swiss replica watches
فتحي: حراك الريف ينبغي أن يكون مرتبطا بأفق يضمن استمرار في ظل الاستقرار و الملكية – سياسي

فتحي: حراك الريف ينبغي أن يكون مرتبطا بأفق يضمن استمرار في ظل الاستقرار و الملكية

خالد فتحي

 

يصعب عليك الا تنتبذ لنفسك غير مكان وسط في خضم هذا النقاش الصاخب الهادر حول حراك الريف.

 

ففي كلا الجانبين الاقصيين -اذا كان قلبك على الوطن- لا يوجد سوي العدم واللاشيء، والمشي بمحاذاة التطرف .

 

فان تترسم الأحداث ..وتتوه في التفاصيل ،حيث، يكمن عادة الشيطان. او تدلج طاحونة الجدل العقيم ….بمماحكاته وتاويلاته واسقاطاته وانتصاراته الصغيرة السخيفة….لتفحم الخصوم من أبناء جلدتك.!!!….ولتميز المخطئ منهم من المصيب… !!!!

معناه انك دون ان تدري تغرس اسفينا سككته من مخيالك بين ابناء الوطن الواحد ….ومعناه أيضا انك تختار ضفتك التي توهمت انها تمثلك..اوتوهمت انك تمثلها… وتناصب العداء لمن بقي هناك يقابلك على الضفة الأخرى….. فتعود كمن بعضه قد أصبح فجأة ضد بعضه.
هل يمكننا ان تتصور جسدا حيا بدون روح؟.

وهل يمكن لام معطاء ان تتخلى عن إحدى فلذات كبدها؟؟ وهل يكون لابن بار ان يعق امه؟ .

هل يمكننا أن نتمثل المغرب وقد انفرط عقده لا قدر الله….مغربا بدون ريفه الأبي…. او بدون صحراءه الغالية….. او بدون أطلسه المتوسط الشامخ.

هل يمكنك ان تتخيل مغربا مبتورا؟ قد جزت أطرافه.؟. ثم ،من ناحية اخرى هل يمكننا أن نتخيل للابد ايضا مغربا دون افق؟؟.مغربا لا يعيش زمنه؟ مغربا لم يثار لنفسه بما يشفي غليله بعد من المرض والجهل والفقر والفاقة ؟.مغربا لم يعرف بعد كيف ينجز ثورته الذكية؟؟.ويصل لبر الامان.

 

مغربا لم يربح بشكل نهاءي جهاده الأكبر ضد التخلف بعد ان ربح جهاده الأصغر ضد الاستعمارين الفرنسي والاسباني ..جهادا..كان الريفيون فيه كباقي المغاربة اكثر الرجال شجاعة وبسالة.
ما يقع في الحسيمة منذ سبعة أشهر لا يدمي القلوب فقط .بل ،ويدفع بكل المغاربة ان يضعوا أيديهم على هذه القلوب وجلا من تقلبات مصيرهم ….تراه يكون نجاة وسلاما او على العكس من ذلك يكون هلاكا وشقاقا؟.
لقد سمعنا زءير الريف يتردد في جنبات الوطن…. بعد ان قرف من لاجدوى الحياة السياسية التي عجت باشباه الزعماء..ومن عبثية التهافت على الريع وعلى المناصب…ومن تحول السياسة بفعل تيار الشعبوية الجارف و موضة المتناضلين الى مجرد هرطقة يغني البيان فيها في عقيدتهم عن الإنجاز على أرض الواقع المعيش للمواطنين.
هذا الوعي الجديد الذي ينبجس في الريف ،كما في كل أرجاء المملكة، وعي مختلف تماما يجب ما قبله.

يتشكل ويتاثت بسرعة رهيبة بفعل انتشار وساءل التواصل الاجتماعي و بفعل الثورة الرقمية ، وضغط المطالب الاجتماعية، والحاجات الجديدة للانسان المغربي التي جادت بها التكنلوجيا المعاصرة .

وعي يلح على الدولة وفي اللحظة ذاتها ودون فسحة زمنية ،ان تستجيب، وتلبي، وتكون جاهزة وفق المعايير الحديثة للدولة المتقدمة.لقد أصبح وعي المواطن يسبق واقعه.

بعد ان أصبح يتعرف على بحبوحة العيش، فيما وراء البحر ،من خلال قنوات لا توجد بمخدعه فقط، بل دخلت عليه حتى جيبه. وبعد ان أصبح عقله مشرعا أمام كل الأفكار والاديولوجيات والاجندات.عقلا منفتحا جدا ، لاتصوغه لوحدها كما في السابق، مؤسسات التنشءة الاجتماعية للدولة. كل ذالك جعل كاهل هذه الاخيرة ينوء تحت ثقل المطالب التي تأتي وتتقاطر عليهادفعة واحدة،فتصاب بالارهاق جراء هذا الازدحام الذي فاجءها ولم تضرب أو نسيت ان تضرب له حسابا.
ولذلك فإننا نحتاج في ظل هذا الوضع الى كل ذكاءنا الحضاري ،لنستوعب ونحدد مالاتنا ما دمنا حتى اليوم ممسكين بعد الله تعالى بمقود قدرنا .و لنكون رحماء بمغربنا حتى يظل رحيما بنا.

علينا أن نكون في مستوى هذه اللحظة المفصلية وان كان لابد من ثورة ننجزها…. فلتكن ثورة من الملك والشعب يدا في يد من أجل مزيد من النماء والتقدم والديمقراطية والكرامة لكل البلد.ثورة تدفع بنا الى الامام، ولاتسير بنا بالمقلوب كما وقع للغير.علينا ان نبدع ثورتنا الثقافية، وان نمارس النقد الجماعي فهو صمام الامام للسير بثبات نحو المستقبل.
ان الربيع العربي لم يعد مجرد فزاعة لتخويف الشعوب،بل هو واقع غير بعيد عنا، نلمسه من نعيق البوم فوق اطلال البلدان الشقيقة من مثل سوريا واليمن و مصر وليببا . ومن جحافل اخوتنا السوريين الواقفين على ابواب عواصم العالم بعد أن كانوا هم يوما ما أسياد هذا العالم.

 

واذا كان المغرب قد نجا بعناية الله من الموجة الأولى لذلك الخريف العربي، فلان له ملكية جامعةو موحدة لكل أطياف الوطن تمتد شرعيتها الى أربعة قرون ان لم يكن الى 12 قرنا خلت.

 

ملكية مؤهلة لان تقيه من المجهول سواء كان هذا المجهول فوضى مدمرة او جمودا مدمرا.

وفي الحقيقة،ان المغربي في قرارة نفسه هو غير المغربي عندما يكون في حضن الجماهير.معها يصدح طلبا للكرامة و رد الاعتبار، ومع نفسه يتمنى للمغرب زيادة على ذلك الرفاء والاستقرار، و يمعن فيترجى الله ان يضن المغاربة ببلادهم على الفرقة والضياع.هذه معادلتنا الحقيقية ملكا وشعبا وحكومة.كيف نتقدم دون أن نتوه ونذوب في الفوضى؟.كيف نتقدم بذواتنا لذواتنا؟.

ونقطف لبلادنا غناءم الحراك الاجتماعي دون اخطاره ؟.
من المؤكد ان قربنا لأوروبا لم يكن صدفة.ولا انتماءنا للشرقكان كذبة.نحن مسار في التاريخ. أمة وحضارة.وعلينا أن نكون مميزين في غضبنا وتعاتبنا وفنون وابدعات عيشنا المشترك.
علينا كمواطنين ان نعطي لبلدنا قبل ان ناخذ منه .وان نضطلع بواجباتنا التي هي حقوق غيرنا من المغاربة التي يثورون بسببها في وجه الجميع وفي وجه أنفسهم .اليست الدولة في النهاية هذا النحن؟. أليست في حقيقتها منا والينا؟.الى يقع على عاتق الدولة بالمقابل ،ان تكون من خلالنا نحن، في خدمة كل المواطنين. وان تكون عليمة خبيرة بمزاج كل فءات الشعب وجهاته..عارفة بشرطهم الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي في مختلف مدنهم وقراهم ومداشرهم…… دولة تتوقع اماني الشعب قبل ان تواجه مطالبه….ولم لا قبل حتى ان يفكر فيها.
على الدولة والمواطنين وبسرعة، ان يتخلصوا من عصاب التوجس من بعضهم البعض…. ليتم الاستماع لصوت العقل، و يخرج الجميع من هذه الهستيريا الجماعية، التي لانجني منها الا سوء الفهم.ونتكلم اخيرا لغة العصر ،ونعمل ونجد ونتدارك ما فات، اكثر مما نتكلم ونتجادل، حتى لايريد الله بنا سوءا.
لا يهم الآن ان نصطف هنا او هناك….فموقفنا من حراك الريف ينبغي أن يكون مرتبطا بافق .

ولا أفق يضمن استمرار التعبير عن الأمل غير الإصلاح في ظل الاستقرار.

اي في ظل الملكية التي هي الركن الركين لوحدتنا الوطنية والترابية ،وقاربنا الذي ينبغي ان يحملنا لبر السلامة في ظل هذه العواصف الهوجاء التي تهب على العالم وعلى منطقتنا بالخصوص. علينا أن يكون لنا تحليل صحيح وعميق لمقدراتنا وفرصنا ونقاط قوتنا ….لنتصرف بحكمة ودهاء حضاري…. حتى يستمر انموذجنا الفريد بعيدا عن المخاطر و عن كل أشكال التطرف سواء كانت عصبية اوتزمتا او ميوعة…. لتستمر وسطيتنا ويستمر اعتدالنا وتالفنا…. ويخلد في التاريخ مثالنا.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*