swiss replica watches
«التكفير في خطاب الإسلام السياسي » – سياسي

«التكفير في خطاب الإسلام السياسي »

عمار بنحمودة يرصد تحولات الخطاب التكفيري

في كتابه الأخير الصادر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، «التكفير في خطاب الإسلام السياسي، يعتبر الباحث التونسي د.عمار بنحمودة أن خطورة الخطاب التكفيري تكمن في كون أصحابه يتشبّثون بقاعدة القداسة التي يَسِمُونَ بها تأويلهم للدين، ويسلبون كلّ من يختلف عنهم شرعيّته الدينيّة، مضيفا أن الخطاب التكفيري يبدو في ظاهره خطاباً دينياً تداوله المسلمون زمن صراعهم على لقب الفرقة الناجية وشرعيّة الجماعة الحاكمة، بيد أنه شهد منذ تلك الفترة التباسا بين ظاهر خطابه الديني وباطنه السياسي، بل إنه صار، على الرغم من قيامه على أسس دينيّة، تهمة يتبرأ منها كثير من الفرق، وتُتَّهم بها فرق أخرى فتوسَم بالغلّ والتطرف. وبالتالي صار مفهوم التكفير محلّ جدل واختلاف، على الرغم من أنّه يقوم على أساس ثنائيّة دينيّة هي الإيمان والكفر.

يطرح بنحمودة في هذا الكتاب، من خلال تتبع مسارات الإسلام السياسيّ، أثر الخطاب التكفيري في الحياة السياسية والفكرية، وأثره في الواقع، محددا مسارين: الأوّل بمسار التشدّد والعنف، والثاني بمسار الوسطية والاعتدال، قائلا: «هي مجرّد فرضيّات؛ إذ لا نقصد بمسارات التشدّد والعنف حكماً معياريّاً، بل عملنا على رصد «مشروع الدولة الإسلاميّة» باعتبارها التجسيد النهائي لما روّجه دعاة الإسلام السياسي من آراء نظرية. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الوسطية والاعتدال؛ إذ هي في حقيقة الأمر مجرّد فرضيّة قد يكشف التحليل زيفها وبطلانها من خلال دراسة الجدل القائم بين ما سمّي تطرّفاً وما روّج لكونه وسطيّة واعتدالاً». ويسعى بنحمودة إلى تقييم تحوّلات الخطاب التكفيريّ في إطار واقع تاريخيّ طرح اختيار المواجهة ضد الأنظمة الغربية، وبنى مشاريعه على معارضتها، على الرغم من أنّه تأثّر بها في كثير من مقولاته، ثمّ سارع إلى قبولها وتبنّي كثيرا من مقولاتها السياسيّة التي كانت سابقاً توسم بالكفر؛ كما سعى إلى «دراسة علاقة الإسلام السياسيّ بالخطاب التكفيريّ في إطار مفاهيم الحريّة وحقوق الإنسان وتحوّل الوعي الإنسانيّ نحو الدفاع عن مقولات الحوار والتفاهم بدل الصراع والتقاتل. وهي مسألة تحتاج منا إلى طرح الخطاب التكفيريّ في إطار ثالوث الحقيقة والسلطة والمقدّس. تلك المفاهيم التي لا نتناولها باعتبارها تصورات ذهنيّة مجرّدة، بل نقاربها في إطار ارتباطها بأنساق واقعيّة تجعل الخطاب التكفيريّ يتفاعل في كلّ حقبة مع الواقع».

للاشارة عمار بنحمّودة باحث تونسي، حاصل على الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة الإسلامية، تخصّص حضارة. عضو وحدة البحث في «المتخيّل» بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس. له مجموعة من البحوث والمقالات المنشورة في كتب جماعيّة ومجلّات محكّمة، وصدر له كتاب «أثر المعتزلة في الفكر الإسلامي الحديث» عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود والمركز الثقافي العربي (2014(، وكتاب «صدام الحريّة والمقدّس آفاق التأويل وسلطة التكفير» (2017).

عن الاتحاد الاشتراكي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*