” وإذا الطفلة يسرى سئلت بأي ذنب قتلت ؟!”

” وإذا الطفلة يسرى سئلت بأي ذنب قتلت ؟!”

عبد السلام المساوي

وسقطنا جميعا عندما سقطت طفلة بركان ، عندما سقطت يسرى في بالوعة مياه الصرف الحار في شارع مهمل وغير مؤمن …سقطت وجرفتها المياه …سقطت وماتت نتيجة العبث والاستهتار واللامسؤولية …

إنها كارثة ،

إنها فاجعة ،

إنها مأساة ،

إنها جريمة بكل المقاييس …

موت طفلة في بركان موت للإنسانية جمعاء …ولا ينبغي أن يوجد بيننا مغربي عدو للإنسانية….

تبكي بركان … يبكي المغرب اليوم طفلة جميلة …طفلة بريئة …طفلة طاهرة …طفلة نظيفة….يبكي الرمز …يبكي الأمل …يبكي المستقبل…فعيشي يسرى نحن موتى بعدك …

أتاك الموت …أتاك الغرق … فوجدنا شاردين …أتاك الموت فوجدنا ميتين…فلا معنى لوجود تموت فيه طفلة …ولا جدوى من بقاء يدمر فيه الإنسان …

موتك بهكذا أسباب موت للقيم ، للأخلاق ، للضمير …موتك يديننا جميعا …موتك موت للوعي الجمعي والضمير المجتمعي…

لا ابتسامة بعد ابتسامتك

موتك ختم كل الابتسامات ..

بين لامسؤولية ” المسؤولين ، ومأساة أهلك وأحبائك ، أدركنا بشاعة انسحابنا ، وعرفنا نذالة أنانيتنا…تخلينا عن أطفالنا والروح الإنسانية ، وها نسقط ضحايا المفسدين والمجرمين….

الصدمة كبيرة والفاجعة أكبر…

تموتين ونحن نتفرج …جبناء نحن…

موتك يسخر منا جميعا …موتك يحتقرنا …موتك يلغي حضورنا …موتك يسائلنا باستهزاء : أين كنا ولماذا اختفينا ؟! موتك عنوان عارنا …

هل هناك جريمة أبشع وأخطر من هذه ?

ندين أنفسنا …ندين غباوتنا …ندين فشلنا…

بألم الانسان وجرح الوجود ، نطالب بالتطهير …

من المسؤول عن موت الطفلة التي حصدها الإهمال في غفلة منا وفي عدم انتباهنا ولامبالاتنا ؟

لم نسأل أنفسنا لحظة واحدة ماذا فعلنا لنحمي أطفالنا ؟

متأكدون أن الوعي المغربي سيدع لنا طريقة ما للتخلص من هذه الكائنات المدمرة وتطهير بلادنا من المجرمين والمفسدين ، وشبه مؤمنين بأنه في نهاية هذه القصة الأليمة سنجد حلولا …

إن المغرب يحضن شعبا طيب الأخلاق والأعراق ، وإن هذا الشعب يحب الحياة …موت الطفلة يسرى جاثم في القلوب والعقول…

متأكد انه لا وجود بيننا لمغربي عدو للطفولة _ عدو للانسانية ….ولا ينبغي أن يكون …

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*