ووسط محاولات السلطات قمع “الانتفاضة الكبيرة” بوسائل عدة، بينها العنف والتجمعات المضادة، قال حساب “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، على توتير، إن القتلى الـ5 سقطوا برصاص الأمن في مدينة دورود غربي البلاد.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو قالوا إنه يظهر قوات الأمن الإيرانية وهي تطلق الرصاص على المحتجين الذين كانوا يرددون شعارات مناهضة لخامنئي في دورود.

ويُظهر الشريط المصور مجموعة من المتظاهرين وهم يحملون شخصين في دورود بغرب إيران، في حين تحدث ناشطون أن المعلومات الأولية تشير إلى أن إطلاق الرصاص أسفر عن مقتل محتجين وإصابة آخرين بجروح.

وانطلقت المظاهرات المنددة بالغلاء والفساد الخميس في مدينة مشهد، مسقط رأس خامنئي، قبل أن تمتد في الأيام التالية إلى مدن عدة، بينها العاصمة طهران وكرمانشاه وقم، حيث خرج آلاف المتظاهرين في مسيرات تطالب النظام بتغيير سياسته.

وعمدت القوات الأمنية في قم بتفريق التظاهرة وتشديد الإجراءات في المدينة، التي تعد أهم مركز ديني في إيران، تحسبا لخروج مسيرات جديدة في ظل دعوات لاستمرار الاحتجاجات التي اعتبرتها المعارضة الإيرانية مؤشر على اندلاع “انتفاضة كبيرة.

وقال موقع منظمة مجاهدي خلق المعارض إن اليوم الثالث من الاحتجاجات الشعبية شهد “هزيمة نكراء للتظاهرة المضادة من قبل الملالي، وقد خرج الحراك الشعبي في جامعة طهران بشعار “أيها الإصلاحي الأصولي، كفى زيفك”.

وأوضح الموقع أن “نظام الملالي حاول يائسا تنظيم تظاهرة مضادة، لكنه مني بالفشل الذريع. ففي طهران صرف نظام الملالي وخلافا لعادته عن تنظيم مسيرة خوفا من رد فعل المواطنين الغاضبين، واكتفى بالتجمع في مصلى طهران”.

لكن “هذا التجمع لاقى لامبالاة غير مسبوقة رغم بذل النظام كل جهده الحكومي، حيث لم يشارك فيه حتى كثيرين من العناصر الوفية للنظام”، حسب ما أضاف المصدر نفسه.

و”بعد ساعة من هزيمة تظاهرة الملالي المضادة، تظاهر طلاب جامعة طهران ورفعوا شعارات: أيها الاصلاحي الأصولي، كفى زيفك،واستح سيد علي (خامنئي) واترك الحكم والموت للدكتاتور”.

وحسب المصدر نفسه، خرج المئات في كرمانشاه، السبت، إلى الشوارع من جديد، “رغم انتشار كثيف لقوات القمع”، وقد هتف المتظاهرون مجددا “لا غزة ولا لبنان، روحي فداء إيران”.

أما المظاهرة في مدينة شهر كرد، فـ”انطلقت من تقاطع استانداري بشعار الموت للدكتاتور”، وفق المصدر نفسه الذي أشار إلى أن “القوات القمعية المدججة بالتجهيزات الكاملة في الميدان” هاجمت “المواطنين واعتقلت عددا من الشباب..”.

وكان النظام الإيراني حاول إرهاب المحتجين لمنعهم من الخروج إلى الشوارع اليوم السبت، عبر إعلان وسائل الإعلام الرسمية عن تنظيم مسيرات في أكثر من 1200 مدينة وبلدة، في ذكرى انتهاء احتجاجات استمرت أشهرا في الشوارع عقب إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد في عام 2009.

إلا أن تلك المحاولات لم تمنع المحتجين من مواصلة حراكهم، فقد شهدت مدن عدة بينها طهران وشهركرد وكرمانشاه خروج المئات، وهم يطلقون صافرات الاستهجان بعد أن أعلنت الشرطة عبر مكبر للصوت أن أي تجمع يعد غير قانوني.

والاحتجاجات السياسية العلنية نادرة في إيران حيث تنتشر أجهزة الأمن في كل مكان. ولكن هناك استياء بسبب البطالة وارتفاع الأسعار والفساد. وتحولت إلى احتجاجات سياسية بسبب قضايا بينها تدخل إيران في صراعات إقليمية مثل الصراعين السوري والعراقي.

ويقول مركز الإحصاءات الإيراني إن نسبة البطالة بلغت 12.4بالمئة في السنة المالية الجارية بارتفاع 1.4 نقطة مئوية عن العام الماضي. وهناك نحو 3.2 مليون عاطل عن العمل في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة.

وقال الحرس الثوري، الذي قاد مع ميليشيا الباسيج التابعة له حملة قمع المتظاهرين في 2009، في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية، إن ثمة محاولات لتكرار الاضطرابات التي شهدها ذلك العام، لكنه أضاف “الأمة الإيرانية.. لن تسمح بأن تتضرر البلاد”.