*العلم الوطني في قلوبنا… لا تحت مؤخراتنا*

*زلة قلم* :

 *العلم الوطني في قلوبنا… لا تحت مؤخراتنا*

بقلم عبدالهادي بريويك

 أثار مشهد تداولته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه رئيس الحكومة وهو يجلس والعلم الوطني موضوع بين مقعده ومؤخرته، حالة واسعة من الاستنكار الشعبي والجدل السياسي، لما يحمله هذا التصرف من دلالات رمزية تمسّ مكانة العلم الوطني في وجدان المواطنين.

فالعلَم ليس مجرد رمز بروتوكولي، بل هو عنوان للسيادة ووعاء للذاكرة الوطنية، يختزل تضحيات أجيال من الشهداء والمخلصين الذين رفعوه عاليًا في ساحات النضال. ومن هذا المنطلق، فإن أي تصرف يمسّ مكانة العلم، ولو عن غير قصد، يُعدّ مساسًا بالقيم التي يمثلها في الوعي الجمعي الوطني.

الصور التي وثّقت الواقعة كانت كفيلة بإثارة موجة غضب واسعة، ليس فقط بسبب الفعل نفسه، بل بسبب ما يحمله من رمزية جارحة تتناقض مع ما يفترض في أعلى سلطة تنفيذية من حرص واحترام لرموز الدولة.

فالعلم الوطني يُرفع فوق الرؤوس، ويُصان في المناسبات الرسمية، ويُعامَل باعتباره أحد أهم الثوابت التي لا تُمسّ.

وفي الوقت الذي يرى فيه بعض المراقبين أن ما حدث قد يكون تصرفًا غير مقصود، يرى آخرون أن حجم الرمزية التي يحملها العلم الوطني لا تسمح بأي هامش من الارتباك أو سوء التقدير. فالاحترام الحقيقي للرموز الوطنية لا يُقاس بالنيات، بل بالأفعال والسلوكيات التي تُجسّدها أمام الرأي العام.

 

المطلوب اليوم هو توضيح رسمي واعتذار واضح يعيد الاعتبار لما مسّه هذا التصرف من رمزية وكرامة وطنية. فالحفاظ على هيبة العلم واجب على الجميع، من المواطن البسيط إلى أعلى هرم السلطة، لأنه يمثل الدولة بأكملها، لا الأشخاص الذين يديرون شؤونها مؤقتًا.

 

العلم الوطني سيبقى دائمًا فوق الجميع، وفي قلوب الجميع، ولا مكان له إلا مرفوعًا عاليًا، رمزًا للوحدة والكرامة، لا موضوعًا تحت الجسد أو تحت المقعد

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*