swiss replica watches
“انتهى الكلام” …بن كيران هو مرسي وأردوغان المغرب يبسط “التحكم الاخواني” ويكشف خبايا “تحكم” البيجدي وحركة الاصلاح والتوحيد على مصير المغاربة – سياسي

“انتهى الكلام” …بن كيران هو مرسي وأردوغان المغرب يبسط “التحكم الاخواني” ويكشف خبايا “تحكم” البيجدي وحركة الاصلاح والتوحيد على مصير المغاربة

رشيد لمسلم

لم تمر عبارة” انتهى الكلام” التي ختم بها الامين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المعين عبد الاله بن كيران، دون ان تكون لها تداعيات وتكشف حقائق خطيرة تنم عن خفايا لغة تحمل الكثير من الترسبات وتكشف عن نوايا عقول سياسية تصقل من قاموس الحركات الإسلامية وخصوصا التنظيم العالمي لاخوان المسلمين الكثير من المصطلحات، وهي نتيجة تراكم عقول تابعة لحزب العدالة والتنمية الاسلامي، والتي تربت في حقل الحركات الاسلامية المتطرفة، وتريد بسط نفوذها الواقعي على الحاضر والمستقبل، وهو ما كشفته الأحداث المتعاقبة وكان اقواها ما يسمى ” البلوكاج” الحكومي.
هذا التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة، وبعد أشهر من الانتظارية والتي كان من المطلوب فيها حسب الاعراف الديمقراطية، ان يقوم رئيس الحكومة المعين بن كيران بإجراء مفاوضات ولقاءات موسعة مع جميع الفرقاء السياسين من اجل الخروج بحكومة قوية منسجمة تجعل من أولوياتها تلبية انتظارات المغاربة والقيام بوضع سياسات عمومية في مجال التربية والتعليم والصحة والتنمية والتشغيل ….بعيدا عن الحسابات السياسوية الضيقة والتي أبانت عن ضعف الفاعل السياسي والحزبي الذي يجري من اجل الحصول على  المقاعد الوزارية، ولم ينتبه الى خطاب الملك محمد السادس من دكار والذي اعطى خارطة طريق لمغرب المسقبل وليس مصالح شخصية.
لكن، يبدو ان بن كيران، له رأي آخر بعيدا عن الممارسة الديمقراطية الحقيقية التي تتطلب اجراء مشاورات مبنية على برامج سياسية واقتصادية وليس مصلحية ضيقة، في حين خرج بن كيران في بلاغه المعروف بعبارة ” انتهى الكلام” ليقمع الجميع بطريقة مستفزة كشفت حسب العديد من المراقبين لما يجري، عن ضيق الأفق، وغرابة الموقف، لرجل كان هو رئيس الحكومة، وأمين عام حزب.
في حين يرى المتتبعون لما بعد لغة البلاغات، ان بلاغ ” انتهى الكلام” الذي رد على بلاغ احزاب التجمع الوطني للاحرار، الحركة الشعبية، الاتحاد الدستوري، الاتحاد الاشتراكي، هو تحصيل حاصل من عبد الاله بن كيران، الذي كشف عن ما يجري في دمه وما يفكر به هو وحزبه وحركة الاصلاح والتوحيد، من خطورة ” التحكم” في المشهد السياسي، واقفال باب المفاوضات بطريقة مستبدة ومتسلطة وجبروتية شبيهة لما قامت به قيادات الحركات الاسلامية في دول الجزائر وتونس ومصر وتركيا…
كما ان عبارة” انتهى الكلام”، تبسط غطرسة العقل المتحجر لفاعل سياسي بعيد عن الفعل الديمقراطي الذي يقبل بالحوار والمجادلة والاختلاف وتقديم تنازلات في انتظار الخروج بحكومة قوية، ولو دام الأمر لأشهر كما يقع في كبريات الدول الديمقراطية.
لكن، مرة اخرى، كشف بن كيران، انه لم يعد يطيق الانتظار، وليس في قلبه متسع لاستلهام التجربة المغربية التي دشنها الملك محمد السادس منذ توليه الحكم، وهي اختيار ” المشروع الديمقراطي الحداثي” وهو مسار فصل بين التسلط  و الديمقراطية، واعطى للمغاربة حق اختيار مصيرهم في دول المؤسسات وحقوق الانسان، وليس لدولة ” الخلافة” والجبروت والتحكم، كما هي عند اتباع البيجدي والاصلاح والتوحيد والعدل والاحسان….الذين عبروا بعد عبارة ” انتهى الكلام” عن خطورة ما يفكرون فيه من خلال تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي وردود الفعل التي كتبت بلغة مثل ما وقع في مصر في عهد مرسي، منهم من اعتبر ان ما يقع في المفاوضات هو ” انقلاب على الشرعية” وهناك من نعت اخنوش ب”سيسي المغرب” فأليس هذا ” ارهاب فكري خطير”.
ذلك ان  اختيار المغرب، لمساره الديمقرطي والتنموي والحقوقي في اطار امارة المؤمنين، وبفضل الاسثثناء الذي ينعم به المغرب، وفشل ما سمى ب” الربيع العربي” في فرض دمائه في المغرب، ما زال البعض ومنهم ” اخوانيو” المغرب” يريدون اسقاط تجارب فاشلة لانظمة ” اسلاموية”مستبدة، وهذا ليس غريبا عن حزب العدالة والتنمية الذي قام أمينه العام بن كيران و رئيس المجلس الوطني سعد الدين العثماني بلقاء الرئيس الاخواني المصري مرسي، ولقاؤهم بزعيم اسلاميي تركيا اردوغان، لقاء هو حنين للماضي، وتنبؤ للمستقبل في تنفيذ مخططات تنظيم الاخوان المسلمين العالمي، المدمر للانسان والمؤسسات والديمقراطية والمخاصم لحقوق الانسان والتنمية والحداثة…
بن كيران ومن معه، التقوا سابقا بمرسي وارودغان، والنتيجة اليوم، ان مرسي يقبع في السجن بعد رفض المصريين لحكم الطاغوت المتطرف، وارودغان اليوم يواجه الارهاب بكل تجلياته، ويقمع مخالفيه ويمارس ” العزل” لكل من خالفه الموقف والرأي.
ما يقع اليوم في مشهدنا السياسي وخرجات بن كيران، تنم عن حقد خفي وخطير لدولة المؤسسات، ويمارس جبروت ” التحكم” حتى على اعضاء واتباع حزبه ومريديه وعلى المغاربة ككل، بوقف المشاورات ونهاية الكلام.
فهذا يعني، ان بن كيران يريد ان يقول انه هو صوت المغاربة، في حين ان الحقيقة الواضحة ان بن كيران وحزبه لا يمثلان شيء، مجرد نتيجة لحزب تصدر الانتخابات، التي لم تعني كل المغاربة، ولم تعني ازيد من 36مليون مغربي.
فلا يمكن، ان يرهن بن كيران واتباعه بالمغاربة ككل، فأغلب المسجلين حتى في الللوائح الانتخابية لم يصوتوا خلال الانتخابات التشريعية، فهي نسبة ضئيلة من واقع يعرف الكثير من الاختلالات وتراجع دور الاحزاب في تأطير المغاربة.
نهاية الكلام، التي اوردها بن كيران، تعني فقط حزبه، الذي لم يصبر على الأراء المخالفة، ولم يستوعب ان اغلب الاحزاب لا تريد التحالف معه، بسبب تحكمه لامشروط ومخافة تكرار ما وقع في الحكومة السابقة حيث اصبح بن كيران يقدم حصيلة حكومته وكأن حزب العدالة والتنمية هو الوحيد الذي  شارك فيها، ضدا عن التجمع الوطني للاحرار والحركة الشعبية…في حين ان التقدم والاشتراكية مارس ” انتهازيته” وانصهر بشكل غريب مع اخواني المغرب.
و في انتظار الحكومة المقبلة، يجب مراعاة حقيقة خطيرة، هي ان حزب بن كيران، بخرجات اتباعه وما يسمى ب” كتائبه” توضح ان المستقبل سيكون خطيرا جدا، لحزب يريد التوغل في مؤسسات الدولة، وفرض أنظمة “الشرع” وشرطة” اليقظة والنهي عن المنكر”، ولما لا اغلاق كل المؤسسات والمحلات التجارية والسياحية وقمع المواطنين وفرض” البرقع والنقاب والحجاب” والتحكم في المساجد وخطبائها، و”عزل” الكتاب والمثقفين والشعراء…وإغلاق الملاهي والحانات والمطاعم والفنادق.. وفرض انظمة تربوية متطرفة تنتج فكرا ارهابيا أصوليا سيدمر الانسان والمؤسسات….ويخلق خلايا “ارهابية” ترجع بالمغرب للأحداث المؤلمة في 16 ماي بالدار البيضاء واركانة…
ان خطورة، ما نشير اليه في  هذه المقالة، ليس تشفيا واقفال الباب على الحوار الجدي والمسؤول القابل لاختلاف بالهوية والتاريخ، ولكن من اجل التحذير مرة اخرى، لخطورة الفكر المتشعب عند  “اخوانيو المغرب” مجسدين في حزب العدالة والتنمية وغيره من الاتباع.
فليس غريبا ان لا تتشكل الحكومة، ما دام الملك هو ضامن سير المؤسسات والدولة، وليس غريب جدا ان ينهي بن كيران كلامه، وهي رسالة تسرع بن كيران في ارسالها الى من يهمه الأمر…في انتظار الرد على الرسالة….ستكون كلمة المغاربة بداية كلام آخر…

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*