قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش يوم أمس الخميس عاشر ماي الجاري، بأحكامها في قضية ما بات يعرف بـ”وحش بوشان”. بإدانة المتهم الرئيسي بعشر سنوات سجنا نافذا، فيما حكمت على مصور الفيديو بثمان سنوات سجنا نافذا، بينما أدانت المتهم الثالث وهو حلاق بسنتين سجنا نافذا.
وتوبع الأبناء الثلاثة من قبل النيابة العامة بتكوين عصابة إجرامية وهتك عرض قاصر باستعمال العنف والابتزاز والتشهير بالنسبة للمتهم الرئيسي (ي-ب) وشريكه مصور الفيديو (ح-ص).والثالث الحلاق بتهمة عدم التبليغ.
ووفقا لموقع محلي فكانت “خولة. ل” قد أدلت بشهادة مؤثرة الأمس الخميس، أمام غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، حول قضية ظهورها في فيديو وهي تتعرض لهتك عرضها ومحاولة الاغتصاب من طرف أحد الأشخاص، فيما كان صديقه يوثق المشهد المرعب بهاتفه النقال، فقد أكدت بأن المتهم الرئيس وصديقه سبق لهما أن تحرشا بها، لثلاث مرات، خلال عودتها من ثانوية مركز بوشان، بإقليم الرحامنة، التي تبعد بحوالي 3 كيلومترات عن منزل أسرتها بدوار “لمعلمين” بالجماعة نفسها، موضحة بأنهما كانا يمتطيان دراجة نارية من نوع “س 90″، ويعترضانها بالطريق التي كانت تسلكها مشيا على الأقدام برفقة صديقتيها “شيماء. ه” (14 سنة) و”خولة. آ” (14 سنة)، دون أن يعرنهما أي اهتمام أو تردن عليهما.
وتابعت خولة بأن المتهمين تعقباها، في أحد أيام شهر يناير الماضي، بعد مغادرتها للثانوية في حدود الساعة الخامسة من ذلك اليوم، الذي قالت إنه كان يوم أربعاء، وشرعا يتحرشان بها وبصديقتيها، قبل أن يترجلا من الدراجة النارية، عند منتصف المسلك الطرقي، في منطقة خلاء، وفيما توجه المرافق نحو صديقتها “شيماء”، طلب منها المتهم الأول، الذي كان يقود الدراجة، التوقف وأمسكها من يدها معبرا لها عن رغبته في إقامة علاقة عاطفية معها، غير أنها أفلتت يدها منه ليعيد إمساكها بقوة، وهو ما أثار غضبها لتقوم بصفعه على مستوى خده الأيمن.
رد فعل المتهم الرئيس كان عنيفا، فقد عنف الضحية وأسقطها أرضا وطفق يجردها من سروالها، الذي أنزله بالقوة إلى أسفل أعضائها الحساسة محاولا اغتصابها، فيما كانت تقاومه بشدة مستغيثة تارة ومتوسلة إليه تارة أخرى، إذ كانت تستجديه بعبارة “واش معندكش أختك.. واش تبغي يدير ليها شي واحد هكّا”، دون أن يكترث أو يعبأ بصراخها وبكائها، بينما كان مرافقه يصور المشهد بهاتفه النقال، في الوقت الذي لاذت صديقاتها بالفرار بمجرد أن طرحها المتهم أرضا.
وأضافت خولة، التي كانت مرفقة بوالدتها في المحكمة، بأن واقعة هتك عرضها كانت ستنتهي باغتصابها بممارسة جنسية فعلية لولا أن المتهم لمح أحد الأشخاص يمر بالطريق على متن دراجة نارية، ليضطر إلى التوقف عن اعتدائه ويلوذ بالفرار برفقة صديقه، لتنهض الضحية وتلملم حوائجها وحقيبتها المدرسية وتنفض الغبار والأتربة عن ملابسها، وتلتحق بصديقتها اللتين طلبت منهما عدم البـوح بما تعرضت له خشية أن يمنعها والدها من متابعة دراستها.
وكان الفيديو الصادم قد إنتشر على نطاق واسع بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي الأمر الذي عجل بالقبض على “الوحش البشري” وإعتقاله رفقة كل المشاركين معه في الجريمة .