سفر برلك.. الوجع العربي تحت الظلم العثماني

سفر برلك.. الوجع العربي تحت الظلم العثماني

عادل الزبيري
تواصل مجموعة MBC تقديم أعمال درامية تدخل التاريخ بكل شجاعة، من بابه الواسع، فبعد المسلسل الأضخم عمر، عن عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، الذي تحول إلى تحفة عالمية، وإلى مرجع في العالم الإسلامي عن تاريخ الخلفاء الراشدين وعن البعثة المحمدية الشريفة، يأتي مسلسل جديد من التاريخ، من أجل أن يكتب صفحة جديدة في الدراما العربية.

يشدك مسلسل سفر برلك من الجينيريك، لتواصل اكتشاف تفاصيل القصة، عن أسرة عربية حجازية، في المدينة المنورة، وعن طلبة من سوريا ولبنان في الأستانة العثمانية، إلى معاناة سكان الشام، تحت مظلة الإمبراطورية العثمانية، في سنواتها الأخيرة، لما حملت عن جدارة لقب الرجل المريض، لاستشراء الظلم والفساد والاعدامات بدون محاكمات.

فأمام البروباغندا التي تقوم بها تركيا اليوم عبر الدراما، لتقديم صورة كاملة الأوصاف عن تاريخ الدولة العثمانية، كان ضروريا أن يعرف المشاهد العربي أن تركيا وريثة إمبراطورية لها مسلسل طويل في الجرائم السياسية والإنسانية في العالم العربي.

وقدم المسلسل جرعة درامية تستحق الاحترام، لأن مخرج العمل الليث حجو، أتقن تفاصيل الخلطة، ليقدم ممثلين من جنسيات عربية في قصة عربية عربية من مرارة المعاناة، من البطش تحت الحكم العثماني.

ففي تفاصيل التاريخ العثماني، في العالم العربي، صفحات لا تزال لم تدخل الدراما العربية، من جرائم وحشية، ومحاولات لمحو اللغة العربية بتوطين اللغة التركية، وإلغاء الهوية العربية، عبر سياسية التتريك، أي جعل كل شيء تركيا.

بكل شجاعة، وثق سفر برلك، في سابقة في تاريخ الدراما العربية، لتأثير السياسات العسكرية التركية الظالمة، وفرض القانون العرفي، على سكان مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاولة نقل رفات الرسول إلى عاصمة الحكم العثماني، وترحيل جماعي عشوائي عبر القطار، لسكان المدينة المنورة إلى بلاد الشام، في جريمة تهجير قسري.

مسلسل سفر برلك مهدى إلى روح عملاق الإخراج في تاريخ الدراما العربية، الراحل حاتم علي، مؤسس مدرسة عربية خاصة في الإخراج العربي، لما أبهر المشاهد العربي لأول مرة، عبر مسلسل التغريبة الفلسطينية.

استخدم مخرج سفر برلك موسيقى تصويرية قوية، ومواويل غنائية موجعة، ولكنها معبرة، ولون المشاهد ضوئيا بما يتماشى مع المرحلة التاريخية، مع مراعاة التفاصيل في الديكور، ولا يمكن إلا الاعتراف للممثلين السعوديين، الذين قدموا بكل إتقان تفاصيل شخصيات تاريخية.

ففي زحمة دراما رمضان في العالم العربي والإسلامي، مر مسلسل سفر برلك في صمت، من دون أن يأخذ كامل حقه في المشاهدة، ولكنه يستحق أن يوصف بتحفة درامية عربية، تستحق المشاهدة، لأنها توثق ولو بشكل موجع جدا، صفحات نضالات شعوب عربية، للانعتاق من ظلم الحكم العثماني.

فكما عودت مشاهديها تاريخيا، قدمت مجموعة MBC مسلسلا تاريخيا وشجاعا، ويستحق أن ترفع له القبعة، بالعلامة الكاملة، يحمل اسم سفر برلك.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*