عطاف في الخرجة التلفزية، كان هدفه الرئيسي هو الاستهلاك الداخلي، ليوصل فكرة أن الجزائر سوف تقبل الوساطة الأمريكية وسوف تذهب للتفاوض مع المغرب

كتبها: الصحافي الجيلالي بنحليمة

 

أول تعليق رسمي جزائري، خارج الأمم المتحدة، على قرار مجلس الأمن الخاص بالصحراء المغربية، جاء على لسان وزير الدولة، ووزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف في حوارين تلفزين منفصلين، واحد باللغة العربية، وآخر باللغة الفرنسية، الخلاصات التي تشاطرتها مع عدد من الأصدقاء الذين تابعوا حواري عطاف يمكن إجمالها في النقاط التالية:
*يبدو أن الجزائر تمهد شعبها، لأي انفتاح على المغرب وعطاف يقوم بمهمة ابراز معنى لا غالب ولا مغلوب بطريقته وأن الجزائر لم تخسر، وأن القرار الأممي ليس كله في صالح المغرب، وأنه كان متوازنا.
* في حواره باللغة الفرنسية كشف عطاف عن معطى لم يأت على ذكره في حواره باللغة العربية وهو أن الجزائر كانت على وشك التصويت لصالح القرار لولا فقرة صغيرة غير ملزمة في ديباجة القرار.. مما يوحي بأن الخطوة المقبلة هي قبول الجلوس مع المغرب للحوار والتفاوض خصوصا أن عطاف لم يشر في أي فقرة من حواره للجمهورية الصحراوية ولا لأي اعتراف بها ولم يعلق على الخطاب الملكي… يبدو أنه يمهد لموقف جزائري متجاوب مع المبادرة الملكية ومع الوساطة الأمريكية..
*عطاف في الخرجة التلفزية، كان هدفه الرئيسي هو الاستهلاك الداخلي، ليوصل فكرة أن الجزائر سوف تقبل الوساطة الأمريكية وسوف تذهب للتفاوض مع المغرب وهي ليست مهزومة بل متعادلة مع المغرب وميزان القوة متوازن…
* طبعا الكل بات اليوم يعلم أن العقدة الجزائرية هي أن يظهر المسؤول الجزائري كأنه منهزم وأنه فرض عليه الحل وفرض عليه الجلوس للتفاوض ولذلك عطاف بذل جهدا استثنائيا لتفنيد هذه الفكرة لأنه يعلم أن الجزائر كلها صنعت حول كبرياء مزيف ويحاول أن يبرر بشكل مسبق أن الجزائر ستحاور المغرب وهي منتصرة وليس العكس وهي تماما نفس اللغة التي عاملهم بها الخطاب الملكي ارضاء لكبرياءهم..
*تلك المعاني التي ركز عليها مثل قرار متوازن، ليس هناك انتصار كلي للاطروحة المغربية، فرضنا تعديلات… كلها عبارة عن ترديد لمعنى لا غالب ولا مغلوب على طريقة الجزائر…
*غالبا بعد وزير الخارجية سيخرج تبون رئيس الجمهورية طبعا بشيء من العجرفة ليقول ليس لدينا مشكل مع المغرب وأنه مستعد لفتح جميع الملفات مع المغرب وحل جميع المشاكل
*تمهيد عطاف كان مهما لمحاولة اقناع النخبة قانونيا وسياسيا الآن سيخرج تبون ليعيد نفس معنى لا غالب ولا مغلوب وأن الجزائر لم تنهزم ثم يختمها بقبول الحوار مع المغرب…

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*