نازحو طولكرم وجنين بين مأوى الكرافانات وحلم العودة إلى الديار
لارا أحمد / كاتبة وصحافية
بحسب تقارير متعددة، من المتوقع أن يتم في أواخر شهر أيار/مايو الجاري تزويد حوالي 400 عائلة نازحة من مخيمات طولكرم وجنين بقوافل سكنية (كرافانات) كحل مؤقت لتوفير مأوى آمن لهم بعد أن دُمرت منازلهم جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير.
ورغم أن هذه الخطوة كان يُنتظر أن تجلب نوعاً من الراحة وتخفف من معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، إلا أن الكثير منهم أعربوا عن قلقهم من أن تكون هذه القوافل مقدمة لحل طويل الأمد بدلاً من تمهيد الطريق لعودتهم القريبة إلى منازلهم الأصلية.
وتزايدت المخاوف لدى سكان المخيمات، خاصة بعد أن شهدوا تأخراً في إعادة الإعمار وانعدام الخطط الواضحة لعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي استُهدفت.
ويرى البعض أن القوافل السكنية قد تُستخدم كذريعة لتأجيل ملف عودة اللاجئين إلى أجل غير مسمى، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتوسيع نطاق الدمار.
من جهة أخرى، شن العديد من الأهالي انتقادات حادة تجاه الفصائل المسلحة التي يتهمونها بتأجيج الأوضاع واستدراج الجيش الإسرائيلي لشن هجماته المدمرة داخل المخيمات السكنية.
ويعتبر البعض أن وجود المسلحين داخل الأحياء المدنية قد ساهم في ارتفاع حجم الخسائر البشرية والمادية، الأمر الذي دفع السكان الأبرياء ثمنه من أرواحهم ومنازلهم وأمنهم اليومي.
يعيش النازحون اليوم بين نارين: من جهة، دمار لم يترك لهم مأوى، ومن جهة أخرى، قلق من واقع جديد قد يُفرض عليهم لفترة طويلة دون أفق واضح للعودة. وتبقى تساؤلاتهم معلقة: هل ستبقى الكرافانات بديلاً عن منازلهم إلى أجل غير مسمى؟ وهل سيكون هناك تحرك حقيقي لإعادة الإعمار وضمان حقهم بالعودة.