swiss replica watches
مستقبل الاتحاد رهين بالبيجيدي والكتلة – سياسي

مستقبل الاتحاد رهين بالبيجيدي والكتلة

عبدالسلام المساتي
يرى محللون سياسيون أن حزب الاتحاد الاشتراكي أصبح حزبا غير مكتف بذاته خلال العشر سنوات الأخيرة بفعل الأزمات الداخلية التي أثرت على مساره وحولته إلى حزب عادي إن لم نقل صغير حسب ما أكدته انتخابات 25 نونبر البرلمانية وانتخابات 4 شتنبر الجماعية والجهوية التي ما هي إلا نتيجة مباشرة لسوء التدبير والخروج عن مبادئ وقيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي مات في سبيلها العديد من المناضلين. فالحزب أصبح أداة متحكم فيها من طرف مجموعة من المتهافتين على المناصب والطامحين للاسترزاق من خلال تخريب وتدمير الحزب سياسيا..
هذا التوجه تأكد بجلاء بعد انتخابات 2011 التي اتجها فيها الحزب نحو المعارضة ليتحالف بداية مع حزب الأصالة والمعاصرة ثم الاستقلال بعد انسحاب هذا الأخير من الحكومة إلا أن الكاتب الأول الأستاذ لشكر يرفض كلمة تحالف ويحبذ الحديث عن تنسيق بين هذه الأحزاب فقط داخل المؤسسة البرلمانية كأحزاب معارضة،مؤكدا أنه لا يمكن للاتحاد أن يتحالف مع أحزاب مختلفة عنه إيديولوجيا ،برغم أن أحد أعضاء المكتب السياسي كان قد صرح سابقا بالقول حرفيا:” تحالفنا مع حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة هو تحالف استراتيجي” ولكن ،ربما،يدخل هذا في باب الاختلاف الحاصل داخل المكتب السياسي منذ الإعلان عن تيار الانفتاح والديمقراطية..يجب أن نشير أيضا إلى أن التحالف مع الأصالة والمعاصرة ينظر إليه من طرف بعض السياسيين كاحتواء أكثر منه تحالفا ،وهنا يقول المهدي منشد ،القيادي الاتحادي،:” الاتحاد تلميذ ل البام” ولأن حزب إلياس العماري لا يؤمن بالتحالفات طويلة المدى بحكم أنه حزب تحكمه مصالحه وأهدافه الإستراتيجية، فقد أبان عن حقيقته هاته خلال تشكيل المجالس الجماعية والجهوية بإخلاله بتحالفه مع أحزاب المعارضة في مجموعة من المدن والجهات ليستيقظ حزب الاستقلال متأخرا ويعلن عن فك ارتباطه بالبام،وهو نفس الشيء الذي فعله الاتحاد ولكن بطريقة متدرجة وغير مباشرة خاصة بعد عدم الالتزام بالاتفاق المبرم بين أحزاب المعارضة حول ترشيح مرشح واحد لرئاسة مدينة ببني ملال يمثل الاتحاد .
وبعد فشل تحالفه مع حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة فمن الواضح أن الاتحاد الاشتراكي يتجه نحو التحالف مع حزب العالة والتنمية حيث صرح الكاتب الأول قبل أيام لجريدة المساء :” التحالف مع البيجيدي وارد”..هذا التصريح الذي هو بمثابة انقلاب جذري في خطاب القيادة التي كانت وللأمس القريب تصف حزب العدالة والتنمية بالحزب الرجعي والمتخلف،وتتهم قيادييه بالتورط في اغتيال عمر بن جلون،فضلا عن وصف لشكر لبن كيران بالديكتاتور الذي يشبه هتلر،ليصفه بن كيران في المقابل بالسفيه.
لقد أدركت القيادة الحالية للاتحاد أن القيادة السابقة ارتكبت خطأ فادحا عندما قررت الخروج للمعارضة، فقدت وجدت القيادة الحالية نفسها مقيدة داخل المعارضة وغير قادرة على لعب دور طلائعي يعيد للاتحاد قيمته وسط المشهد السياسي المغربي ،فتواجد الحزب على كراسي المعارضة عمق من أزمته بدخوله معركة خاسرة ضد العدالة والتنمية دون غيره من أحزاب الأغلبية الحكومية .هذه المعركة الخاسرة تأكدت نتائجها بجلاء بالرابع من شتنبر حين حصد الاتحاد السراب بأغلب المدن ..الأمر الذي يحتم على لشكر ورفاقه إيجاد منفذ نحو الانتخابات التشريعية القادمة ،ولأن لشكر يقرأ المستقبل جيدا فهو يدرك أن هذا المنفذ مرتبط في الدرجة الأولى بالعدالة والتنمية الذي يتجه بسلاسة نحو رئاسة الحكومة لولاية ثانية .إلا أن التحالف مع البيجيدي لن يكون كافيا لوحده ببعث الروح في الاتحاد،ما يعني أن إحياء الكتلة الوطنية أصبح ضرورة ملحة ليس فقط للاتحاد بل للمشهد السياسي المغربي أجمع خاصة في ظل التحكم الذي بات يعرفه القرار السياسي ،وقد بدأت تطفو على السطح مجوعة من المؤشرات التي تقول بإمكانية عودة الحياة للكتلة الوطنية ومنها ما أشار إليه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في حوار مع جريدة الصباح عندما قال بضرورة إعادة لم شمل الكتلة وإضافة فصيل يساري مع إمكانية التعامل مع العدالة والتنمية…هذا التصريح ليس دعوة لهذه الأحزاب بقدر ما هو إشارة لما ستكون عليه التحالفات بعد انتخابات 2016 .غير أن إحياء الكتلة يحتاج أولا الابتعاد عن الاصطفاف الإيديولوجي والتخلص من النزعة الهوياتية مع التأكيد على الهوية المشتركة التي يجب أن تهدف لتحقيق الديمقراطية والنمية التي يحتاجها المغرب.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*