swiss replica watches
الجيش الإلكتروني وميليشيات الحرب المقدسة للحزب المعلوم – سياسي

الجيش الإلكتروني وميليشيات الحرب المقدسة للحزب المعلوم

قد يستغرب المرء كيف لحزب محافظ ومغلق ونكوصي ومعاد للحداثة بتجلياتها كافة، أن يجند جيوشا بكاملها لخوض معركة “مقدسة” ضد خصومه السياسيين فيما يشبه الحرب المفتوحة التي تستخدم فيها كافة الوسائل لتحقيق نصر مزعوم،والحال أن من يصنع ذلك إنما يستعير تجارب حزبية أخرى تنتمي لمعضلات الشرق الأوسط التي لا تنتهي بالضرورة، ولا علاقة لها بطبيعة الصراع السياسي المغربي الذي ظل يتميز لعقود بكونه محكوما بضوابط وتقاليد أخلاقية وثقافية لا يحيد عنها أي طرف.

غير أن الحزب المعلوم، الذي من نافلة القول أنه ولد خارج السياق الطبيعي للأشياء،ولم يأت من رحم التجربة السياسية المغربية المعروفة جذورها وأسسها وملامحها، والذي يجر وراءه ارتباطات مبهمة بتنظيمات دولية اتخذت من الإرهاب والترهيب سلاحا في مواجهة خصومها السياسيين، اختار أن يعيد أسوء ما في التجارب الحزبية المشرقية التي جرت الويلات والكوارث على شعوبها ودولها، وهو بذلك كمن يضع الحصان وراء العربة، حيث نجد له واجهة سياسية معلنة في إطار حزب سياسي معلن، مع احتفاظه بعمق غامض يغوص في الظلمة، وهو حركته الدعوية المريبة التي لا أساس لها، والتي تشتغل في السر بأجندات خفية وغير واضحة تثير كثيرا من الشك والتخوف،تماما كتجارب العديد من الأحزاب الموالية تنظيميا ومذهبيا للإخوان المسلمين، حيث تجد لها العديد من الأذرع والواجهات العلنية وشبه العلنية والسرية، وقد تجد لها إضافة لجناحها السياسي جناحا دعويا وآخر عسكريا. وقد يقول قائل، كيف يمكن مقارنة حزب مغربي مشارك في الحكم وخاضع للقوانين المغربية ويشتغل في حدود جغرافية الرقعة السياسية المغربية مع تجارب أحزاب الشرق الأوسط وصراعاته الدموية الطاحنة، أليس في ذلك تهويل ما بعده تهويل؟

الجواب طبعا عند الحزب المعلوم نفسه، فهذا الكائن السياسي الهجين اختار منذ البدايات أن ينهج أساليب وطرقا ملتوية لتحقيق غاياته، ولحد الساعة لا زال مفلحا فيها وناجحا، حيث بدل أن يقطع منذ البدء مع حركته الأم، وأعني هنا حركة التوحيد والإصلاح، اختار أن يجعل منها خزانه الحيوي الذي يضخ الدماء فيه تحت يافطة الدعوة، مستأثرا بها، دون أن يملك أي حزب منافس آخر هذا الحق، أو يدعيه، وها هو عوض أن يخلق جناحا عسكريا بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، قام بخلق جيش من نوع خاص، في حرب تدور رحاها داخل العالم الافتراضي، وهذا الجيش الفتاك ما هو سوى الكتائب الإلكترونية التي تشتغل ليل نهار لأجل الترويج للأكاذيب والأراجيف الباطلة وتمويه الرأي العام.

ثم إن عديدين، ممن ألفوا التحليل المريح المبني على أحكام جاهزة،إما عن جهل أو عن تجهيل مقصود، ما فتئوا يروجون منذ مدة غير يسيرة لخرافة مفادها أن الحزب المعلوم يظل مثالا يحتذى في الساحة الحزبية من حيث إعماله للديمقراطية في تدبير شؤونه، والحال أن هذا الحزب هو أبعد ما يكون عن الديمقراطية والديمقراطيين، بل إنه كحزب شوفيني مبني على قاعدة امتلاك الحقيقة وإقصاء الآخر يظل العدو الأكبر للديمقراطية، كيف لا وحركته الأم هي من يشرف على تسييره وتعيين أولي أمره وتوجيهه،وبعدها يحدثونك عن القرار المستقل،دون أن نعرف طبعا مدى استقلالية حزبهم عن حركتهم المريبة، خصوصا أنها تضم من بين ما تضم أشخاصا لا يتورعون عن إعلان عدائهم للدولة المغربية ورموزها ومقدساتها، بكافة الطرق والوسائل،بل وفيهم من أدرجت دول صديقة اسمه بالبنط العريض على لائحة داعمي ومنظري الإرهاب في العالم. وطبعا من بين الوسائل التي يلجأ إليها حزبنا المعلوم، هو تجنيد شباب وأطفال في جيشه الإلكتروني موعودين بفوز عظيم، وهؤلاء لا شغل لهم ولا عمل سوى تتبع الخصوم،أو من يحددهم العراب الأول كخصوم بهدف النيل منهم وتعبيد الطريق لتجار الدين البائسين من أجل الاستفراد بالمشهد، في حرب لا تختلف كثيرا عن تلك التي تسيرها تنظيمات موغلة في التطرف وغارقة في الدم،أمثال داعش والنصرة والقاعدة ومن والاهم. وغني عن البيان أن ورقة التوت قد سقطت ،وهاهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي روجوا صورا لخلايا ليست نائمة أبدا للجيش الإلكتروني للحزب المعلوم مثلما تداولوا خبر تعيين سليمان العمراني، قائدا أعلى لأركان الحرب الإلكترونية بدلا من الشوباني غير المأسوف عليه، وها هو القائد الأعلى الذي يأتمر بأمر الفقيه المرشد دون سواه يعطي تعليماته التي لا ترد لجيشه المندس في كل رقعة من ربوع هذا الوطن، وذلك تحت عناوين خادعة تحمل يافطات جمعيات يضخ لحسابها دعم سخي ليقوم أعضاؤها بواجبهم دون كلل أو ملل، ودون أن يرف لهم جفن، يشتغلون ليلا دون النهار لبلوغ مآربهم، وهل مآربهم سوى دك صرح هذا الوطن وتجريب كيف يمكن تحويله لا قدر الله، إلى أفغانستان أخرى أو صومال جديد؟ .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*