أشبال الأطلس يستحقون وسام ملك وشعب..
عمر المصادي
في إنجاز تاريخي سيدون بمداد من ذهب في سجلات الرياضة الوطنية، توج المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بلقب كأس العالم لكرة القدم فئة U20، بعد مشوار بطولي وأداء لافت أدهش المتتبعين ورفع اسم المغرب عاليا في سماء الكرة العالمية.
هذا الإنجاز ليس معزولا أو وليد لحظة، بل هو ثمرة رؤية ملكية سامية، ونتاج تخطيط استراتيجي طويل الأمد انطلق قبل سنوات، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي ما فتئ يؤكد في خطاباته وتوجيهاته على أهمية النهوض بقطاع الشباب والرياضة، باعتبارهما رافعتين أساسيتين للتنمية والتألق الوطني.
لقد جاء إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم كمشروع ريادي يجسد هذه الرؤية، حيث وضع جلالة الملك شخصيا حجر أساسها، إيمانا منه بأهمية الإستثمار في الشباب والمواهب الوطنية، وبضرورة خلق منظومة احترافية حقيقية تعنى بتكوين أجيال من اللاعبين المغاربة بمواصفات عالمية.
وقد تميزت هذه الرؤية بالشمولية، إذ لم تقتصر على تطوير البنيات التحتية أو إعداد اللاعبين فقط، بل شملت أيضا الجوانب التربوية والتعليمية، لتكوين مواطن رياضي مثقف، قادر على تمثيل بلده بأفضل صورة داخل وخارج الميدان.
لا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون التوقف عند الدور المحوري لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت اليوم نموذجا يحتذى به قاريا ودوليا، العديد من اللاعبين الذين تألقوا في مونديال U20 هم من خريجي هذه الأكاديمية، التي أنجبت أيضا مواهب لامعة تمثل المغرب في أقوى الدوريات الأوروبية، وتعتبر عمادا للمستقبل الكروي الوطني.
هذا الصرح الكروي هو تجسيد حي للرؤية الملكية الثاقبة، التي آمنت بأن النجاح الرياضي يبدأ من القاعدة، ومن التكوين الجيد والمتوازن بين الرياضة والتربية والتعليم.
لقد أثبت أشبال الأطلس، من خلال هذا التتويج، أن المغرب يملك من الكفاءات والطاقات ما يمكنه من مقارعة أقوى المنتخبات العالمية، وقد تابع المغاربة بكل فخر أطوار البطولة، واحتفلوا بتألق لاعبين يجمعون بين الموهبة والإنضباط وحب الوطن.
وفي هذا السياق، يستحق هؤلاء الأبطال التكريم بـوسام ملك وشعب، عربون اعتزاز وتقدير لما قدموه من إنجاز سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
إن هذا التتويج يعد محطة مضيئة ضمن مسار متصاعد للكرة المغربية، التي أكدت من جديد أنها تسير وفق رؤية واضحة المعالم، عمادها التكوين والإستثمار في الطاقات الشابة، وسقف طموحاتها لا يقل عن العالمية.
لقد رسمت الرؤية الملكية ملامح مشروع رياضي طموح، وها نحن اليوم نرى ثماره: منتخب أول يصنع التاريخ في مونديال قطر، ومنتخب شبابي يصعد لمنصة التتويج في مونديال الشباب، ومواهب متألقة في كبرى الأندية العالمية.
وفي الأخير يجب التأكيد على أن تتويج أشبال الأطلس بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة لا يمثل فقط انتصارا رياضيا، بل هو تجسيد عملي لنجاعة الرؤية الملكية السامية، التي جعلت من الرياضة خيارا استراتيجيا لبناء مغرب الكفاءات والطموحات الكبرى.
عاش المغرب، عاش الملك، وعاشت كرة القدم الوطنية في عز ورفعة.
