swiss replica watches
نموذج من العته السياسي والغباء الدبلوماسي  – سياسي

نموذج من العته السياسي والغباء الدبلوماسي 

محمد إنفي

ما فاه به من كلام خطير، في حق المغرب، السيد “عبد القادر مساهل”، وزير الخارجية في حكومة الجارة الشرقية، ينم ليس فقط عن الحقد الدفين الذي يكنه النظام الجزائري للدولة وللشعب المغربيين، بل يكشف أيضا مستوى تفكير القائمين على شؤون الشعب الجزائري والناهبين لثرواته الطبيعية.

لن أقف عند ردود الأفعال الشعبية والرسمية ببلادنا والتي لم تتأخر في تفنيد وتسفيه وتتفيه أقوال “مساهل” غير المسؤولة، سواء من خلال بلاغات ومواقف الجهات المعنية أو من خلال المقالات والتحاليل الصحفية. كما لن أتناول الاستياء العارم الذي خلفته هذه الأقوال لدى الرأي العام الشعبي بالجزائر، أو على الأقل، لدى جزء هام منه. وقد عكسته الصحف الجزائرية، الورقية والإليكترونية، في افتتاحياتها وبرامجها الحوارية (نقاش على المباشر) أو في التحاليل والتصريحات الصحفية، الخ.

وإذا كان كلامه قد قوبل بالتصفيق من قبل “الجمهور” الحاضر، فإن بعض الصحافيين الجزائريين أفادونا بما يلزم من المعطيات حول السياق حتى نفهم أسباب ذلك. ألسنا نقول: “إذا ظهر السبب بطل العجب”؟ لقد فاه “مساهل” بما فاه به، ردا على سؤال حول الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب؛ وذلك، خلال إحدى جلسات (أو على هامش)”الجامعة الصيفية لمنتدى المؤسسات الجزائرية”.

 لن أخوض في هلوساته عن البنوك المغربية وعن شركة الطيران المغربية؛ فجواب هذه المؤسسات لم يتأخر والقصة سوف لن تنتهي عند هذا الحد؛ كما لن أتطرق لغباوته في إقحام القادة الأفارقة في هذه الهلوسات (des chefs d’Etat africains qui me le disent “) التي وصلت إلى حد إقحام الكل بقوله: “ça, tout le monde le sait “؛ وسوف ننتظر رد فعل القادة الأفارقة على اتهامهم بقبول استثمار أموال المخدرات في بلدانهم. 
لا شك أن هذه الفضيحة الدبلوماسية لن تمر على الحكومة الجزائرية بسلام؛ إذ القارة الأفريقية، ليس بها، فقط، الموزنبيق وزيمبابوي وجنوب أفريقيا وحفنة من القادة الذين كانت تشتريهم الجزائر بأموال عائدات البترول والغاز.
ومن أجل توضيح عته “مساهل” وغبائه، سوف أكتفي بسرد العبارات التالية: في المغرب “ما كين والو”؛ “واحد ما يخلعنا “؛ “حنا، on n’est pas le Maroc “؛
”on est l’Algérie ; on a un potentiel ; on a de l’avenir”
يعطيك الصحة السي “مساهل”، عفوا السي “مسالي” (يعني، بلغتنا الدارجة المغربية، راك خرفتي وبديتي تدخل وتخرج في الهضرة)؛ “راك فرعتي الطرح” وأعطيتنا الدليل على مستوى تفكير الدبلوماسية الجزائرية التي لم يعد بإمكانها سوى استعمال أسلوب البلطجة و”النخوة على الخوى”، ضدا على الأعراف الدبلوماسية ولغتها. 
ويبدو، من خلال النقاش الحاد الدائر حاليا في المواقع الإعلامية والمواقع الاجتماعية وفي بعض الوسائط الإعلامية الأخرى، أن الرأي العام الرسمي والشعبي بالجزائر يعرف غليانا حقيقيا بفعل التصريحات الفجة والخطيرة، المسيئة ليس فقط إلى المغرب، بل إلى قارة بأكملها. 
لا أدري كيف ستكون حالة “مساهل” النفسية، بعد أن سقط هذه السقطة المدوية وتورط هذه الورطة الغبية التي من الصعب تبريرها، خاصة وأن لغته لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير. فهي من مستوى صاحبها الذي يبدو أنه فاقد للمنطق السليم وللأهلية العقلية. وبهذا استحق أن نجعل منه نموذجا للعته السياسي والغباء الدبلوماسي. نسأل الله حسن الخاتمة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*