حكومة صباغة الريح
بقلم عبد الهادي بريويك
يا حكومتي، اصبغي الريحَ بألوانِ الزوالْ
وارفعي شارةَ النصرِ فوقَ نعوشِ الأبطالْ
بين أحياءٍ أذِلُّوا، وأمواتٍ أُبيدوا في الظلالْ
ولتغفري الجرحَ الذي نزفَ فقيراً فوقَ رمالْ
ريحُ الفقرِ تدقُّ أبوابَ انغلاقِنا الموجوعْ
لا تُصبِغيها بثراءِ القصورِ وجوفِ الشموعْ
فهي تجري في جنائزِ وطنٍ منهارْ
تحملُ بؤسَ اليتامى، وصمتَ الأراملِ والدمارْ
يا حكومتي، هذا مجدُك الذهبيُّ الزائلْ
حيثُ الموتُ يرتعدُ أمامَك، معلناً العدلَ القاتلْ
ديموقراطيةُ الفناءِ في استلابِ الفقيرِ الكادحْ
وقبورُنا تسيرُ في الشوارعِ… أجسادٌ بلا ملامحْ
نحيا، لكنّا أمواتٌ في عمقِ المعاني
شهداءُ جرحِ الوطنِ في وجهِ الطغيانِ
اصبغي الريحَ، يا حكومةَ الظلالْ
فقد غدونا غرباءَ في وطنٍ بلا احتفالْ
لونّي الريحَ، إن شئتِ، بألوانِ الأملِ الكذوبْ
لنرشَّ عليكِ ماءَ الوطنِ كذراتِ غروبْ
هذا مجدُك المزعومُ، سرابُ الوعودِ غبارْ
والريحُ تشهدُ أنكِ جُرحٌ بلا اعتذارْ
فاصبغي الريحَ، واجعلي الحمامَ يطيرُ ذليلاً
اجعليه يكسرُ جناحَ الحلمِ، ويتناثرُ صقيلاً
وليسَ لي سوى قلمٍ أزرقٍ كالماردِ العنيدْ
أكتبُ به حروفَ الثأرِ، وأنتظرُ وعداً جديدْ
في احتفالياتِ نصركِ،
سأطفئُ الشموعَ حزينْ
وأشاركُكِ رقصةَ الموتِ على أنغامِ الأنينْ
فهذا وطنُكِ السعيدُ… مليءٌ ببؤساءْ
وطنٌ يحيا في حلمِ الفقراءِ…
وطن يموتُ في الخفاءْ