءة.

وهو ما يجعل الخائن منبوذا أينما حل وارتحل بسبب ممارساته الدنيئة رفقة من يدعمه ماديا ومعنويا، ليس فقط بين أبناء جلدته، بل حتى من قبل من يوظفه، لأنه بات يشكل خطرا حتى على نفسه وعائلته.
فلا غرو أن نجد أشخاصا مغاربة كانوا إلى وقت قريب بيننا، لكنهم سرعان ما كشفوا عن حقيقتهم، بعدما هانت عليهم كرامتهم وباعوا وطنهم لمن يعتقدون قدرتهم على تحقيق أحلامهم التي سرعان ما تتحول إلى كوابيس تقض مضاجعهم.

وطالما نراهم يبدعون في أساليب الإساءة إلى الوطن وتحقير رموزه ومقدساته، ناسين أن التاريخ لا يرحم، وفي هذا الصدد قال المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني: “إذا أردت تحرير وطنك ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة منها للخونة وواحدة فقط للعدو، إذ لولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج” فأي صورة أبلغ من هذه الصورة المليئة بالمعاني والدلالات العميقة؟
وبدل أن تجتهد تلك الشرذمة من الانفصاليين وغيرهم من الخونة الفارين من العدالة، وفي مقدمتهم ادريس فرحان وزكريا المومني وعلي المرابط ومحمد حاجب، وهيبة خرشيش وغيرهم، فيما يفيد وطنهم وأسرهم وشعبهم، يكرسون جهودهم في الترويج للإشاعات والأكاذيب ضد مؤسسات الدولة وكبار المسؤولين، بهدف إثارة الفتنة داخل البلاد والنيل من سمعتها، حتى أضحوا لسان حال أعداء الوطن في إشاعة التهم الجاهزة، ولنا أمثلة كثيرة فيما تتداوله تلك الأقلام والأبواق المأجورة في الجارة الشرقية الجزائر، قصد تعطيل المسار التنموي الناجح للمغرب والتشكيك في مصداقية الدولة ومؤسساتها الدستورية، من أجل خلق شرخ كبير بين الشعب والدولة.
فالمغربي الحر والأصيل هو من لا يمكن له تحت أي ظرف التفريط في حب الوطن أو شبر من ترابه، يفني عمره في خدمته ويقدم روحه فداء له إذا ما تطلب الأمر ذلك، وهو من يظل محافظا على كرامته وكبريائه وهويته، لأنه ليس لديه ما هو أعز وأغلى من الوطن. في حين أن الخائن هو من يفتقر إلى الوازع الديني والأخلاقي ويبلغ به الخبث حد الجحود، يقوم بتسريب معلومات كاذبة وإشاعات زائفة مقابل تلقي دعم خارجي من أجهزة المخابرات الجزائرية وغيرها من الجهات المعادية للمغرب، التي تسعى بدورها إلى تحين الفرصة بغية زعزعة استقراره، فضلا عن ممارسة الابتزاز على عدد من المسؤولين بهدف إضعاف الثقة بين المواطنين والدولة.
ولن نجد هنا من رسالة بليغة نختم بها أفضل من تلك التي وجهها القائد الملهم الملك محمد السادس في خطابه السامي للأمة مساء يوم الجمعة 6 نونبر 2009 بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء، إذ قال: “إنه وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع، فإما أن يكون المواطن مغربيا، أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن”
اسماعيل الحلوتي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*