swiss replica watches
الحسن الاتحادي ..هذا ما ينقص أبو زيد – سياسي

الحسن الاتحادي ..هذا ما ينقص أبو زيد

سفيان الفيلالي :

 

الأكيد أن حسناء أبو زيد، بعد مرورها التلفزي الأخير، على قناة وطنية في برنامج للإقناع، قد أقنعت، وبينت، وزكت صحة مواقف  كل الذين  يميزون بين المنخرطين في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بين اتحاديين و غير اتحاديين.. أقنعتنا الحسناء بمرورها، بأنها ليست من الاتحاديين بالرغم من وصولها إلى قيادة الاتحاد، فكل حديثها وطيلة الحلقة، كان عبارة عن لغو و حشو، ومواقف غير علمية و غير مسؤولة، ولا علاقة لها بهوية الاتحاد الاشتراكي…

 

 

حتى على مستوى نقاشها للوضع التنظيمي الداخلي، وهو الوضع الذي جعلها تحل ضيفة على بيوت المغاربة، من خلال برنامج تليفزيوني، حتى تلبس  القناة من خلال استضافتها، لباس حياد شفاف لا تلبسه إلا فيما يخص الاتحاد، وكأن الأحزاب الأخرى لا نقاش فيها، أو وكأن المغاربة لا يهمهم إلا شؤون الاتحاد على خلاف باقي الأحزاب .. حتى على هذا المستوى الداخلي، فقد كانت كل طروحات القيادية الاتحادية، بعيدة جدا عن ثقافة الاتحاديين و الاتحاد.

 

هذا الاتحاد الذي يجر معه هامشا واسعا جدا من التراكمات، وعلى كل المستويات، والذي يعتقد البعض، كما ظهر اعتقاد القيادية الاتحادية خلال مرورها التليفزيوني، أن صورته اليوم، وطريقة اشتغال ماكينته التنظيمية اليوم، سببها قواعد وضوابط قانون الأحزاب، في حين أن سيرورته كاتحاد، و إلى جانب مجموعة من القوى الحية بالبلاد، هي من دفعت في اتجاه سن قواعد قانونية تنظم سلوك الأحزاب السياسية.

 

هذا الاتحاد الذي وصل إلى مرحلة متقدمة في الحياة الحزبية، العالمية وليس الوطنية فحسب، على مستوى ديمقراطيته الداخلية، وعلى مستوى بنياته التنظيمية، وعلى مستوى آليات تشكيل هذه البنيات، فمعلوم للقاصي و للداني أن اختيارات الاتحاد الاشتراكي التنظيمية ،

 

– ليس كما كيعتقد البعض، وليس كما ظهر أن القيادية الاتحادية تعتقد – تدرجت بتدرج حضوره وسط المشهد الحزبي المغربي، وتم تحديثها انطلاقا من الأسئلة التي كانت تطرح عليه خلال كل محطة تنظيمية يعيشها، حيث يعلم الجميع أن بين لجنة الترشيحات، ونمط التصويت بدورين، تكمن مجموعة من التفاصيل.. التفاصيل التي لا يمكن أن يستوعبها إلا من تشبع بقيم الاتحاد، واختيارات الاتحاد، وإلا من له من القدرات الفكرية والمعرفية ما يسمح له باستيعاب الطريقة التي يتعامل بها الاتحاديون مع شروط كل ظرفية على حدة.

 

أجل سيدتي، القيادية بحزب الاتحاد الاشتراكي، أجل وريثة عمر و المهدي و الجابري، أجل.. لقد كان الاتحاديون يختارون قياداتهم، ويحملونها المسؤولية من خلال لجنة هم يختارونها..

 

كان هذا عندما كانت المهمة تكليفا، ليس كما هو الحال عليه اليوم، أو كما تعتقدينها أنت كتشريف.. أجل .. في عز النضال من أجل الديمقراطية، وفي عز سؤال الأسبقية بين دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع، كان الاتحاديون ينصبون قياداتهم.. كان ذلك من باب إيمانهم بالتراتبية، و بالشرعية النضالية ..ثم بعد ذلك اختاروا الحسم، وقرروا تكريس الشرعية الديمقراطية، وهم ماضون في اختيارهم، ولن يكون المؤتمر العاشر، إلا حلقة من حلقات مسلسل فرض الاختيار الديمقراطي داخليا، حيث سيحتفظ الاتحاديات و الاتحاديون بحقهم الكامل في اختيار قادتهم.. فقط الصورة و الآلية من ستتبدل، وليس الروح أو النفس، كما يطمح غير الاتحاديون.

 

سيدتي، القيادية الاتحادية، لقد كانت دائما مهمة التحضير لمؤتمرات الاتحاد، من اختصاص أجهزته التقريرية، وبشكل متوافق مع مكتبه السياسي، وبصورة تضمن إشراك كل الطاقات الاتحادية التي أجمعنا على تسميتها بالفعاليات.. وكان يرأس كل اللجان التحضيرية إخواننا الكتاب الأولون، ولم نكن نزكي هذا الاختيار من باب تكريس نوع من الاستبداد و التسلط، كما حاولت تصويره اليوم، بل من قناعة أن هؤلاء الإخوان هم  المسؤولون أولا وأخيرا على نجاح محطاتنا التنظيمية، فنحن لم نكن يوما استئصاليون، ولا عديمي ثقة، ولم تكن مؤتمراتنا إلا لحظات نجدد فيها الطاقة و الأمل.. ولم يكن عندنا أي هاجس، و أي تخوف، و أي قلق، إلا ما ارتبط بنجاح مؤتمراتنا، هكذا تربينا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

 

أيتها القيادية، ربما لن تستوعب هكذا قناعات، وهذا عادي جدا ومفهوم، ذلك لأنك اكتشفت الاتحاد في مرحلة ميزها تدافع قوي وخشن بين قياداته، وهو التدافع الذي حكم طريقة تحضير كل من المؤتمر التاسع، وخصوصا المؤتمر الثامن.. لكن سيدتي، فبالرغم من ذلك كان أخونا عبد الواحد رئيسا للجنة تحضير المؤتمر التاسع، وإن لم يكن أخونا اليازغي رئيسا للجنة تحضير المؤتمر الثامن، فلظروف يعرفها الجميع، ولا مجال لاستحضارها هنا.

 

أيتها القيادية الاتحادية، إن تقدمكم  بطلب صريح للكاتب الأول، من أجل تفعيل اختصاصاته، وذلك بجمع اللجنة الإدارية، ودفعها إلى تأجيل المؤتمر، يزكي ثلاثة نقاط رئيسية، أولها أنكم لا تعرفون ثقافة الاتحاديين، وهي الثقافة المؤسسة على الحسم، و البعيدة كل البعد عن التراجع و التردد، وأنت تعرفين جيدا الحالة التي كان عليها الاتحاديون، عندما تراجعوا عن تنصيبك في مهمة رئيس الفريق الاشتراكي، بعد الضغط الرهيب الذي مارسه عليهم، من أعلنوا أنفسهم تيارا في تلك المرحلة، والذي كان عنوانه رفض اسمك في تلك المهمة.. وثانيها، أنكم متعنتون في تغييب اللجنة الإدارية، وتجاوز قراراتها، هذه القرارات التي ساهمتم فيها، سواء في دورة فبراير حيث دفعتم في اتجاه تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وشاركتم في تحديد تاريخ له، أو في دورة أبريل، حيث شاركتم في عملية التصويت بالإجماع على خلاصات اللجنة التحضيرية.. وثالثها، أنكم تحاولون استغلال الكاتب الأول، بالضغط عليه، من أجل فرض تصوراتكم، ضدا على إرادة الاتحاديين، في صورة بئيسة لأوليغارشية حزبية، كنا نعتقد أننا حسمنا معها منذ زمن ولى، و أن آخر تمثلاتها انتهت ببديل خمد، ليستفيق اليوم على وقع خطواتكم نحو تكرار تجارب فاشلة.

 

سيدتي، القيادية الاتحادية، إن أبشع صورة يمكن أن يكون عليها الواحد من الناس، هي صورة الغرور، حيث يظهر له أنه أحسن من الجميع، بشكل يستهين فيه بقدرات الكل، و بذكاء الكل، و برغبة الكل.. هذا الكل الاتحادي، الذي أعلن ومنذ شهر يناير، انخراطه التام في إنجاح المؤتمر العاشر، هذا الكل الذي لا يفكر فيما تفكرين فيه، ولا يهمه ما يهمك، فهو غير مرتبط بهواجس الأجهزة، هذا آخر ما يفكر فيه.. فكل اهتمامه اليوم، هو إنجاح مؤتمره، أملا في أن يكون انطلاقة جديدة للمشروع الاتحادي، ولعل أشكال انخراطه المتعددة في التحضير للمؤتمر، تجيب على أسئلتكم المتأخرة وغير المنطقية وغير القانونية بخصوص ما أسميتموه بالمنهجية.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*