أوزان القلب لا تُقاس بالعابرين”

خاطرة:

أوزان القلب لا تُقاس بالعابرين”

بقلم: عبدالهادي بريويك

أنا لستُ صدىً في حياة أحد، ولا حكاية عابرة تُروى على هامش وقت فائض.

أنا من يزن الناس بميزان القلب، من يُكرِمه الناس يردّ الإكرام بمثله، وربما بأكثر.

من منحني قدرًا، وهبته في المقابل مقامًا، لا يُقاس بعدد اللقاءات، بل بثباته في غيابي.

أصون العِشرة، وأُراعي الود، وأمنح من يزرع في أرضي وردًا، بستانًا لا يذبل.

أما من جفّاني، أو دسّ في قلبي كرهًا، فما عدتُ أجادل الأيام فيه،

لا أردّ الحقد بالحقد، بل بالتجاهل الرفيع…

ذاك الصمت الذي لا يُغضب، لكنه يُقصي، لا يُعاتب، لكنه يُفهم.

فمن لم يلمح دفءَ قلبي حين كان قريبًا، لن يدرك قيمته بعد الرحيل.

وأولئك الذين هانت عليهم العِشرة…

الذين مَرّوا من القلب كما يمرُّ الغريبُ من شارعٍ لا يهمه…

هؤلاء لا أحمل لهم كراهية، فقط أمنحهم نسيانًا راقٍ

نسيانًا لا تشوبه شماتة، بل شموخٌ صامت، يليق بمن يعرف كيف يحفظ نفسه من الانكسار.

أنا لا أختبئ خلف المجاملات، ولا أُتقن التظاهر بالبقاء حيث لا أنتمي.

قلبي وطن، لكنه لا يفتح أبوابه إلا لمن يستحق السكنى.

أنا لمن يختارني بإخلاص، لا من يتذكرني حين يخذله الجميع.

فالعِشرة عندي ميثاق، والودّ مسؤولية، لا مزاج يتقلّب.

قد أُسامح كثيرًا، لكن لا أتنازل عن كرامتي.

وقد أُحب بصدق، لكن لا أُجيد التعلّق بمن يرى وجودي تفصيلًا.

أنا بسيط في حبّي، لكن عميق في قراراتي…

وحين أرحل، أرحل كما يرحل النور عن مدينةٍ لم تعرف كيف تحميه.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*