فنجان بدون سكر
وإذا المدينة سُئلت بأي ذنب سُلبت ؟
بقلم: عبدالهادي بريويك
المدينة وعنق الزجاجة
لقد أدى ضعف التسيير بمدينة مشرع بلقصيري، إقليم سيدي قاسم إلى عدة تداعيات خطيرة، خلال التساقطات المطرية الأخيرة وقبلها، منها تراجع الخدمات الأساسية مثل البنية التحتية، النظافة، والتعليم والصحة.
نتيجة هدر المال العام وغياب رؤيا تنموية واضحة المعالم للمجلس الجماعي ، مما عطل ويعطل المشاريع التنموية المفروض توفرها بالمدينة. حتى أضحى النفق الوحيد الذي يفصل جثة المدينة (الكزرة أوالكسدة) إلى جزئين، باعتباره المعبر الوحيد بينهما، بعد إغلاق الشارع الرئيسي دون الالتزام بتاريخ الانتهاء من الاشغال منه، النفق الملقب في أذهاننا منذ الصغر (بالغار)، بمثابة الحبل السري الذي يجمع الضفتين أو الجزئين. أو عنق الزجاجة كما يقال في تدبير الأزمات ومعنى الخلاص، داهمه الغرق، وأصبح العبور من فوق السكة الحديدية الغير المحروسة مما قد يؤدي إلى كوارث لا قدر الله، وصعوبة ولوج السيارات والدراجات الهوائية والنارية؟
فأين المجلس الجماعي من هذا وأين هم ممثلو الأمة من الإقليم؟
ماذا قدمتم لمدينتكم؟ ماهي حصيلتكم ومنجزاتكم منذ انتخابكم في 8 شتنبر 2021 إلى يومنا هذا؟ هل لنا أن في رحابة صدوركم متسعا للجواب على هذا السؤال؟
هل أنتم مرتاحون بما حققته برامجكم من نتائج واضحة في شهادة أزقة وأحياء وكل ركن من أركان المدينة وشوارعها، التي تقسم كلها ب “العْكَرْ “إن كانت قد ذاقت يوما من عسل التنمية؟
هل أنتم راضون عن الأحوال التي آلت إليها المدينة وأنتم الذين تتنفسون هواءها وتعرفون أناسها، وتشربون وتأكلون مما يأكل منه كل مواطنة ومواطن؟
البحث عن مفاتيح لهذا السجن الكبير؟؟
المدينة غارقة من رأسها إلى أخمص قدميها في واد من الذل والمهانة وتغييب المواطن، وانعدام الثقافة التشاركية والفوضى وسوء التدبير وغياب روح الإبداع والابتكار مما يفقد المسؤولية قيمتها وتبقى مجرد تمثيليات كلاسيكية لا حياة فيها.
فهل اجتمعت الجن والإنس على جعل المدينة؟:
كهفا مهجورا للمتقاعدين؛ إذ لا مجالات تهتم بهم ولا خطط ومبادرات للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم المهنية وفي الحياة؛ وجعلهم قدوة للأجيال المقبلة والاعتناء بهم وإيلاءهم ما يستحقون من الاحترام والتقدير على ما قدموه، نساء ورجالا، من جليل الأعمال والخدمات….
سجنا كبيرا للشباب اليافعين الذين تهدر حيويتهم ويتمرمد نشاطهم بين أحياء شاحبة تشبه الوجوه الكئيبة أو الكنائس المهجورة من الحياة، أمام ركود اقتصادي، وغياب المشاريع الاقتصادية رغم الثروة العقارية؛ والتدهور المعيشي، وانعدام الرؤيا للأفق، وانسداد الحلم وانهيار أسوار الأمل..في غياب أسواق للعمل، وبوار الرواج التجاري والصناعي والحرفي المحلي
( اللي ضاير غير بالكريدي )، والكل يشتكي..
لكن لا أحد يشعر بوقع الأنين؟؟ فهل بيننا امرأة حكيمة، أو رجل حكيم؟ يملك مفاتيح هذا السجن الكبير؟؟
أعتقد أن حسين تدبير المجالس الجماعية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود المسؤولين والمواطنين على حد سواء. فمن خلال تعزيز الشفافية، تحسين الكفاءة، وتفعيل آليات الرقابة، يمكن تحقيق تنمية محلية مستدامة تلبي تطلعات المواطنين وتحقق العدالة الاجتماعية.
بكل صدق:
نشكر الجمعيات والفعاليات المدنية الحية بالمدينة الذين تحركهم مشاعر الانتماء بعيدا عن أي ارتزاق سياسي، ويمنحون للمدينة وجها ثقافيا وطنيا وإشعاعا لاسم المدينة.. من خلال ما يقومون به من جليل الأعمال.